الغنى ذنب عجّلت عقوبته
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص267-268.
2025-11-20
20
الغنى ذنب عجّلت عقوبته
قال تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 40 - 43].
قال أبو جعفر عليه السّلام لأبي حمزة :... ثمّ قال قُلْ لهم يا محمّد {أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} ثمّ ردّ عليهم فقال : {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ} قال : تدعون اللّه إذا أصابكم ضر ، ثمّ إذا كشف عنكم ذلك {تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ} أي تشركون الأصنام.
وقوله عزّ وجلّ لنبيّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }يعني كي يتضرّعوا. ثمّ قال : {فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ }يعني فهلّا إذ جاءهم{ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} فلما لم يتضرّعوا فتح اللّه عليهم الدّنيا وأغناهم ، عقوبة لفعلهم الرّدي ، {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام : 44] أي آيسون ، وذلك قول اللّه تبارك وتعالى في مناجاته لموسى عليه السّلام » « 3 ».
وربما سائل يسئل ما كان في مناجاة اللّه لموسى عليه السّلام ، يكون الجواب ما قاله أبو عبد اللّه عليه السّلام : قال : « كان في مناجاة اللّه لموسى عليه السّلام : يا موسى ، إذا رأيت الفقر مقبلا فقل : مرحبا بشعار الصّالحين. وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل : ذنب عجّلت عقوبته. فما فتح اللّه على أحد هذه الدنيا إلّا بذنب ينسيه ذلك الذّنب ، فلا يتوب ، فيكون إقبال الدّنيا عليه عقوبة لذنوبه » « 2».
_____________
( 1) تفسير القمي : ج 1 ، ص 199.
( 2 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 200.
الاكثر قراءة في قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة