قول : { عبس وتولى} ليس خطاباً للنبي (صلى الله عليه واله) بل هو خبر محض
المؤلف:
أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المصدر:
متشابه القرآن والمختلف فيه.
الجزء والصفحة:
ج3،ص44-45.
26-3-2022
2831
قوله – سبحانه -: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} [عبس: 1، 2].
الآيات ، ظاهرها ، لا يدل على أنها خطاب له ، بل هو خبر محض ، لم يصرح بالمخبر عنه. يدل عليه أنه وصفه بالعبوس ، وليس هذا من صفات النبي في قرآن ، ولا خبر ، مع الأعداء المباينين ، فضلاً عن المؤمنين ، المسترشدين . بل في القرآن : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم: 4].
ثم إنه نفى عنه العبوس (1)، ونحوه بقوله (2) : {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
ثم إنه وصفه بأنه يتصدى للأغنياء ، ويتلهى بالفقراء ، وهذا مما لايوصف به النبي – عليه السلام – لأنه كان متعطفاً ، متحنناً . وقد أمره الله – تعالى بقوله : {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام: 52].
وكيف يقول : {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى} [عبس: 7] وهو مبعوث للدعاء ، والتنبيه ؟
وكيف يجوز ذلك عليه وكان هذا القول إغراء بترك حرصه على إيمان قومه ؟
وإنما ((عبس)) صحابي ، ذكرنا شرحه في المثالب(3).
______
1- في (أ) : العبوش . بالشين المعجمة.
2- في (هـ) : بقولك .
3- كتاب للمؤلف مفقود – كما أشرنا قبل صفحات .
الاكثر قراءة في قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة