للإنسان صورة باطنية وأخرى ظاهرية، فكل ما يصدر منه هو تعبير عن باطنه وكلما كان باطنه طيبا وصالحا غلب على سلوكه الصلاح وظهر منه الخير، لهذا أكد سيدنا رسول الله وأهل بيته الكرام على صلاح السريرة والاهتمام بسلامة النية والطوية فقد ورد عنهم -سلام الله عليهم- روايات عديدة ترشد إلى ذلك؛ منها:
- استثمار كل عمل لأجل الآخرة وطلب رضا الله وثوابه عبر النية الحسنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله- لأبي ذر: (يا أباذر.. ليكن لك في كل شيء نية صالحة حتى في النوم والأكل، وقال أيضا: إحسان النية يوجب المثوبة).
- إن الاهتمام بالنية وتصفيتها من دوافع الأنانية وشوائب الغش يجعلها أفضل نفعا من العمل أحيانا كثيرة؛ قال الإمام علي -عليه السلام-: (رب نية أنفع من عمل).
- إن باطن الإنسان المؤمن يسمو على ظاهر سلوكه لما يبطنه المؤمن من نور الإيمان والتقوى؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (نية المؤمن أبلغ من عمله)؛ وقال -صلى الله عليه وآله- أيضا: (نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله)؛ لأن الفاجر سريرته قبيحة جدا حتى وإن كان بعض سلوكه الظاهري طيبا.
-تدريب النفس وتعويدها على الخير يجعل الإنسان ذا مقاصد حسنة وطيبة، فيصل لغاياته بنجاح؛ قال الإمام علي -عليه السلام-: (عود نفسك حسن النية وجميل المقصد، تدرك في مباغيك النجاح)، وقال أيضا: (بحسن النيات تنجح المطالب).
- يحصد صاحب النية الحسنة ثمارها عاجلا فينال خير الدنيا والآخرة، قال الإمام علي -عليه السلام-: (من حسنت نيته كثرت مثوبته، وطابت عيشته، ووجبت مودته)؛ وعن الإمام الصادق –عليه السلام-: (من حسنت نيته زاد الله في رزقه).