1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية الروحية والدينية :

أثر الخوف من الله

المؤلف:  الشيخ / حسين الراضي العبد الله

المصدر:  التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع

الجزء والصفحة:  ص88 ــ 90

2023-06-01

1035

الميزان في المفهوم الإسلامي في التغلب والنصر هو الخوف من الله والإعداد فمع الإعداد التام: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ } [الأنفال: 60]، والخوف من الله (عز وجل) وهو قوة الإرادة وقوة الثبات فإن من يخاف لا بد أن يكون قوياً أمام أقوى قوة عاتية سواء كانت أمريكا أم غيرها فلا بد من تمتين العلاقة بيننا وبين الله، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (إن المؤمن من يخافه كل شيء وذلك أنه عزيز في دين الله ولا يخاف من شيء وهو علامة كل مؤمن)(1).

وهذا هو منطق الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء فهو وإن لم ينتصر عسكرياً إلا أنه انتصر سياسياً ومعنوياً.

إن المسيرة المليونية التي خرجت في أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) هي ثمرة من ثمار انتصار الثورة الحسينية، فعن صفوان الجمال عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: (إن المؤمن يخشع له كل شيء ثم قال إذا كان مخلصاً لله قلبه أخاف الله منه كل شيء حتى هوام الأرض وسباعها وطير السماء)(2).

نعم هذا ما حققه شهداء كربلاء فبالرغم من قلتهم إلا أن أعدائهم كانوا يتحاشونهم في ساحة الوغى ويتهيبون من مبارزتهم. وبالنتيجة انتصر الدم على السيف، إن المسيرة المليونية إفرازات لتلك الدماء الزكية التي سالت على أرض كربلاء.

هذه بعض من صفات المؤمنين العامة والآن نأتي إلى دراسة صفاتهم الخاصة والتي تفتح لهم بسببها أبواب الجنان لما يحملونه من سمو المعنى في سمو الذات قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 133 - 135].

وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].

وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100].

هذه الآيات وغيرها من الآيات والأحاديث الشريفة تعطي صورة واضحة: إن الله سبحانه وضع هدفاً وجائزة كبرى بمسابقات أقامها للبشرية جمعاء وندبهم إليها وحثهم عليها كقوله تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [الحديد: 21] وقوله: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: 10]، وقوله {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ} [التوبة: 100]، تدعو إلى المشاركة في هذه المسابقة المصيرية وأن من يدخل في حلبتها بجدية وعزم وإرادة وثبات فسوف ينجح ولن يعدم الأجر.

ولم يكتفي المولى سبحانه بمشاركة العبد في هذه المسابقة وإنما حثه على الإسراع فيها وأن لا يتأخر ولا يتلكأ بل يجب عليه الإسراع في المبادرة وفي داخل المسابقة أن الجائزة مهمة والوقت قصير مهما مُدّدَ قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ} [آل عمران: 133].

ما هي الجائزة

الجائزة التي وضعها الله سبحانه لعباده وهي كالتالي:

1- مغفرته ورضوانه. وهي من أسمى الأهداف وأكبر الجوائز.

2- التي لا نفاذ فيها ولا تعب ولا نصب. قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 72].

وينبغي الالتفات إلى أن الجنة والنار من الأمور الحقيقية وهما مخلوقتان بالفعل لا أنهما سوف تخلقان، كما أن تمثل الجنة وأن عرضها عرض السماوات والأرض مما يدلل على وجودها وأن الكون لا ينحصر في السماوات والأرض وإنما ملك المولى سبحانه أوسع وأشمل مما نتصوره ومما نحن فيه الآن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 64، ص 305.

2ـ المصدر السابق.