بأجواء حزينة مشحونة بالولاء الحسيني، ومع انطلاق موسم الحزن الكربلائي شهر محرم الحرام للعام 1437 هـ ، شهدت الجامعات والمعاهد العراقية مراسيم رفع راية (يا حسين) السوداء ، وذلك ضمن البرنامج السنوي العاشورائي الذي يقوم مركز رعاية الشباب التابع لقسم اعلام العتبة الحسينية المقدسة .
مراسيم رافع راية ( يا حسين ) السوداء ، حفلت بزخم طلابي كبير وبحضور الكوادر العلمية والوظيفية للأوساط الجامعية ( جامعات ومعاهد ) ، إذ عبرت عن مدى ارتباط الأوساط الأكاديمية والطلابية بأهل البيت عليهم السلام ومدى تعلقهم بقضاياهم سيما المفجعة منها كنوع من الاستذكار والاستحضار لمضامينها الفكرية والتربوية والأخلاقية ، فضلا عن العقائدية منها .
الى ذلك ، فقد خصنا مسؤول مركز رعاية الشباب الاستاذ محمد علي الربيعي بتصريح قال فيه : " تنفيذا لخطة عمل مركزنا لشهر محرم الحرام والمتضمن برنامج رفع راية ( يا حسين ) في الجامعات والمعاهد العراقية سيما في محافظات الوسط والجنوب " .
كما اضاف الربيعي قائلا : " برعاية كريمة من لدن الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، ومع حلول شهر محرم لهذا العام 1437 هـ، شرعنا بتنفيذ برنامجنا النوعي هذا والموسوم بـرفع راية ( يا حسين ) في جامعات ومعاهد العراق ، بعد أن شكلنا لهذا الغرض فريقين اثنين ، أخذ الأول منها حصة جامعات ومعاهد المحافظات الجنوبية في حين كانت حصة الثاني منهما هو المحافظات الوسطى ، لنكمل بذلك رفع الراية المباركة في اروقة جامعاتنا ومعاهدنا ايذانا بانطلاق موسم الحزن وكرنفال التآسي شهر محرم الحرام " . 
واوضح الربيعي : " نقطة انطلاق برنامجنا كانت من ارض من كربلاء المقدسة وذلك في الاول من محرم الحرام ، إذ تم رفع الراية المباركة في سماء الحرم الجامعي لجامعة كربلاء ومعهدها التقني وجامعة اهل البيت ( عليهم السلام ) ، ثم توجهنا في اليوم الثاني من شهر محرم الى جامعة البصرة ومن ثم الى جامعة ذي قار والمعهد التقني في الشطرة ، وبعدها انتقلنا الى جامعة ميسان ومن ثم محافظة واسط وبالتحديد جامعة الامام الكاظم للعلوم الاسلامية ، ليجتمع الفريقين بعد ذلك بفريق واحد باتجاه محافظة النجف الاشرف لرفع راية الامام الحسين عليه السلام في جامعة الكوفة ومن ثم الكلية الاسلامية في النجف الاشرف ، وقد لاقت جميع هذه الفعاليات تعاون منقطع النظير من قبل السادة رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمعاهد آنفة الذكر ، فضلا عن المشاركة الكريمة من قبل الكوادر التدريسية والوظيفية فيها ناهيك عن الزخم الكبير والمبارك للطلبة الحسينيين ممن اعتبروا هذه المراسيم حافزا لهم في طلب العلم والاجتهاد والجد فيه " . 
يذكر أن تبني العتبة الحسينية المقدسة لهكذا برنامج له ابعاد واهداف فكرية وثقافية وعقائدية أهمها ابراز القضية الحسينية، والتأكيد على أنها لم تقتصر على البعد العاطفي فقط وانما تخاطب الابعاد الانسانية بمجملها الفكرية منها والعلمية والاجتماعية والأخلاقية ، وبذلك فأن الهدف من برنامج رفع راية ( يا حسين ) بمثابة عهد وميثاق من هذه الجموع المؤمنة ـ طلبة العلم وأساتذته ـ مع إمامهم الحسين المظلوم عليه السلام .