البخل سجية مستقبحة، ولا يقبل أحد من الناس أن يوصف بها؛ لأنها تؤطر الشخص بسمعة سيئة منفرة للقريب والبعيد ولما يظهر على أسلوبه من الانقباض والأنانية؛ وكما قال الإمام علي -عليه السلام-:"البخل عار".
غير أن معايير الناس في تحديد البخيل متباينة تبعا لتباين معتقداتهم وقيمهم وعاداتهم وما هو سائد بينهم من تصور عن كل ما يتعلق بالإنفاق والبخل والتبذير والإسراف والكرم ... ولذا جاء في أحاديث أهل البيت -عليهم السلام-عدة أنواع للبخل ومن يتصف به:
جاء عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إنما البخيل حق البخيل الذي يمنع الزكاة المفروضة في ماله، ويمنع البائنة في قومه، وهو فيما سوى ذلك يبذر "؛ (ومعنى البائنة أي العطية، سميت بها لأنها أبنت من المال)
وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة، وصلة الرحم، وقرى الضيف، والنفقة في سبيل الله، وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح ".
وعنه (عليه السلام): "أبخل الناس من بخل على نفسه بماله وخلفه لوراثه".
وعنه (عليه السلام): "البخل بإخراج ما افترضه الله سبحانه من الأموال أقبح البخل".
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "البخيل من بخل بالسلام".
وعنه (عليه السلام): "إن البخيل من كسب مالا من غير حله، وأنفقه في غير حقه".
وعن الإمام الكاظم (عليه السلام): "البخيل من بخل بما افترض الله عليه".
وختاما: ينسب لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله): "البخيل حقا من ذكرت عنده فلم يصل علي"!
اللهم صل على محمد وآل محمد الأطهار