x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
القلب السليم طريق لمحبة الناس ومحبة الله
المؤلف: أمل الموسوي
المصدر: الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة: ص82 ـ 85
27-6-2022
1887
القلب السليم الخالي من الأحقاد على الآخرين والمحب الخير لهم عن طريق مجاهدة النفس الأمارة بالسوء ومراقبتها في فعل الطاعات واجتناب المعاصي وانك ان فعلت ذلك حينئذ ستكون البطل والعملاق الذي انتصر في أكبر معركة في تاريخ البشرية وهي مواجهة النفس والشيطان حيث وصف ذلك الرسول الاكرم بالجهاد الأكبر فيكون جزاءه السعادة في الدنيا ومحبة الناس وفي الآخرة جنة المأوى حيث قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات: 40، 41]، فالقلب السليم والصافي من الحقد والكراهية لا ينظر إلى الناس بعين سوداء بينما ينظر إلى الأمور بعين مضيئة تشرق بنورها على الأشياء فتبدو إليه مضيئة حتى ولو كانت في حقيقتها مظلمة فتهون عنده العظائم ولا يعير اهتماما للمشاكل، وأما إذا كان ينظر إلى الأشياء بعين سوداوية فسوف يزيد الظلام ظلاما حتى تصير الأمور في عينه كأنها، جبلا مظلما لا يطاق فيعكر على نفسه وعلى من يعايشه الحياة فتصبح كارثة عظمى تقضي عليه حسرة دون أدنى حل لها وتلك النظرة السوداوية جاءت نتيجة الشك والتهمة والغيبة والنميمة والظن السيئ والحقد والبغض ويأتي نتيجة العجلة في تقييم الأشخاص والأحداث فتنشأ عنده عقدة البغض والحقد لمن يقيمه على خلاف حقيقته مما يؤدي إلى الطعن في مواقفه والشك في صدقه بدون تحكيم العقل ونداء الفطرة المحبة للخير لذلك فإن القلب المظلم لا ينتفع بأي شيء من متع الحياة حيث قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89]، وهذا القلب هو قلب فيه شك وسوء ظن وتكبر فيفسد ومن فسد قلبه فسدت جوارحه وخربت علاقته بالله تعالى ومن خربت علاقته بالله تعالى فقد كان ما بينه وبين الناس خراب ويشبه بعض الحكماء الإنسان صاحب القلب السليم بالماء في قابليته للصعود نحو القمم كما ينزل إلى البئر ويملأه حيث لا يعوقه العمق وبانسيابية بدون يأس وضجر وهو ينفذ حتى من الصخور لينبع منها الماء وله القابلية على الاستيعاب والتكيف في كل ظرف يحل فيه والمؤمن يتحدى المصاعب والمشاكل ويستمر في الحياة والماء عذب وطيب ويطيب الجو المحيط به، وكذلك المؤمن فإنه يأنس معه ساكنه ومجاوره سواء كان صالحا أو طالحاً.. وإن الماء يمنح الأرض التي يمر بها الحدائق الغناء والبساتين المثمرة وكذلك المؤمن يكون معطاءً كريماً محضره محضر خير وبركة فهو لا يقول إلا خيرا ولا يفعل إلا خيراً ويكون منصفاً مع الآخرين حيث يعطيهم حقوقهم، يرى نفسه في تجارة مع الله حيث يحاسب ويراقب نفسه خشية أن تزل عن الطريق حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أكيس الكيسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت)(1)، وان الماء طاهر ومطهر حيث له القابلية العجيبة على التطهير النفسي والغيري، كذلك المؤمن الذي يجاهد نفسه فيصلحها ويصلح الآخرين عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك يصلحهم بقضاء حوائجهم وإزالة همومهم وأحزانهم وتفريج كربتهم حيث قال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال: 11].
ولا يتكبر عن الناصح ويعمل بنصيحته حيث قال علي (عليه السلام): (من قبل النصيحة أمن الفضيحة)(2)، وانه يدرس عواقب الأمور قبل الإقدام على أي عمل خشية الوقوع بالتهلكة.. ويتوخى الإخلاص في عمله لله تعالى لأن ذلك سبيل السعادة في الدارين حيث قال: (امارات السعادة إخلاص العمل) ويقول: (عليك بالإخلاص فإنه سبب قبول الأعمال وأفضل الطاعة) ويكون هكذا إنسان محبوبا ويعطيه الله أجر الصائم القائم حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحداً من الناس إلا كانت يدك العليا عليه فافعل، فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن خلق، فيبلغه الله بحسن خلقه درجة الصائم القائم(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ التحفة السنية للسيد عبد الله الجزائري ص200.
2ـ غرر الحكم: ص226.
3ـ الكافي: الشيخ الكليني، ج2، ص99.