قدّم الباحث في المديريّة العامة للتربية في كربلاء المقدّسة م. د. عبد الستار جبار عطية، دراسةً تحليليّة بعنوان (سينمائية التصوير في دعاء الجوشن الصغير). وألقى عطية بحثه ضمن فعّاليات المؤتمر العلمي الموسوم بـ (الصادق والكاظم عليهما السلام صادقا آل محمد)، الذي يشرف عليه قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية ومركز الصادقين وجمعية العميد العلمية والفكرية، ضمن فعّاليات أسبوع الإمامة الدولي الأوّل الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العبّاسية المقدّسة. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأوّل تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وتقوم الدراسة على إجراءٍ تحليليّ لدعاء الجوشن الصغير المرويّ عن الإمام الكاظم(عليه السلام) عن آبائه في ضوء التقنيات السينمائية، إذ تتشكّل محاورها انطلاقاً من تحليل نصوص الدعاء ورصد جوانب من قيمِهِ الجمالية، عبر إبراز ملامح تعبيرية جمالية تقترب من السينما في تحفيز خيال المتلقّي، وتشكيل أنماط صوريّة أدبية ذهنيّة عنده، تحمل كثيرًا من خصائص الدراما الحديثة وتصنع الأثر الذي تخلقه مشاهدُ سينمائية ما في خيال المتلقّي، من حيث تقريب الصورة وصناعة أبعادها وزمكانها وفضاءاتها المختلفة. ومدّ الباحث جسور الوصل بين السينما واللغة الأدبية بتعبيراتها المختلفة، بغية الكشف عن ثيمة راكزة في هذا الدعاء المبارك، وهي طبيعته المشهديّة التي تشكّل في خيال المتلقّي مشاهد درامية سينمائيّة، وجاءت الدراسة لتقرّب اللغة الأدبية وطبيعتها المجازية وقابلياتها التأويلية، وقدراتها على صياغة احتمالات صورية لدى المتلقّي، منها المبنى التصويري السينمائي بتقنياته وآليّاته المختلفة. وذكر في بحثه أن الدراسة تستجلي انطلاقاً من افتراض مجازي يتشكّل عليه مسار البحث، يقــوم هـذا الافتراض على أنّ النـاصّ أو المنشئ أو المؤلّف مخرج، وأنّ عينه كاميرا تقوم على رصد زوايا التصوير التي تنسجم مع الموقف المراد تصويره.
وجاءت الدراسة على تمهيدٍ وخمسة محاور هي: حجوم اللقطات، حركات الكاميرا، زوايا التصوير، تسريع المشهد، وازدواجية المشهد المونتاج، وحاولت الكشف عن آليّات بناء النصّ الدعائي وأبعاده المؤثرة في المتلقّي، انطلاقاً من مسارات التحليل النصّي الذي تقوم عليه.