الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
المكان والتخطيط الإقليمي والحضري
المؤلف: محمد احمد السامرائي
المصدر: فلسفة المكان في الفكر الجغرافي
الجزء والصفحة: ص 191- 194
26/12/2022
1300
المكان والتخطيط الإقليمي والحضري:
يعني التخطيط تخصيص المخطط كل قطعة من الأرض لإتباع نظام الاستغلال الصحيح وذلك بترجيح بعض أنواع الاستغلال على البعض الآخر والتنسيق بين الأغراض المتباينة ويرتبط المخطط بمفهوم التخطيط الإقليمي الذي ينطلق كأسلوب عمل في إطار أقليم معين يستهدف التنمية والتحسين في كل مجال. والخطة في الإقليم مطلوب لها أن تبدو في صفة موضوعية متكاملة. ومن شأن هذه الصيغة أن يفرضها واقع عريض يشترك فيه فريق كبير من المتخصصين في تخصصات مختلفة، ويشترك الجغرافي في فريق المخططين من أجل الرجوع اليه والأخذ بخبرته والإفادة من نتائج بحثه الميداني في التفاعل بين الناس والأرض. ولما كان التخطيط الإقليمي هو الأمثل لحسابات التنمية على أساس أن الإقليم الجغرافي يحقق الوحدة المثلى من الأرض لكي يتهيأ التنسيق وصولاً إلى استخدام متوازن لكل الموارد ونمو متوازن لكل القطاعات، فأن الجغرافي من خلال الخبرة بالأرض وبالناس معا يخدم هذا التنسيق في إطار الخطة.
وبهذا الاتجاه يتعين انضمام الجغرافي إلى فريق المخططين ومن شأن الجغرافي أن يبدأ أداء مهمته قبل أن يبدأ عمل الفريق كله، ويكون المطلوب أن يقدم بيانا عن الواقع بشقيه الطبيعي والبشري وأن يقوم هذا الواقع كاشفا للتفاعل بين الإنسان والأرض وعندئذ يبدأ عمل الفريق تأسيساً على هذا البيان وهذا التقويم.
فالجغرافيا إذ تكون نظريا فلسفة المكان، فأنها تطبيقيا هندسة المكان وما التخطيطي الإقليمي ببساطة إلا هندسة إقليمية، في حين أن المخطط الجغرافي ليس سوى مهندس إقليمي تحت الجلد. وبهذا الشكل تصبح جغرافية التخطيط في واقعها متباينة المستقبل (geq-futurology) وتغدو جغرافية المستقبل في واقعها مستقبل الجغرافية بل جغرافية المستقبل أيضاً).
أن التخطيط مهما كان نمطه فلابد له من وجود عامل جغرافي مؤثر بصورة أو بأخرى، فالبيئة الجغرافية تؤثر وتتأثر بأنشطة السكان المختلفة وبمنشاته العمرانية المتعددة، بل أن مشاكل الإنسان سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عمرانية أو اجتماعية لا يمكن فصلها عن البيئة أي لا يمكن معالجتها بعيدا عن العوامل البيئية, لذلك لا نتوقع أن يكون هناك تخطيط بدون معرفة المظهر العام للإقليم
المراد استغلال موارده أو بدون معرفة العوامل الجغرافية الطبيعية المؤثرة في المظاهر البشرية، انطلاقا من أن الإقليم هو قلب الجغرافيا. ومن هنا كانت العلاقة قوية بين التخطيط أيا كان موضوعه والعوامل الجغرافية. وفي هذا الاتجاه يذكر فريمان "Freeman" أن التخطيط لابد أن يكون له أساس جغرافي. بل كما يقول جمال حمدان: لا تخطيط البتة أيا كان نوعه بلا جغرافيا لأن الجغرافية بكل فروعها وخاصة الجغرافية الاقتصادية وجغرافية السكان والعمران تمثل الأدوات التي تحدد اسلم الطرق وأيسرها لاستغلال هذه الموارد، إذ لا يوجد علم يمتد مجاله يشمل عناصر البيئة أكثر من علم الجغرافيا.
كما يعد تخطيط المدن واحد من الانظمة العلمية التي تخدمها تخصصات مختلفة أو أنه في الواقع يمثل مزيجا من انظمة علمية متعددة كثيراً ما يحدد بأنه (Multi-disciplinary) وعلى الرغم من صعوبة تعريفه فأنه . مزيج من الفن والعلم وأنه يهدف إلى التوصل إلى تركيب أو تنظيم معقول ومناسب من استخدام الأرض وتحديد مواقع الأنشطة المختلفة داخل المدينة إن الجغرافي عليه أن يسهم بدور فعال في تخطيط المدن وذلك من خلال ما توفره له خبرته من فهم للعلاقات المكانية وأثرها في تحديد مواقع المدن الجديدة أو تحليل شبكات الاتصال وامتدادات الأقاليم في المدن القائمة إلى جانب اسهاهمه في دراسة الخصائص الموضوعية للمدن في تحليل الخريطة الكنتورية ودراسة شبكات التصريف المائي والمسطحات تجنباً لأي أخطار يمكن أن يوفرها اختيار غير مناسب للموقع.
إذن هناك علاقة بين الخطة والمدينة، فالأخيرة تمارس نشاطها في إطار خطتها "Town Plan" التي نمت مع الزمن ولدراسة الخطة ينبغي لنا أن نفرق بين المدن التي نمت نموا طبيعيا بغير نظام "unplanned" وتلك التي نشأت وفق خطة موضوعة "Planned". وفي العالم اليوم أمثلة من كلا النوعين: إذ تتميز مورفولوجية المدن التي نشأت نشأة طبيعية بكثرة طرقاتها وازقتها وصعوبة تفسير اتجاهاتها ومواقع المباني فيها ويبدو أن شكل الملكية الزراعية هو الذي أثر في تخطيط بعض هذه المدن أن التفكير في بناء مدينة مخططة راود كثيرين من بنات المدن في الأعصر الماضية، وتصوروها تارة مستديرة وتارة مربعة أو مستطلية. بيد أن كل عصر كان يبحث عن الخطة المدنية المناسبة، واليوم يميز مخططو المدن المحدثون بين ثلاثة أنماط رئيسية يمكن أن يهتدي بها المهندسون في جهات العالم المختلفة عن انشاء مدن جديدة او تعديل القديمة. وتأتي في مقدمة هذه الخطط خطة الزوايا القائمة "Gridiron Plan" فهي أكثر شيوعا ، تليها الخطة الاشعاعية ذات الحلقات الدائرية : Redioconcentriceplan ثم الخطة الشريطية "Linear Plan" التي تجد اقبالاً وتفضيلاً هذه الأيام.
وتشترك الخطط الثلاث في أن كلاً منها يمتد حول نقطة مركزية قد تكون سوقا تتقاطع عندها الشوارع أو كتدرائية أو قلعة قديمة أو ميدان للعرض العسكري، وحول هذه النقط المركزية ترتب المنازل والأبنية على وفق الخطوط التي ترسمها الخطة.
ومهما يكن من جهد مبذول لتطوير المدينة وتخطيطها تبرز الحاجة الملحة إلى الجغرافيا عنصرا هاما في عمليات التخطيط المدني لا يمكن الاستغناء عنه لأنه الوحيد الذي يدرك نظريا فلسفة المكان. لذا فلا عجب بعد هذا ما نرى وما نلمس من تخبط التخطيط مثلا وإحباطه وإجهاضه في كثير من المجالات وعلى معظم المستويات إذ لا تخطيط أيا كان نوعه بلا جغرافيا. لكن عليه الانضمام إلى فريق المخططين وعليه أن يدرك أن اشتراكه في عمليات التخطيط أنه جزء من مجموعه عليها أن تخرج عملاً متناسقاً.