1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاسلامي :

سور القرآن وتفسيره في العهد الأول

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي

الجزء والصفحة:  ص:27-30

5-7-2021

2149

سور القرآن وتفسيره في العهد الأول

عدد سور القرآن أربع عشرة ومائة تختلف طولا وقصرا، وتتضمن السورة طائفة من الآيات، وهي تبلغ عدا البسملة أربع عشرة ومائتين وستة آلاف.

وقد قسمت تسهيلا لتلاوته الى ثلاثين جزءا، وكل جزء ينقسم الى حزبين، وكل حزب ينقسم الى أربعة أرباع. وهي أقسام لتيسير التلاوة والحفظ.

وقد نزلت كثرة السور بمكة، ومن ثم كانت السور إما مكية وإما مدنية نسبة الى المدينة، ومعروف أن الرسول صلي الله عليه وسلم ظل بمكة داعيا للدين الحنيف ثلاثة عشر عاما انتقل بعدها الى المدينة حيث ظل بها عشر سنوات الى أن لبي نداء ربه. على أن بعض السور تمتزج فيها آيات مكية بأخري مدنية،

28

 

بتوقيف من الله جل جلاله. وجميع السور ما عدا فاتحة الكتاب حديث من الله الى رسوله وأتباعه وخصومه.

والسور المدنية بصفة عامة طويلة، وهي لا تختلف عن السور المكية من حيث الطول والقصر فحسب، بل تختلف أيضا في المعاني التي تدور عليها. أما السور المكية فإنها تخوض غالبا في الدعوة الى عبادة الله وتوحيده ونبذ عبادة الأوثان والأصنام والإيمان بالبعث والحساب، فمن عمل صالحا فله الجنة والنعيم، ومن عمل سيئا فله النار والجحيم. وتتخلل ذلك الموعظة الحسنة والقصص عن الأمم الماضية والقرون الخالية والحث على التمسك بأهداب الفضيلة ودعوة العقل الى التدبر في خلق السموات والأرض، فإن من تدبر في هذا الخلق عرف أنه لا بد له من صانع أحكم نظامه وأقام ميزانه. أما السور المدنية فإنها تفصل القول في العمل الصالح الذي ينبغي على المسلم أن يقوم به، ومن ثم كان يكثر فيها التشريع الديني وكذلك التشريع الاجتماعي بكل ما يتصل به من نظم الأسرة كالميراث والزواج والطلاق وبر الوالدين ونظم المجتمع كالبيع والشراء والرهن والمداينة وقسمة الغنائم والزكاة وتحرير الرقيق، مع بيان بعض العقوبات ووجوه التحليل والتحريم. وفي تضاعيف ذلك تذكر العبادات وتتردد الدعوة الى التوحيد والبعث والحساب والثواب والعذاب والإيمان بالكتب السماوية.

ودعت الحاجة منذ نزول القرآن على الرسول صلي الله عليه وسلم الى تفسير بعض آياته، فكان الصحابة يرجعون إليه ليفسر لهم بعض ما يتوقفون فيه، وكان هو أحيانا يبادر فيبين لهم بعض الآيات، يقول جل ذكره: {{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}} ويقول: {{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب}} وتدل الآية الاولى دلالة واضحة على أن الرسول كان يبين للناس الأحكام القرآنية أمرا ونهيا، فهو المفسر الأول لأوامر الله ونواهيه. وتدل الآية الثانية على أن في القرآن آيات تحتاج تأويلا، وهي تصرح بذلك في وضوح.

29

 

وفي مقدمة تفسير الطبري عن ابن مسعود: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتي يعرف معانيهن والعمل بهن». ويتضح من نص الآية الكريمة الثانية أنه سمح لأولي العلم بالدين وأصوله من الصحابة أن يفسروا للناس آي الذكر الحكيم، وهم الذين يسميهم الله عز وجل باسم الراسخين في العلم.

ويحدثنا السيوطي في كتابه «الإتقان (1)» أنه استطاع أن يجمع أكثر من عشرة آلاف حديث من تفاسير النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة وأن يدونها في كتاب له بعنوان «ترجمان القرآن». وقد اختصره في كتاب طبع في ستة أجزاء سماه «الدر المنثور في التفسير بالمأثور». ويقول إنه اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة هم الخلفاء الراشدون وابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسي الأشعري وعبد الله بن الزبير وابن عباس (2)، ويصرح بأن الرواية عن أبي بكر وعمر وعثمان نزرة، أما على فقد روي عنه كثير. والآثار المروية عن زيد ابن ثابت قليلة، وكذلك عن أبي موسي الأشعري وابن الزبير. أما أبي فله سند في الطبري عن طريق أبي العالية، وعاش ابن مسعود بعده مدة طويلة كون في أثنائها مدرسة في الكوفة حملت عنه تفسيرا كثيرا، وسنده الجيد هو السدي الكبير عن مرة الهمداني. وما نسب الى كل السابقين من تفسير لا يقاس الى ما نسب لابن عباس، فهو أكثر الصحابة تفسيرا. وقد حمل تفسيره كثيرون من التابعين أمثال مجاهد وعطاء وعلي بن أبي طلحة. وهو يعد المؤسس الحقيقي لعلم التفسير فهو الذي نهجه ووضع أصوله، واشتهر بأنه كان يرجع الى أهل الكتاب في قصص الأنبياء، وأنه كان يعتمد على الشعر القديم في تفسير بعض الألفاظ (3). وقد حمل ابن جرير الطبري في تفسيره الكبير ما أثر عنه وعن الصحابة الأولين من تفسير الذكر الحكيم، وكذلك حمل كل ما أضافته الأجيال التالية لعصر الصحابة في تفسير هذا النبع الإلهي الذي لا تفني كنوزه.

_________

(1) انظر النوع الثامن والسبعين في هذا الكتاب.

(2) راجع النوع الثمانين.

(3) انظر في ابن عباس ودوره في التفسير كتاب مذاهب التفسير الإسلامي لجولد تسيهر (ترجمة عبد الحليم النجار) ص 83 وما بعدها.

 

30

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي