المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



انجازات أم طالب (رضي الله عنها)  
  
2839   05:25 مساءً   التاريخ: 7-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص10.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

لقد قامت أم طالب (رضي الله عنها) بعملين من أعظم أعمالها الاجتماعية والدينية، وهما:
أولاً: جعلت من بيتها مكاناً آمناً ومنيعاً للحب والألفة والتقبل العائلي والمأوى النفسي وطيبة المأكل والمشرب، وعندما أحس ذلك الصبي العظيم محمد (صلى الله عليه واله) أن العالم الأسري الصغير من حوله عالم انسجام وحب ورحمة، بدأ يبني علاقة الامومة مع أمه الاعتبارية أم طالب كما بنى علي (عليه السلام)، بعد أكثر من عقدين من الزمان، نفس العلاقة والاحاسيس التي كانت تختلج في نفس محمد (صلى الله عليه واله) الا ان الفارق كان كامناً في ان أم طالب كانت أماً لعلي (عليه السلام) من الناحية الجعلية التكوينية، وكانت أماً لمحمد (صلى الله عليه واله) من الناحية الاعتبارية ولذلك فعندما دفنها رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد وفاتها، قال (صلى الله عليه واله):...كانت أمي بعد أمي التي ولدتني... .
ولا شك ان الحب والحنان اللذين افاضهما ابو طالب وفاطمة بنت اسد على محمد اليتيم (صلى الله عليه واله)، وعلى ابنهما علي (عليه السلام) بعد حوالي اثنتين وعشرين سنة من ضمّ محمد (صلى الله عليه واله) اليهما، كانت له تأثيرات نفسية على استقرار شخصيتي محمد اليتيم (صلى الله عليه واله) وعلي الصبي (عليه السلام) فعندما بلغ محمد (صلى الله عليه واله) مبلغ الرجال وتوجه الى غار حراء ليعبد الله عزّ وجلّ، كان (صلى الله عليه واله) قد وضع مرحة الحب والحنان التي اشبعتها عائلة ابي طالب وراءه. وبدأ ينظر الى الخلق والخالق والوجود، وبدأ يعبد الخالق الواحد وهو يحمل شخصية عاطفية وفكرية متكاملة لا يشوبها نقص عاطفي أو نفسي وهكذا كان علي (عليه السلام)، فقد وضع مرحلة العاطفة المنهمرة من قبل أبويه حباً وحناناً خلف ظهره، وبدأ يستمد من رسول الله (صلى الله عليه واله) منابع الحكمة والعلم والنور.
ثانياً: ان ثقافة ام طالب (رضوان الله عليها) في التوحيد والابراهيمية الخالصة، كان لها دور فعال في تعليم أبنائها رفض عبادة الاصنام وادانة الوثنية في وقت كانت فيه أجواء مكة وأزقتها تعجّ بالثقافة الوثنية وعبادة الاحجار.
والقاعدة أن الام العارفة تحاول ان تزرع في ذهن وليدها افكاراً صحيحة واقعية عن العالم الذي يعيش فيه ذلك الوليد، بينما تحاول الام الجاهلة حشو ذهن وليدها بمعلومات أقرب الى الخرافة منه الى الواقع، ولا شك ان ثقافة ام طالب التاريخية حول الانبياء (عليهم السلام) وايمانها بالله الواحد كانا لهما أثراً بالغاً على طهارة علي (عليه السلام) وصلابة منشأه وحسن توجهه، وهو لا يزال غضاً صغيراً يرضع من ثدي أمه معاني التوحيد.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.