1

شبهة حول الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأنفال والردّ عليها

نصّ الشبهة:

قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33] ضَمِنَ تعالى أنْ لا يُعذّب العرب على قيد أحد شرطَين: حضور النبيّ بين أظهُرهم، أو استغفارهم هم؛ ومِن ثَمّ قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (كَانَ فِي الْأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ أَمَّا الْأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَأَمَّا الْأَمَانُ الْبَاقِي فَالِاسْتِغْفَارُ) ثمّ تلا الآية (نهج البلاغة، قصار الحكم، رقم 88، ص483). لكن يَتعقّب الآية ما يُنافي ذلك ظاهراً، قوله: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34]، فكيف التوفيق؟

 

الجواب:

إنّ سياق الآيتَين يَدلّنا على اتصالِهما ونزولِهما معاً إحداهما تلو الأُخرى مباشرةً، الأمر الذي يستدعي وِئامَهما طبعاً وعدم تنافيهما؛ حيث المتكلّم النابه ـ فضلاً عن الحكيم ـ لا يتناقض في كلامه قيد تكلّمه، فزاعم التناقض واهمٌ في حَدسِه البتّة.

على أنّه لا تهافت بين الآيتين حتّى بحسب الظاهر أيضاً، حيثُ الآية الأُولى إنّما تنفي فعليّة العذاب وأنّه لا يقع لوجود المانع، أمّا الآية الثانية فناظرة إلى جهة الاقتضاء وأصل الاستحقاق، فهم مستحقّون للعذاب لتوفّر المقتضي فيهم، بصدّهم عن المسجد الحرام، وليسوا بأوليائه، وإنْ كانوا لا يُعذَّبون فعلاً ما دام وجود المانع وهما الشرطان أو أحدهما، فلا مُنافاة بين وجود المقتضي ونفي الفعليّة لمكان المانع، كما لا يخفى.

وقد ذكر الطبرسيّ في جواب المسألة وجوهاً ثلاثة:

أحدها: أنّ المراد بالأَوّل (نفي التعذيب) عذاب الاستئصال والاصطلام، كما وقع بشأن الأُمَم الماضية، وبالثاني (وقوع التعذيب) عذاب القتل بالسيف والأسر بأيدي المؤمنين ـ كما في يوم بدر وغيره وأخيراً يوم الفتح ـ ولكن بعد خروج المؤمنين من بين أظهُرهم.

ثانيها: أنّه أراد: وما لهم أنْ لا يُعذّبهم اللّه في الآخرة، ويُريد بالأَوّل عذاب الدنيا، قاله الجبائي.

ثالثها: أنّ الأَوّل استدعاءٌ للاستغفار، يُريد أنّه لا يُعذّبهم بعذابٍ دُنياً ولا آخرةً إذا استغفروا وتابوا، فإذا لم يفعلوا عُذّبوا ـ وفي ذلك ترغيبٌ لهم في التوبة والإنابة ـ ثمّ إنّه بيّن وجه استحقاقهم للعذاب بصدّ الناس عن المسجد الحرام(1).(2).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مجمع البيان: ج4، ص540.

(2) شُبُهَات وردود حول القرآن الكريم، تأليف: الشيخ محمّد هادي معرفة، تحقيق: مؤسّسة التمهيد ـ قم المقدّسة، الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ص263 ـ 264.

 

شبهة حول الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأنفال والردّ عليها

إيمان أبي طالب (عليه السّلام)

الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) في سطور

الشيعة في سوريا ولبنان

مَن العلّامة الأميني؟

مذهب الجبريّة

الإمام الهادي (عليه السلام) يمهّد للغيبة

السيّد محمد ابن الإمام الهادي ـ عليهما السلام ـ (سبعُ الدُجيلِ)

ما المراد من مصطلح "الصفات السلبيّة"؟

ما المقصود من أنّ الله سبحانه وتعالى «شدید المحال»؟

ما معنى سوق المسلمين في المصطلح الفقهيّ؟

الاحتفال بمواليد الأئمة (عليهم السلام)

المشي على الجمر

حرق جثمان الشهيد العظيم زيد (عليه السلام)

طهارة نبي الله يوسف الصدّيق (عليه السلام)

قلب حديث المباهلة

1

المزيد
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي