x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
المراقبة والحاسبة
المؤلف: الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
المصدر: الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة: ص37ــ39
16-6-2022
1741
أكد علماء الأخلاق في مؤلفاتهم وجوب الالتزام بهذين المبدئين لتحصيل الملكات الأخلاقية الفاضلة والنجاة من الرذائل. ومن البديهي أنه لا يمكن طي منازل السلوك والتكامل الروحي والأخلاقي بدونها.
فالمراقبة هي الملاحظة الكاملة لكيفية الأعمال قبل صدورها.
والمحاسبة هي دراسة نتائج وآثار الأعمال بعد صدورها.
فقد يمكن أن تؤدي غفلة بسيطة في إحدى هاتين المرحلتين إلى توريط الإنسان بمصير مظلم لا يمكنه التخلص منه بسهولة.
وشأن روح الإنسان في هاتين المرحلتين كجسمه، فكما يضطر، لأجل حفظ السلامة الجسمية؛ لأن يقوم ببعض المراقبات الصحية، فيدقق في طعامه قبل تناوله أو الأمور التي يحتمل أن تصير بؤرة للأمراض المختلفة، قبل أن يسكن في أي مكان، وقد يضطر للتلقيح للوقاية من بعض الأمراض، وقد يضطر للعمل بأنظمة غذائية معينة، وأحياناً قد يضطر لأن يعرض نفسه على أطباء بارعين لإجراء فحوصات طبية دقيقة. كما يجب عليه بعد الإصابة بالأمراض والتخلص منها أن يلجا إلى تقوية بنيته الجسدية لتعويض النواقص ومحو آثار المرض الخبيثة.
فكذلك ينبغي رعاية جميع تلك الأمور لمحاربة الانحرافات الخلقية وتحصيل السلامة الروحية. وبصورة عامة ينبغي لمن يريد تحصيل الملكات الأخلاقية الفاضلة، أن يراعي النقاط التالية:
1- أن يراقب نفسه بصورة دائمة، وأن يعلم أن الله يراه على كل حال، قال تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33].
وقال أيضاً: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
والملفت للنظر أن هذا الحديث قد جاء في تفسير كلمة الإحسان الواردة في الآية الشريفة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} أي أن المراقبة مصدر جميع الفضائل.
2- أن يفكر في دافع ونتيجة كل قول أو عمل؛ إذ جاء في الخبر: {إنه ينشر للعبد في كل حركة من حركاته وإن صغرت ثلاثة دواوين، الأول لِمَ، والثاني كيف، الثالث لمن» (إحياء العلوم، والمحجة البيضاء).
أي يكتب في الأول دوافع العمل، وفي الثاني كيفيته، وفي الثالث القصد والهدف النهائي منه!
من المؤكد أن ملاحظة مثل هذه الأمور سوف تحجز الإنسان عن المعاصي.
3- أن يحاسب نفسه في كل يوم بعد أن ينهي أعماله اليومية، بصورة دقيقة، وأن يبادر إلى اجتثاث أثر المعاصي من روحه وقلبه، في حالة صدورها، قبل أن تتأصل جذورها وتصير ملكة، بأن يفكر في عواقبها الوخيمة ويلوم نفسه ويعزم على مراقبتها وضبطها في المستقبل
بصورة أفضل، وأن يعوض تلك المعصية التي ارتكبها أو يتبعها بالحسنات ليعيد النور والصفاء إلى روحه وقلبه على ما كان عليه، وشأنه في ذلك شأن الذي يشفى من مرض جسمي، فينبغي له أن ينشغل في تقوية عرى الإيمان في قلبه وروحه وما حقيقة التوبة إلا هذه المراحل.
ويُعد موضوع المحاسبة وتعويض العمل ضرورياً إلى درجة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة» والواضح بصورة جلية : - أن استغفار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس من الذنوب بل من كيفية أداء الطاعات.