أكد رئيس جامعة الكفيل الأستاذ الدكتور نورس الدهان، أن الجامعة وفرت كل المتطلبات اللازمة لتطوير قدرات الطلبة وتنمية مهاراتهم، وفق برامج تدريبية متميزة. جاء ذلك خلال كلمةٍ له في المؤتمر العلمي السنوي الرابع للتخصصات الطبية والهندسية والعلوم الصرفة، أدناه نصّها: أيها الحضور الأكارم لقد أكد الدين الإسلامي تأكيداً كبيراً على طلب العلم والمعرفة، وبطلب العلم ترتقي الأمم ويسعد الإنسان، لأن العلم نورٌ يضيء لنا دروب الحياة والجهل ظلامٌ من منظور ديننا الحنيف، وخير شاهد على ذلك قوله تعالى (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبابِ) صدق الله العلي العظيم. أيها الإخوة الأكارم من منطلق الارتقاء بالمستوى العلمي حرصت العتبة العباسية المقدسة، متمثلة بسماحة المتولي الشرعي (دام عزّه) وسائر الإخوة الأفاضل القائمين على التربية والتعليم فيها، على رسم سياسة استراتيجية نوعية لرفع اسم هذه الجامعة المعطاء عالياً بين الجامعات المحلية والعالمية، ولذلك دأبت رئاسة الجامعة على إيلاء موضوع الرصانة العلمية وتحقيق معايير الجودة العالمية في كل متطلبات العملية التعليمية، فضلاً عن إيلاء تأهيل ملكاتها التدريسية أهميةً كبرى موفرةً كل المتطلبات اللازمة لتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم، وفق برامج تدريبية متميزة لتحقيق رؤية الجامعة وأهدافها في تقديم نموذج من الطلبة يتحلى بالقدرة العلمية والأخلاق المهنية، وهذا ما دفع الجامعة أن تسعى بكل إخلاص وجدية لفتح تخصصات علمية جديدة ترفد بها الواقع العراقي، فتعزز به الطاقات والكفاءات الموجودة في سوق العمل بكفاءات نموذجية، وهذا ما دعاها إلى افتتاح كلية الطب البشري، وقسم الأشعة والسونار، وقسم التخدير في كلية التقنيات الصحية والطبية لهذا العام الدراسي 2022 / 2023، بعد أن هيّأت الجامعة كل المتطلبات اللازمة لاستحداث قاعات دراسية ومختبرات وغيرها على وفق أحدث التصميمات الموجودة في الجامعات الرصينة سواء المحلية منها أم العالمية بشهادة كل اللجان العلمية المتخصصة التي زارت الجامعة، ولا شك أن البنى التحتية في غاية الأهمية لتسيير العملية التعليمية، ولذا اعتمدت الجامعة مخطّطات هندسية عالية الجودة لإنشاء مباني الجامعة وكلياتها وأقسامها العلمية والإدارية، وأنشأت نظاماً هندسياً موفّقاً لأجود المخططات الهندسية العالمية وأحدثها في الجامعات العالمية الرصينة، ولا سيّما منظومات الاتّصالات والشبكات ووسائل الأمان حفاظاً على البيئة وسلامة الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة، فضلاً عن إدخال كثير من الوسائل التكنولوجية الحديثة وتهيئة البيئة الجامعية ذات المواصفات المتقدّمة التي تحاكي بها نماذج البيئات الجامعية العالمية الرصينة.
أيها الإخوة الأكارم إن من أهم المخرجات المرجوة من الجامعات هو البحث العلمي، فالجامعات المنتجة هي التي تشارك في دفع عملية عجلة التنمية في مجالاتها المختلفة، ولذا فإن الجامعة قد اعتنت عناية كبيرة بالبحث العلمي فتعاقدت مع مؤسسة السفير العالمية الرصينة، لإصدار مجلتين علميتين هما مجلة (معين) المتخصصة في العلوم الطبية، ومجلة (الباهر) التي تعنى بالعلوم الطبيعية والهندسية، علماً بأن البحوث المقبولة في هاتين المجلتين تنشر مجاناً، كما حرصت الجامعة على إقامة المؤتمرات العلمية إيماناً منها بالأثر الإيجابي الكبير لهذه البحوث العلمية، ولقد اهتمت الجامعة بتقديم مثال مميّز للجامعة المنتجة والفاعلة التي يكون لها إسهام واضح في خدمة المجتمع، إذ تركّز الجامعة في خطتها العلمية دائماً على المشاريع العلمية والبحثية بالتعاون مع المؤسسات والشركات التابعة للعتبة العباسية المقدسة، فضلاً عن مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص ليكون أثر هذه البحوث العلمية مشاريع واقعية ذات فائدة علمية ملموسة. ولقد بلغ -بحمد الله سبحانه وتعالى- عدد البحوث الواصلة إلى المؤتمر 680 بحثاً، وبلغ عدد المقبولة منها 420 بحثاً، وقد بلغ عدد البحوث من الدول المشاركة في المؤتمر 50 بحثاً، وبلغ عدد الدول المشاركة في المؤتمر اثنتي عشرة دولة هي: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، المملكة المتحدة، ألمانيا، رومانيا، ماليزيا، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الهند، المملكة العربية السعودية، الإمارات، كزاخستان، اليمن، فضلاً عن العراق ممثّلاً عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بجامعاتها المشاركة في المؤتمر، البالغ عددها 27 جامعة حكومية و30 جامعة وكلية أهلية، وتجدون تفاصيل أسمائها وأعداد الباحثين منها في الكراس التعريفي بالمؤتمر الذي بين أيديكم، علماً أن جميع البحوث المقبولة ستنشر في مجلات عالمية مصنّفة. وكلنا أمل أن يكون تلاقح للأفكار وإنضاج الرؤى العلمية وإظهار الخزين المعرفي لدى العلماء والباحثين، ثمرةً من ثمار هذا المؤتمر العلمي المبارك، راجين أن يفتح لهم آفاقاً جديدة واسعة على التفكير بما يشتمل عليه من أفكار إيجابية كبيرة على المجتمع. ختاماً الشكر والثناء لسماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، لدعمه المتواصل وغير المحدود لنشاطات الجامعة العلمية والثقافية بكل أشكالها، والشكر موصول إلى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وجميع تشكيلاتها، وإلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وإلى جميع الوزارات والجامعات والمؤسسات ودوائر الدولة وإلى محافظة النجف الأشرف، ولا بدّ من شكرٍ خاص لجميع الإخوة الباحثين الأكارم والسادة المشاركين في هذا المؤتمر ولجميع اللجان وكلّ من حضر وتجشّم عناء السفر، ومَنْ أسهم في إنجاح هذا المؤتمر العلمي المبارك خدمةً للعلم والتطلّع إلى المعرفة.