في زاوية خافتة من بيت بسيط، جلس يوسف يحدق في شجرة الليمون التي غرستها يداه قبل سنوات. كانت الشجرة مثقلة بالأغصان اليابسة، فقد أهملها في سنواته الأخيرة، وانطفأ في قلبه حماس الزرع والعناية. مرت الأيام، وكان يردد في نفسه: "إنها عجوز، ولن تُثمر مجددًا."
لكن في ليلة هادئة، وبينما يغفو على أريكة خشبية، رأى في منامه نورًا يقترب منه، وسمع صوتًا يردد قوله تعالى:
"فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"
(آل عمران: 159).
استيقظ يوسف وقد اشتعل شيء في داخله. تذكر كيف كان يومًا عاملًا دؤوبًا لا يعرف العجز طريقًا إلى قلبه، وكيف تبدد شغفه عندما استسلم لليأس.
في الصباح، نهض بكل عزمه، حمل أدواته، وبدأ بتنقية الشجرة، غصنًا غصنًا، وأزال عنها الأغصان اليابسة. روى جذورها بالماء، وزود تربتها بحبات من السماد. كل يوم كان يعود إليها، يشاهد الحياة تدب فيها ببطء.
ومع مرور الشهور، حملت الشجرة ثمارًا صفراء مشعة، كأنها تقول: "الحياة تمنح العطاء لمن لا يستسلم." وعندما أتى المارة لشراء الليمون منه، أدرك يوسف أن العجز ليس إلا وهمًا، والعمل والأمل هما جناحا الإنسان.
---------------
روي عن الإمام علي (عليه السلام):
"الْعَجْزُ آفَةٌ".