1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

ضرورة الإصلاح

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال

الجزء والصفحة:  ص47 ــ 57

2023-03-11

1192

نظراً إلى جسامة الاخطار والاضرار الناجمة عن ركون البعض للأخلاق السيئة، فإن الدين والمذهب يُنكر على الفرد ان يكون من ذوي الأخلاق السيئة، وعلى هذا الأساس كذلك يجب أن نحارب هذه الأخلاق ونهب لإصلاح ذوي الأخلاق السيئة.

ان الأصل في ديننا الاسلامي هو أن يتحلى الانسان بالأخلاق الحسنة. وقد أوصى بهذا الأمر الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)، وكانت دعوته مبنية على هذا الاساس. حيث ورد عنه: (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق).

والتحرك لغرض تغيير واصلاح الأخلاق السيئة يستلزم السرعة والحركة الدائبة والمستمرة، ذلك لان استحكام الصفات الرذيلة والنزعات الشيطانية تصبح بمرور الزمان عادة وملكة لأصحابها فتسبب الاخفاق في السلوك والفشل في الحياة. وتحكم هذه الصفات يجعل من الصعب اصلاحها وازالتها.

ان اخلاق وسلوك الأبناء يجب ان يكون تحت الرقابة من الأيام الاولى للطفولة، وإذا ما حدث سلوك شائن واخلاق غير مناسبة من قبل الطفل فيجب ان يكون بمثابة ناقوس الخطر بالنسبة للآباء، حيث يقتضي ان تكون هناك حركة سريعة وجدية لرفع واصلاح الخلل.

في طريق الإصلاح

من الضروري في مسألة اصلاح الوضع الأخلاقي للأطفال ان نتعرف على نوع الأخلاق السيئة وكيفية ايجاد الطرق اللازمة لإصلاحها بحسب ما اكتشفناه. أما الأساليب المهمة في هذا المجال فتتمثل بما يلي:

1ـ التعليم: هناك نقطة مهمة يجب أن نذكرها هنا وهي ان الأطفال يجب ان يعرفوا أولاً الضوابط والمقررات والآداب والتقاليد وأساليب السلوك، فالطفل يجب ان يتعلم وبالتدريج ما هو السلوك المحبوب وأي سلوك غير مرغوب، أي الاعمال يجب أن يقوم بها وأي الاعمال يجب ان يتركها ويتجنبها. وهذا الأمر يمثل ألف باء التربية والذي يجب ان يعلمه الآباء لأبنائهم.

ان الطفل يحمل استعدادات والهامات الهية لتقبل ما هو سيء وما هو حسن والمهم هو أن يرى القدوة لكي يتعلم منها.

2ـ القدوة: ان التربية الأخلاقية يمكن أن تلقى طريقها إلى نفس الطفل بواسطة طريقين:

الأول: طريق التذكير والنصح وهو أمر عام وعادي، فالوالدان بواسطة الأوامر والنواهي وبلسان يفهمه الطفل يستطيعان إفهام الطفل بما يجب أن يكون عليه في هذا المجال.

والثاني: هو القدوة، حيث يعتبر أهم الأساليب والطرق لإصلاح وتربية الاطفال. وهذا الطريق مؤثر جداً، وأبلغ تأثيراً من الطريق الأول. فالآباء يجب أن يقدموا للطفل نموذجاً عملياً يقتدي به الطفل في سلوكه واعماله. وكذلك بواسطة ذكر القصص والأعمال الحسنة لبعض الابطال الصالحين. هذا الأمر من شأنه أن يخلق رغبة لدى الطفل بتقفي خطى وآثار هؤلاء. فالنموذج أو القدوة له بالغ الأثر وفي موارد مهمة يعتبر عاملاً مؤثراً في طريق اصلاح وتغيير أفكار الطفل النفسية والأخلاقية.

3ـ التذكير والانذار: ان الأب والمربي يعتبران بمثابة المراقب الناظر على سلوك الطفل. فهما يمثلان الظل الذي يتبع صاحبه في حركته. فيجب أن لا يدعونه ينحرف عن الطريق الأصلي الذي تم اختياره له من قبلهم. وإذا ما شاهدوا انحرافاً أو تزلزلاً فمن الضروري ان يتدخلا فوراً لإعادة الامور إلى ما كانت عليه بواسطة التذكير والانذار.

ان النصح والتذكير والانذار البنّاء يضمن الكثير من السعادة ووسيلة لنيل الكرامة والنقاء. وآثار النصح والتذكير يفوق بدرجات تأثير الفرض والعقوبات، حيث له دوراً مهماً في بناء شخصية الطفل.

وقد أثبتت التجارب بأن الأطفال في سن الرابعة أو الخامسة يمكن اصلاحهم بسرعة بواسطة التذكر والنصح، وآثار ذلك أفضل من أساليب القوة والجبر والعقوبة، فإذا ما قلنا لهم انه هذا العمل سيء ويرجى أو من الافضل تركه بسرعة فإن الطفل سيستجيب أفضل مما لو قمنا بردعه ومعاقبته لإجباره على ترك عمل ما.

4ـ ارغام الطفل على التفكير والتعمق: في بعض الأحيان نجعل العمل القبيح يتجسم في فكر الطفل ومن خلال ذلك يدرك الطفل عمق خطأه. وهذا الأمر يمكن للصغار والأطفال المميزون ان يفهموا هذا الاسلوب. فلقد اثبتت التجارب ان الأطفال في سن 5/ 3 و7 و13، يفكرون في سلوكهم أكثر من الأعمار الاخرى ويتظاهرون بالتعمق والتبحر فيما يصدر منهم. وبالإمكان ان نأتي بدليل أو برهان وبلسان الطفل الذي هو في سن 5/2 الى 3 سنة كدليل أو برهان رادع يحمل حقائق على حسن وقبح الأعمال كي يتحرك الطفل بوعي لترك القبيح والاتيان بالحسن.

بالنسبة لمسألة التعمق يجب أن نسعى لخلق أرضية لدى الطفل ليفكر في الأعمال السلبية والايجابية فيميز بين الجانب السلبي والجانب الايجابي. يفكر بنفسه ويبحث عن صلاحية عمله وعدمها فمثلاً يجب أن يفكر بالكذب وآثاره أو أذى الناس وازعاجهم. مع أخذ رأيه في ذلك و... حيث ان القدرة على الادراك في هذا المجال أمر مهم ومناسب.

5ـ ازالة الأسباب: من الطرق المهمة للتصدي للفساد الاخلاقي هو مكافحة العوامل المسببة لهذا الفساد مثل ترك العلاقات المشبوهة والابتعاد عن الاجواء الموبوءة والفاسدة ومراقبة الذهاب والاياب وإذا لم تؤثر هذه الاحتياطات فإن من الضروري اللجوء إلى الهجرة كطريق مؤثر ومناسب.

ان الأصل هو ابعاد الطفل عن العوامل البيئية التي تؤثر على سلوكه تأثيراً سلبياً وغير مرغوب فيه. وعندما يشعر الانسان بعدم الفائدة من هذه الاقدامات فإن الهجرة وترك الديار هو الطريق والحل الناجح لهذا الأمر. فالمحيط أو البيئة الفاسدة والملوثة مكان غير صالح للسكن والعيش ولا ينبغي أن نختار أمثال هذه الاماكن لسكن أطفالنا مع القدرة على تغييرها ولا ينبغي أن نحل في مجلس لا تراعى فيه الموازين الشرعية ويرتكب فيه الذنب من دون أن نحرك ساكناً أو نستنكر ما يحدث. قال الامام الصادق (عليه السلام): (لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلساً يعصى الله فيه ولا يقدر على تغييره).

6ـ مخالطة المؤمنين: من الطرق المهمة لإصلاح ذوي الأخلاق السيئة هو حملهم على مخالطة المؤمنين والمحسنين لكي يتعلموا من هؤلاء الأدب والأخلاق بشكل عملي. وهذا الأمر طبيعي وواقعي حيث ان مخالطة الطيبين والصالحين ومصاحبة الكبار تنجم عنه سعادة وتوفيقاً. قال الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)، (اسعد الناس من خالط كرام الناس)(أمالي الصدوق).

في بعض الأحيان يقتضي الأمر ويتطلب ان نجد من يكون رفيقاً وصاحبا لأطفالنا. يجب ان نعرفهم على الاصدقاء الصالحين وذوي الأخلاق الحسنة من أبناء الجيران. ويجب ان لا نغفل تأثير هذا العامل الذي هو أهم من تأثير نفوذ الأب والأم على نفس الطفل.

7ـ الطرق الاخرى: ربما هناك طرق وأساليب اخرى لإصلاح الأطفال ذوي الأخلاق السيئة، وقد توخينا هنا جانب الاختصار فلم نذكرها. وبشكل عام فهي المحبة والنصيحة والملاطفة والعطف على الأطفال وكذلك التشجيع والمداراة والوفاء بالعهد واشغال الطفل بما هو مفيد، والاستفادة من الخجل والانس وايجاد البيئة الصالحة والمخالطة السليمة والاستفادة من التفكير الصحيح والنصيحة. والآباء والمربون يجب أن يحسنوا فن كيفية اتخاذ الموقف المناسب في الامور التي لها علاقة بالأخلاق والسلوك، حيث نرى في بعض الاحيان ان قلة المحبة والاهتمام بالطفل يكون عاملاً لسوء اخلاقه وأحياناً فإن الافراط في المحبة يكون لها التأثير السلبي على اخلاقه. وفي كل الأحوال يجب ان نعرف كيفية التصرف عند التعرف على أحد هذه العوامل.

الاجراءات السلبية: من أجل اصلاح النقص الاخلاقي لدى الأطفال أحياناً نستفيد من الاجراءات السلبية، والغرض هو ارغام الطفل على ترك الأخلاق القبيحة. ففي هذا المجال هناك أساليب يجب اتباعها:

ـ حرمان الطفل من اللعب لفترة قليلة (لحظات معدودة) وكذلك من المحبة والغذاء والاشياء التي له علاقة شديدة بها، وفي هذا العلاج يجب أن نراعي مسألة العمر والجنس.

ـ عدم الاهتمام بالطفل في المواقع التي نشعر بها بأنه لجأ إلى الدلال ومحبة الوالدين ليستفيد منها كجسر لتحقيق هدف غير مناسب أو غير مشروع.

ـ توبيخ الطفل وتأنيبه في الحالات التي نرى انه لا فائدة في النصح والارشاد. فيظهر الطفل أحياناً خلاف ما نطلبه منه من سلوك ولا تفيد النصيحة والوعظ لردعه عن انحرافه، فهنا يجب اللجوء إلى التوبيخ والعقوبة.

ـ ترك الطفل بشكل تكون معه العلاقة معطلة بحيث يشعر بأن عمله السيء وعصيانه سبب له الحرمان من محبة ابيه وأمه.

وبحيث يشعر بمعنى العمل السيء والعصيان والسلوك الشائن.

ـ التهديد والانذار بشكل يشعر معه بأن ناقوس الخطر قد دق باقترافه العمل السيء ويجب ان يتراجع عن فعلته ويضطر إلى اصلاح خطأه.

ـ وأخيراً فإن العقوبة تعني توجيه ضربة على جسم الطفل. طبعاً هذه الضربة يجب ان لا تحدث أثراً، احمراراً أو زرقة على وجه الطفل بحيث يقتضي دفع الدية، ويجب أن نذكر بأن الأصل في التربية هو المحبة والعقوبة أمر اضطراري واستثنائي.

ان النسبة بين المحبة والعقوبة كالنسبة بين الغذاء والدواء، فالأصل هو أن نتناول الغذاء، اما الدواء ففي الحالات الاضطرارية. فالتنبيه يجب أن يكون عقلائياً، وطبعاً فإن العقوبة بالنسبة للأحداث تعتبر وسيلة لإجبارهم على ترك الأعمال السيئة.

الدعم الايجابي: مسألة اصلاح وترميم اخلاق الطفل تصحبها مشاكل ومصاعب، وفي موارد عديدة بالإمكان الاستفادة من عناصر الدعم والتشجيع لهذا الغرض. وفي هذا المضمار يمكننا الاستفادة من الامور التالية:

ـ ايجاد وعي لدى الطفل بشكل يمكن إفهامه بان منزلته وشأنه اعلى وأكبر من أن يقترف بعض المفاسد ويتلوث بها.

ـ المحبة والملاطفة ولها وجوه عدة منها اللغة اللطيفة والملاطفة المصحوبة بالقبلة مع ضم الطفل إلى الصدر. كل ذلك يخلق دافعاً لدى الطفل للرجوع إلى الطريق السوي في حياته.

ـ السياسة والمداراة ـ من العوامل المهمة لإصلاح الأخلاق السيئة للطفل.

ـ الاستفادة من صفة الحياء التي يتصف بها الطفل، وبالأخص الحياء من الشخص الذي له علاقة به، فإن هذا العامل له اثراً بالغاً على اصلاح اخلاق الطفل.

ـ المزاح والملاطفة معه يدخل السرور على قلب الطفل وتعلو وجههه الابتسامة والسرور، هذا الامر يجعل من الطفل مهيئاً لترك العمل القبيح.

ـ تشجيع وتحسين الأخلاق والسلوك المناسب للطفل يجعله يترك الأخلاق السيئة.

ـ اعلان الرضا والفرح، عن الوضع الذي يعيش به الطفل في حياته العائلية.

ـ اللطف والرفق في التعامل بشكل يحس الطفل بالمحبة والعلاقة له أثر مناسب على تغيير الطفل لأخلاقه الغير مقبولة.

العوامل المساعدة في الإصلاح

في عملية اصلاح وبناء السلوك الاخلاقي فإن الاستفادة من العوامل المساعدة من الامور المؤثرة جداً.

ومنها:

ـ احياء ضمير ووجدان الطفل عن طريق البحث والتفاهم وفي نفس الوقت المداراة.

ـ الاستفادة من الوازع الديني. بأن نقول للطفل بأن الله سبحانه وتعالى لا يحب هذا العمل ولا يرضى عن صاحبه.

ـ خلق الوعي لدى الطفل بالنسبة للعواقب الوخيمة الناتجة من السلوك الفلاني.

ـ تقوية ارادته بحيث لا يستطيع أن يترك العمل الحسن.

ـ تقوية وعي وأدراك وعقل الطفل بحيث يستطيع التمييز بين عمل الخير وعمل الشر.

ـ الارشادات الأخلاقية المقرونة بإرادة الخير والصفاء والمحبة والانس والرفق.

ـ ذم الأعمال السيئة في حضور الطفل بحيث نخلق لديه أرضية للنفرة والانزجار من العمل الطالح.

ـ تهيئة الاجواء الصحيحة والسالمة لنمو الطفل وتأمين حاجاته في اللعب ومصادقة الاخوان وبشكل حر وبدون التعدي على الآخرين.

ـ وأخيراً فإن الرقابة الدائمة بشكل لا تكون نية الرقابة عبئاً على الطفل فيكون تصوره عن هذه الرقابة سلبياً.

في حالة عدم النجاح: في بعض الأحيان يكون امكان عدم النجاح في تهيئة الامكانات الازمة لإصلاح وبناء شخصية الطفل وارداً وفي بعض الأحيان تكون الامكانات مهيئة ولكن لا توجد الأرضية لتقبل الطفل فلا يتأثر بعوامل الاصلاح والبناء. طبعاً وجود مثل هذه الحالات شبيه بالمحال. ولكن فرض المحال ـ بمحال، فيجب ان نعلم ماذا سنفعل في حالة بروز مثل هذه الظواهر والحالات، عند ظهور مثل هذه الحالات يجب ان نجرّب أحد هذين الأمرين:

1ـ تغيير البيئة: لقد أثبتت التجارب بأن تغيير المحيط والبيئة له آثار جيدة على أوضاع الافراد ذوي الأخلاق السيئة وحتى على المجرمين مع إيجاد أرضية مناسبة وبرامج مسبقة فإن تغيير المحيط تكون له آثار مناسبة في اصلاحهم. وذلك لأنهم عرفوا في محل سكنهم بسوء الأخلاق وعرفوا بالجريمة واحساسهم يقول لهم: اننا معروفون ومشهورون بسوء الأخلاق والجناية.

يجب تغيير محل سكنه، يجب الهجرة إلى مكان يكون فيه الطفل غير معروفاً وفي بعض الأحيان تكون الهجرة كما ورد في القرآن الكريم من الواجبات. حيث أن هذا الأمر يحظى بالأولوية لان له الدور المهم في حفظ المصالح التربوية والأخلاقية للأطفال.

2ـ المؤسسات الاصلاحية: في الحالات الصعبة والحادة وعندما تكون العلاجات المذكورة غير مفيدة وناجعة كالعلاج الجسمي والروحي والتربوي والاخلاقي والعاطفي. و.. فإننا يجب ان نرسل الطفل إلى مؤسسات الاصلاح والتي تم تأسيسها لاصلاح الاحداث المجرمين أو ذوي الأخلاق السيئة لغرض تأديبهم.

وهنا نذكر ثانية بأن الأصل هو عدم الوصول إلى هذه الحالة. وإذا وصل الأمر إلى هذا الحد فإن الطفل يسجن في بيته أفضل من أن يرسل إلى بيئات الاصلاح التي تكون غريبة عليه ويكون غريباً عليها حيث ان بيئة هذه المؤسسات تكون مملوءة بالمجرمين الذين اقترفوا أنواعاً من الجنايات والجرائم وهذه العملية بحد ذاتها تكون عاملاً وسبباً لزيادة انحراف الطفل.

ما يجب أن نجتنبه أثناء الاصلاح

هناك ضوابط ومقررات يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار أثناء اصلاح الأطفال ذوي الأخلاق السيئة. أهمها: يجب اجتناب القضاء على شخصية الطفل، حيث يكون الطفل ضعيف الارادة. ومحباً للانتقام.

ـ يجب اجتناب قطع العلاقة بشكل مكرر مع الطفل حيث ان هذا الأمر يؤثر سلباً على الطفل. وفي بعض الأحيان يكون الطفل مسروراً لهذا الامر.

ـ يجب الاقلاع عن الأمر والنهي المكرر، حيث أن أوامرنا ستصبح عديمة القيمة والفائدة.

ـ يجب أن لا نتهم الطفل بسوء الاخلاق. حيث سيغلب عليه هذا الشعور ويكون الأمر بالنسبة له طبيعياً.

ـ الألفاظ الغير مناسبة لا تحل مشكلة. حيث سيستمر الطفل في سلوكه.

ـ اللوم والتحقير أمر غير مجدي ولا يحل مشكلة بل من شأنه ان يجعل من الطفل شخصاً عصبياً

ـ العربدة والصياح لا يمكن ان يكون طريقاً مجدياً. بل سيكون عاملاً مساعداً لاستمراره في اخطائه.

ـ يجب أن لا نعاقبه بشكل يحس بأحقية العقوبة فلا يشعر بالذنب عند ممارسة الأخلاق السيئة.

ـ يجب ان لا نخلق للطفل ظروفاً غير ملائمة من شأنها أن تساعد في بروز سوء الأخلاق والعادات الرديئة لدى الطفل.

ـ تلفظ الألفاظ البذيئة من شأنه ان يحدث سقوطاً لدى الطفل.

ماذا يجب ان نفعل؟

ان أسهل جواب لهذا السؤال وهو: المحبّة، فإن أغلب الافراد ذوي الأخلاق والسلوك السيء يتعطشون للحب والاحترام. يستطيع الانسان أحياناً بواسطة المزاح والعطف أن يغير الاوضاع نحو الأحسن.

مثلاً إذا رأينا طفلاً يريد ان يصفع طفلاً آخر. فإننا بواسطة المزاح، كأن نتهيأ لضربه مازحين فنغير نيته ونقلب الجو من جو جدي إلى جو مزاح وضحك.

وكذلك فبواسطة اللغة المناسبة البعيدة عن الغضب نستطيع افهام الطفل بأن الأخلاق المنحرفة لا توصله إلى نتيجة والاحسن الاستفادة من الطرق الصحيحة. وفي كل الاحوال يجب ان لا ننسى بأننا نتعامل مع طفل لا مع شخص بالغ.

على الوالدين والمربين ان يعلموا ان الطفل المملوء بالشر والاثارة توجد نقاط هدوء في مقاطع حياته، فعلينا أن لا نخاف من العاصفة وعدم التعادل في مقطع من المقاطع والوظيفة الملقاة على عاتق الأب والمربي هي ايجاد جو هادئ ومعاملة لطيفة يمكن من خلالها اعطاء الطفل درساً يجذبه إلى الطريق السوي.