
1 ـ إنّ اللّه تعالى حكيم وعادل، ولا يجوز أن يضاف إليه شرٌّ ولا ظلم، والذي يخلق الظلم يقال له ظالم، واللّه تعالى منزّه عن نسبة الظلم إليه(1).
2 ـ قال تعالى: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ...} [الملك: 3].
إنّ المقصود من التفاوت في هذه الآية ليس التفاوت في أصل المخلوقات؛ لأنّ هذا التفاوت موجود نراه بوضوح، بل المقصود التفاوت من جهة الحكمة، ومن هنا لا يصح نسبة أفعال العباد إلى اللّه تعالى لأنّها متفاوتة وفيها العدل والظلم (2).
3 ـ إنّ نسبة الفعل البشري إلى اللّه تعالى تستلزم نسبة القبائح إليه تعالى، وهذا لا يتناسب مع جلالة شأنه تعالى.
4 ـ المستفاد من الآيات القرآنية الكثيرة هو إسناد أفعال العباد إليهم دون اللّه (عزّ وجلّ)، منها قوله تعالى:
- {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79].
- {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...} [الرعد: 11].
قال القاضي عبد الجبار المعتزلي:
1 ـ "إنّ أفعال العباد غير مخلوقة فيهم، وانّهم المحدثون لها" (3).
2 ـ "اتّفق كلّ أهل العدل على أنّ أفعال العباد من تصرّفهم وقيامهم وقعودهم حادثة من جهتهم، وأنّ اللّه (عزّ وجلّ) أقدرهم على ذلك، ولا فاعل لها ولا محدث سواهم" (4).
3 ـ "إنّ تصرفاتنا محتاجة إلينا ومتعلّقة بنا لحدوثها" (5). (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. انظر: شرح الأصول الخمسة، القاضي عبد الجبار: الأصل الثاني، فصل: في خلق الأفعال، ص345. الملل والنحل، الشهرستاني: ج1، الباب الأوّل: المسلمون، الفصل الأوّل: المعتزلة، ص45 و47.
2. انظر: شرح الأصول الخمسة، القاضي عبد الجبّار: الأصل الثاني، فصل: في خلق الأفعال ص355.
3. شرح الأصول الخمسة، القاضي عبد الجبار: الأصل الثاني، فصل: في خلق الأفعال، ص323.
4. المغني في أبواب التوحيد والعدل، القاضي عبد الجبار: ج8، الكلام في المخلوق، ص3.
5. شرح الأصول الخمسة، القاضي عبد الجبار، الأصل الثاني، فصل: في خلق الأفعال، ص363.
6. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) للشيخ علاء الحسّون.