روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):
"ليس منا من تشبه بالرجال من النساء، ولا من تشبه بالنساء من الرجال"
لقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، ولم يكن لأي إنسان خيار في الجنس الذي يرغب أن يكون عليه؛ فخلق بعض البشر ذكورا والبعض الآخر إناثا؛ ولهذا فلسفته العميقة والدقيقة في عالم الكون؛ ليستمر النوع الإنساني، وتتسع منظومة العلاقات البشرية بما يتمم نقص بعضهما الآخر ويكمل أحدهم الآخر، فتسير الحياة نحو غاياتها التي أقام الله تعالى عليها الكون...
ومما يؤسف له أن نجد فئة من الناس يحاولون الانقلاب على خط الفطرة القويم! فيتشبه بعض الرجال بالنساء وتتشبه بعض النساء بالرجال! من دون مرض او علة، وإنما عن انحراف أخلاقي وتأثر نفسي ببعض المخنثين وبعض المترجلات، فيلبس بعض الذكور ملابس النساء ويرقق من صوته ويحف من حواجبه ويستعمل المكياج وزينة الفتيات ويتأنث بأساليبهن من الميوعة والغنج ولبس الحلي وقصات الشعر وصبغه ... وهذا مناف للطبع البشري الذكوري السوي السليم؛ لأنه تحول محرم في الشريعة وتشبه مذموم في نظر العقلاء؛ لأنهم يستقبحون ذلك ويتنفرون عنه! فالمجتمع السوي والسليم يمج هكذا لون شاذ من البشر، ويمقت هكذا صنف منحرف من الرجال فلا يكون موضع ثقة الناس ولا احترامهم.
ونجد أيضا فئة من النساء تسحق أنوثتها بلسانها السليط كاسرة طوق الحياء والخجل، تبدو وكأنها أحد الرجال في الخشونة والجرأة ، فتلبس ملابسهم وتتشبه بسلوكهم من حيث اللامبالاة بعادات المجتمع وقيمه ضاربة بضوابط الدين والشرع فتدخل مداخل الذكور وتتزي بزيهم وتطمح أن تعد من جملة الرجال و يستهويها الاختلاط معهم وتنفر من معاشرة الفتيات ، وهذا كما قلنا -إذا لم يكن عن مرض نفسي وعلة معينة - يعتبر انحرافا أخلاقيا ناتجا عن تربية سقيمة أو تأثرا بموجة الشذوذ الرائجة في بعض البلدان المنفلتة والتي تدعم هكذا فئات منحرفة من البشر .. إننا كمجتمع مسلم ومتدين يحذرنا نبينا الكريم من الوقوع في هذا الانحراف المستقبح والمنكر؛ لأن المتشبه بالنساء أو المتشبهة بالرجال مبعدين عن دائرة أهل السلامة من المؤمنين ولا يمكن أن يدخلوا في زمرة الصالحين.