
بقلم: الشيخ صالح الكرباسي
روى الترمذي في صحيحه بسنده عن يعلى بن مرّة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلّم): "حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط"(1).
الأسباط واحدها سِبْط، وسبط الرجل حفيده ولد ولده، والأسباط من بني إسرائيل اثنا عشر سبطاً من اثني عشر ابنًا ليعقوب، وهم بمنزلة القبائل العربيّة من ولد إسماعيل(2).
قال العلّامة اللغويّ ابن منظور: في الحديث أَيضاً: الحسينُ سِبْطٌ من الأَسْباط، أَي أُمَّةٌ من الأُمم في الخير، فهو واقع على الأُمَّة والأُمَّةُ واقعة عليه(3).
وهنا لا بدّ لنا أن ننوّه بأنّه لا يمكن تحديد وحصر معنى الأسباط بما ذكر؛ ذلك لأنّ المفهوم من الآيات القرآنيّة هو معنى متميّز عن المعنى اللغوي، فالأسباط هم الصفوة الإيمانيّة المميّزة التي تكون في مرتبة عالية ومنزلة رفيعة قريبة من منزلة الأنبياء (عليهم السلام)؛ لأنّ الله (عزّ وجلّ) ذكرهم في نفس المرتبة التي ذكر فيها الأنبياء (عليهم السلام).
قال جَلَّ جَلاله: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 84].
وقال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: 163].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح الترمذي: 2 / 307، في مناقب الحسن والحسين (عليهما السلام).
(2) تفسير الكاشف: 1 / 211، للعلّامة الفقيد الشيخ محمد جواد مغنية (رحمه الله).
(3) لسان العرب: 7 / 310، لجمال الدين أبو الفضل، المُشتهر بابْن منظور المصري، المولود سنة: 630 هجرية بمصر، والمتوفّى بها سنة: 717 هجريّة، الطبعة الثالثة، سنة: 1414 هجرية، دار صادر، بيروت / لبنان.