يشخص في عمق صحراء كربلاء واحد من مشاريع العتبة العباسية المقدسة الزراعية الداعمة للقطاع الزراعي وهو مشروع (المُعلّى). وقد أسهم المشروع في توفير جزء من السلة الغذائية للمواطن العراقي، وزيادة رقعة الأراضي الزراعية عبر استخدام تقنيّات حديثةٍ ومتطوّرةٍ من ناحية استصلاح التربة، وطرائق الزراعة وأنظمة الريّ والتسميد.
ويعتبر المشروع إضافة نوعيّة وقصّة نجاح سطّرتها ملاكات العتبة العباسيّة المقدّسة، غيّرت من خلالها واقع الأراضي الصحراويّة بتحويلها إلى واحات خضراء، تنبض بالحياة مقدّمةً أنموذجاً زراعيّاً حديثاً. وتشكّل الأراضي الصحراوية نسبةً كبيرةً من مساحة محافظة كربلاء، ما دفع بالعتبة العباسية المقدّسة إلى العمل على تحويلها إلى أراضٍ زراعيّةٍ منتجةٍ لأَنواع من المحاصيل ذات الفائدة والنفع للمواطن العراقيّ، وبما يسهم في إعادة الهويّة الزراعيّة للبلد. وفي الجوانب الاقتصادية والبيئية فقد استقطب المشروع العديد من الايدي العاملة، للعناية بمنشآته ومرافقه، وتوظيف الإمكانات والخبرات الزراعيّة في عملية الإنتاج، وكذلك اسهامه في توسيع مساحات الغطاء النباتي، وتشكيل حاجز صدّ أمام اجتياح التصحر الذي بدأ يلتهم الأراضي العراقية.