أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
1970
التاريخ: 19-7-2016
1380
التاريخ: 19-7-2016
1496
التاريخ: 19-7-2016
1479
|
بناءً على ما تقدّم، تظهر أهمّيّة الالتزام العمليّ بالمعروف، حتّى إنّه في كثير من الأحيان يكون الالتزام العمليّ نفسه كافياً في دعوة الآخرين إلى العمل بالمعروف وترك المنكر، فكيف إذا اقترن بالقول!
فيمكن أن نعمّم مفهوم "الأمر" إلى ما هو أوسع دائرة من الأمر القوليّ، فإنَّـه وإنْ كان ظاهر الأمر اختصاصه بالقول، لكنْ باعتبار أنّ الغرض من ذلك تحقيق الالتزام بالمعروف والإتيان به من قبل المأمور، ترتفع خصوصيّة الأمر القوليّ، ويتعدّى ملاك الحكم إلى كلّ أسلوب من أساليب الدعوة إلى المعروف والزجر عن المنكر، فربّما تكون - في بعض الأحيان - الممارسة العمليّة من أفضل وسائل نشر المعروف، كما هي الحال بالنسبة إلى نشر المنكر والفساد.
فللممارسة العمليّة - إذاً - دَوْران مهمّان، دور باعتبارها إحدى وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأساليبه، ودور باعتبارها أحد شروط تأثير الأمر اللفظيّ بالمعروف.
ومن الطبيعي جدّاً أن لا يجد الداعية إلى الخير وإلى المعروف أيّ نتائج عمليّة في نشاطه التبليغيّ والتربويّ، إذا كان شخصيّاً ممّن يتسامح عمليّاً بالتزاماته، ولا يدعم نظريّاته بالتطبيق، ولا يتقيّد بالتناهي عن المنكرات.
ولعلّ أمير المؤمنين )عليه السلام( أراد الإشارة إلى هذا الأمر في خطبته التي يقول فيها: "... أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي - واللَّه - مَا أَحُثُّكُمْ عَلَى طَاعَةٍ، إِلَّا وأَسْبِقُكُمْ إِلَيْهَا، ولَا أَنْهَاكُمْ عَنْ مَعْصِيَةٍ إِلَّا وأَتَنَاهَى قَبْلَكُمْ عَنْهَا"[1].
فهذه نقطة جديرة بالاهتمام، والوقوف عندها، بالنسبة إلى مؤسّساتنا المتصدّية للدعوة، والتبليغ، والإصلاح، وقيادة المجتمع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن الضروريّ جدّاً التأكيد على عناصر هذه الأجهزة، بأن يتقيّدوا بدقّة بالأحكام الشرعيّة والقوانين الموضوعة من قبل الدولة الإسلاميّة، ليكونوا مثالاً يُقتدى به من جهة، ولتصدِّق أعمالُهم أقوالَهم فيما لو طلبوا من الآخرين التقيّد بها.
وفي مجال التأكيد على الأسلوب العمليّ، يخاطب الإمام الصادق عليه السلام شيعته، فيقول: "كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير، فإنّ ذلك داعية"[2].
والمقصود من قوله )عليه السلام(: "بغير ألسنتكم"، أي بجوارحكم وأعمالكم.
وبهذا تبرز أهمّيّة الأساليب التربويّة وخطورتها، فإنّها في الغالب تعتمد المؤثّرات غير المباشرة. ومن أهمّ تلك المؤثّرات: شخصيّة المعلّم أو المعلّمة، وما تلعبه من دور في السيطرة على مشاعر الأطفال في المراحل الأولى التي تُعدّ من أفضل المراحل لغرس الصلاح وتلقين الفضائل، حيث تكون نفسه كالصفحة البيضاء، يسهل أن يكتب فيها، وأن ينقش عليها أيّ شيء.
في وصيّة أمير المؤمنين )عليه السلام( لولده الحسن )عليه السلام(، يقول: "... وإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالأَرْضِ الْخَالِيَةِ، مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ قَبِلَتْه..."[3].
ويوصي الإمام الصادق )عليه السلام( أحد أصحابه العاملين على نشر الدين، فيقول: "عليك بالأحداث، فإنّهم أسرع إلى كلّ خير"[4].
ولعلّ مسألة تقديم الأنموذج الحيّ الذي يجسّد المبادئ والمعروف، والقدوة الصالحة، لهو من أهمّ الوسائل في التأثير. وللشريعة عناية خاصّة بهذا الأمر، فقد اعتمدت دائماً الأئمّة المعصومين )عليهم السلام( للتأسّي والاقتداء، وحاول الرسول )صلى الله عليه وآله وسلم( أن يبني بينهم وبين الأمّة رابطة المودّة والمحبّة، التي هي من شروط الانبهار والتأثّر بشخصيّة الأسوة.
ويرى علماء التربية أنّ علاقة المحبّة التي تربط الأطفال بالمربّي أو المربّية تجعل الأطفال يقلِّدون مربّيهم أو مربّيتهم تقليداً أعمى وبكلّ دقّة، دون التفكير والتأمّل، بمعنى الفعل الذي يكتسبونه، بل كثيراً ما يبقى ذلك التأثير إلى سنّ متقدّمة.
ولعلّ الكثير من العقائد الفاسدة والعادات التي لا معنى لها قد انتشرت عن طريق الشخصيّات ذات التأثير والإيحاء، فينسحر بها أقوام، ويتابعونهم على أفعالهم بحرفيّة، حتّى تصبح سنناً جارية.
ففي عصرنا الحاضر، يستخدم أصحاب دور الأزياء وصالات العرض النجوم المحبوبة عند الناس، لترويج منتجاتهم، ويدفعون المبالغ الطائلة للمشاهير ليلبسوا تصاميمهم في الأزياء، أو يركبوا عرباتهم، أو يظهروا إلى جانبها، حيث إنّ ذلك يؤثّر تأثيراً ساحراً في بسطاء الناس، ويجعلهم يرغبون في تلك البضائع، لمجرّد تقليد النجوم والشخصيّات.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|