x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
رعاية الله الخاصة للنساء
المؤلف: الشيخ جوادي آملي
المصدر: جمال المرأة وجلالها
الجزء والصفحة: ص226-228
23-9-2020
2378
النكتة التي يجب الالتفات إليها هي أن الدين يرى للمرأة حساباً خاصاً ، في كتاب من لا يحضره الفقيه للمرحوم ابن بابويه القمي ـ رضوان الله تعالى عليه ـ والذي يعد من الكتب القيمة واحد الكتب الأربعة ، باب في أبواب الصلاة بعنوان ـ أدب المرأة في الصلاة ـ كيف تقف ، كيف تركع ، كيف تتشهد ، كيف تنهض بما يكون مناسباً لعفافها ـ في نهاية الباب يروي رواية عن الإمام السادس عليه السلام وهي أن المرأة إذا أرادت ان تُسَبح فلتُسَبح بأصابعها (فإنهن مسؤولات)(1) ، لعله ليس هناك أمر بشأن الرجل أن يسبح بأصبعه ولكن في هذه الرواية يؤمر بأن تسبح المرأة بأصبعها ـ طبعاً أفضل تسبيح ، وعد التسبيح سواء للمرأة أو للرجل هو التربة الحسينية . ولكن لا يعني ذلك أنه إذا سبح الرجل برأس إصبعه لا يكون مقبولاً ، ولكن لم يرد بذلك أمر ، أما بشأن المرأة ، فعدا ان التسبيح وعد التسبيح بالتربة الحسينية له فضيلة كثيرة ، فقد ورد أمر بأن يسبحن برؤوس أصابعهن ، لأن رؤوس الأصابع هذه سوف تكون مسؤولة في القيامة ، هذه رعاية من الله للمرأة في أن تحسب عدد التسبيح بإصبعها حتى يقوم أصبعها أيضاً بالعبادة ؛ لأن الله تعالى يحشر البدن في القيامة بجميع الخصائص :
{بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة:4] هذه رعاية للمرأة من قبل الله حتى تنتبه إلى أنها سبحت بهذه الأصابع ، عند ذلك لا ترتكب معصية بهذه اليد . صحيح أنها إذا ذكرت الله بالمسبحة تحصل على ثواب ولكن ليس هناك دور لكل الأصابع ، وأما إذا استعملت رأس الاصبع في التسبيح فان هذه الإصبع ورأس الإصبع يقوم بالعبادة ، وإذا كان هذا الموضوع كمثال وتمثيل لا تخصيص وتعيين ـ لأن التعليل له عمومية ـ يمكن الإدعاء بأن الله تعالى كان تأكيده (على أساس هذه الرواية) على أن تكون المرأة بجميع أعضاء بدنها عبدة الله ، ولهذا السبب جعلها موضع رعايته (6 سنوات ) قبل الرجل.
الله تعالى استقبل المرأة ست سنوات قبل الرجل ـ كما هو في الفقه ـ أوجب عليها الصلاة وأوجب عليها الصيام وأوجب عليها الحج ، الأحكام التي لم يطلبها من الرجل قبل البلوغ ويقول بأن هذا الإنسان منشغل باللعب الآن ، أوجبها على المرأة واستقبلها ، أليست هذه دلالة على فضيلة المرأة ؟ إذا لم نشعر ونستنبط من هذه الشواهد عظمة المرأة وأفضلية المرأة على الرجل فعلى الأقل يتضح ان للدين اهتماماً خاصاً بالمرأة ، طبعاً الأيام التي تحرم فيها المرأة من الصلاة إذا تداركتها بهذه السنوات الست فليس أمامها مشكلة ، ولكن يجب ان تدرك المرأة موقفها عند ذلك ولا تفكر بالزينة ، ولا تفكر بمسائل الثياب والطعام ، ولا تفكر ماذا لبس الآخرون وماذا لبست هي . هذه المسائل حقيرة بالنسبة للمرأة إذا تربت تربية دينية وفهمت أنها ان لم تكن أفضل من الرجل فهي ليست بأقل . ترى جمالها في شيء آخر ، ترى عفتها في شيء آخر ، ترى ان الدين يقول بصراحة ، للرجل اذهب والعب ست سنوات ، ولكنه يستقبل المرأة . كما يقال للأطفال في مجمع علمي اذهبوا والعبوا فهنا ليس مكانكم ، ولكن يسمح للكبار بالدخول. إن هذا ليس من أجل أن المرأة ناقصة بل من أجل أن المرأة رقيقة ، والرقيق يجب الاعتناء به في ضمن البحوث السابقة أشير إلى أن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إن المرأة ريحانة . هذه الزهرة يجب عدم تركها ، هذه الزهرة يجب أن تكون بيد البستاني فقط ، وبستاني هذه الزهرة ، هو الله تعالى . بستاني كل إنسان ، هو الله الذي يقول :
{وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17]
وهو يعلم أية زهرة يحفظها أفضل من أخرى وقبل أخرى ، وأية زهرة يجب العناية بها أكثر .
هذه الفسائل من الرجال والنساء خلقها الله ، وهو يعلم أن بعض الفسائل يجب رعايتها قبل فسائل أخرى ، وتلك الفسيلة التي يجب وضعها تحت رعاية الدين بسرعة هي المرأة لئلا تتلوث ، لا سمح الله . هذا دليل على عظمتها ، فهي تعرف عظمتها عندما يقال لها : إن الله يقبلك قبل الرجل بست سنوات ، في الوقت الذي يلعب الرجل مثل الأطفال في ميدان اللعب ، فان الله قبلك وسمح لك .
إن الرواية المروية عن الإمام الصادق عليه السلام في أن تسبح المرأة برأس أصبعها فـ ( إنهن مسؤولات ) تدل على أن جميع أعضاء وجوارح المرأة خاضعة لبرنامج الله تعالى .
_____________________
(1) من لا يحضره الفقيه ، ج 1 ، ص 374 ، الرواية 1089