إن الأصل في ديننا الإسلامي هو أن يتحلى الإنسان بالأخلاق الحسنة. وقد أوصى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذا الأمر، وكانت دعوته مبنية على هذا الأساس. حيث ورد عنه: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
إن أخلاق وسلوك الأبناء يجب أن تكون تحت الرقابة من الأيام الأولى للطفولة، وإذا ما حدث سلوك شائن وأخلاق غير مناسبة من قبل الطفل فيجب أن يكون بمثابة ناقوس الخطر بالنسبة للآباء، حيث يقتضي أن تكون هناك حركة سريعة وجدية لرفع وإصلاح الخلل.
ومن طرائق الإصلاح ما يلي:
أولا: التعليم: هناك نقطة مهمة يجب أن نذكرها هنا وهي أن الأطفال يجب أن يعرفوا أولا الضوابط والمقررات والآداب والتقاليد وأساليب السلوك، فالطفل يجب أن يتعلم وبالتدريج ما هو السلوك المحبوب وأي سلوك غير مرغوب، أي الأعمال يجب أن يقوم بها، وأي الأعمال يجب أن يتركها ويتجنبها.
وهذا الأمر يمثل ألف باء التربية، والذي يجب أن يعلمه الآباء لأبنائهم.
إن الطفل يحمل استعدادات وإلهامات إلهية لتقبل ما هو سيء وما هو حسن، والمهم هو أن يرى القدوة لكي يتعلم منها.
ثانيا: القدوة: إن التربية الأخلاقية يمكن أن تلقى طريقها إلى نفس الطفل بواسطة طريقين:
الأول: طريق التذكير والنصح، وهو أمر عام وعادي، فالوالدان بواسطة الأوامر والنواهي وبلسان يفهمه الطفل يستطيعان إفهام الطفل بما يجب أن يكون عليه في هذا المجال.
والثاني: هو القدوة، حيث يعتبر أهم الأساليب والطرق لإصلاح وتربية الأطفال. وهذا الطريق مؤثر جدا، وأبلغ تأثيرا من الطريق الأول. فالآباء يجب أن يقدموا للطفل نموذجا عمليا يقتدي به الطفل في سلوكه وأعماله. وكذلك بواسطة ذكر القصص والأعمال الحسنة لبعض الأبطال الصالحين. هذا الأمر من شأنه أن يخلق رغبة لدى الطفل بتقفي خطى وآثار هؤلاء. فالنموذج أو القدوة له بالغ الأثر وفي موارد مهمة يعتبر عاملا مؤثرا في طريق إصلاح وتغيير أفكار الطفل النفسية والأخلاقية.
3ـ مخالطة المؤمنين: من الطرق المهمة لإصلاح ذوي الأخلاق السيئة هو حملهم على مخالطة المؤمنين والمحسنين لكي يتعلموا من هؤلاء الأدب والأخلاق بشكل عملي. وهذا الأمر طبيعي وواقعي حيث أن مخالطة الطيبين والصالحين ومصاحبة الكبار تنجم عنها سعادة وتوفيق. قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (أسعد الناس من خالط كرام الناس).