حتى يضمن الوالدان سلامة أبنائهم وتأهيلهم لا بد من تحصينهم من العيش في المحيط الملوث؛ لأن أثره كبير جدا في بناء شخصية الطفل؛ لأن ذهنه يلتقط صورا عالية التركيز ويخزنها في ذاكرته بنحو ينعكس على سلوكه مع مرور الوقت فعلى المربين والآباء والأمهات -بصورة خاصة-أن يتأكدوا من سلامة ثلاثة مواضع تعد الأهم في عالم الطفولة:
أولا: القرناء وأصحاب اللعب:
ما من طفل إلا وهو يحمل ثقافة أسرته وما اعتاد عليه من صفات حسنة أو سيئة، فينقلها الى غيره من خلال تعامله مع أقرانه فيعلمهم ويتعلم منهم.
ولهذا يعد اللعب أكبر المجالات التي يتبادل فيها الأطفال المعلومات والعادات، فيجب انتقاء المكان المناسب والأصدقاء الذين يؤمن جانبهم التربوي والقيمي، وإذا بان فساد أحد أصدقائه، وأردنا منع الطفل عن اللعب معه يجب بيان السبب له بصورة يفهمها وأن نوجد البديل له فورا.
ثانيا: الروضة والمدرسة:
هي من أكثر المواضع التي ينشأ الطفل فيها ويتعلم سلوكيات مختلفة، فهو بالإضافة الى الاحتكاك بأناس غرباء وصعوبة التأكد من سلامة أخلاقهم إلا أن وجود الجهاز التربوي والتعليمي يعد بابا للاطمئنان عليه، فينبغي إدامة التواصل مع معلم الطفل، والتأكد من سلامة موقفه بين الفينة والأخرى، ورصد أي تغيرات في سلوكه وإعلام المعلم بذلك ليتحقق من مصدرها ويعالجها تربويا.
ثالثا: العالم الرقمي والأجهزة الإلكترونية:
لا يخفى أن حياتنا تحولت إلى عالم رقمي عبر الألواح الرقمية المختلفة وما تتضمنه من محتوى مغر وجذاب للأطفال والبالغين إلا أن هذه البرامج المختلفة أثرت بصورة ملحوظة وغيرت الكثير من سلوكيات الأطفال وساهمت في تحويل البعض منهم الى محب للعزلة؛ إذ أكد الباحثون أن الإفراط في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، يؤدي إلى حدوث اضطرابات في العلاقات الأسرية، وتوصل الباحثون إلى أن الأطفال ممن استخدموا الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر بشكل يومي كانوا أكثر نشاطا بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى إصابتهم باللامبالاة وعدم الإكتراث بما يحدث حولهم، كما أنهم تعرضوا لصعوبات ومشكلات في التعامل مع أطفال آخرين.
وينصح الباحثون بعدم استخدام الأطفال ممن تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات لأجهزة الكمبيوتر اللوحية أو الهواتف الذكية، أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، فلا يجب استخدامها لأكثر من ثلاثين دقيقة في اليوم، بحسب الدراسة.