x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التمرد على السلطتين الأبوية والمدرسية
المؤلف: د. محمد أيوب شحيمي
المصدر: مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة: ص178 ـ 179
2/9/2022
1495
التمرد على السلطة الوالدية، نزعة طبيعية، وإن كانت مغلفة بالطاعة والاحترام والخضوع، وطبيعة الصراع بين الأجيال وتعارض قيم الأبناء مع قيم الآباء، موجودة في جميع المجتمعات، وإن كانت مجتمعاتنا الشرقية لا تزال تحتفظ بقدر كبير من احترام الأبناء للآباء، والخضوع والانقياد لهم. لكن ومن الوجهة السيكولوجية فإنه قلما يوافق الأبناء على كل ما يطلب إليهم من قبل آبائهم. فهم لهم آراؤهم في المأكل والمشرب والملبس، والنظرة إلى الحياة وإلى المجتمع.
وطبيعة المحبة الموجهة للوالدين، تتغير بتغير مرحلة العمر. فهي عند الطفل الصغير، انقياد أعمى للوالدين، لأن يفتقر إلى معونتهما في كل أموره، في حين يشعر المراهق بقدرته على الاعتماد على نفسه، ويسعى لتحقيق ذاته، ويطالب أن تقدر هذه (الذات)، وتحترم من قبل الكبار، فهو قد أصبح واحداً منهم ولم يعد طفلاً. وحبه لوالديه قد تغير عن ذلك الحب الذي يكنه الأطفال لهم، (فلم يعد الأب ذلك الكائن المطلق الذي لا يعجزه شيء ولا يدانيه أحد في قدرته، بل هو في نظر الطفل إنسان كغيره من الآدميين قابل للنقد غير معصوم عن الخطأ، وتتبدى نقائصه التي كان يخفيها شعور الطفل بقدسيته)(1).
أما السلطة المدرسية فتعتبر امتداداً لسلطة الأسرة، لكنها تعتبر أكثر شدة على حياة الطفل نظراً لما فيها من لوائح وقوانين وأنظمة تفرض عليه، ولا مجال للتساهل فيها من قريب أو بعيد، فهي تضع حدوداً لحريته التي كان يمارسها في داخل الأسرة.
ويثور الطفل لأمور يراها المدرسون تافهة، لكنه ينظر إليها على أنها ضوابط مبالغ بها، فيتمرد على هذه السلطة المدرسية، ويبدو ذلك بإهماله لبعض الواجبات المدرسية، أو الهرب من المدرسة وينضم إلى جماعة الأطفال الآخرين ليشكلون عصبة، يعتمدون العدوان الجماعي على تجهيزات المدرسة أو الخروج على أوامر المدرسين والنظّار. وما المشكلات القائمة التي نشاهدها بين الحين والآخر بين التلامذة والمدرسين سوى الدليل على حركة التمرد التي تعود إلى النزعة العدوانية، حتى إن بعض التلامذة من مختلف الأعمار يعبرون صراحة عن مشاكستهم للمدرسين لأسباب لا يرونها جوهرية، ولكنهم يشعرون أنهم مسوقين إليها على غير إرادة منهم، وغالباً ما يتم هذا الاعتراف في اوقات لاحقة، بعد انقضاء الدراسة، حيث تصبح هذه الأحداث عبارة عن ذكرى لأيام الدراسة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. عبد المنعم المليجي. د. حلمي المليجي. النمو النفسي، ص322.