المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



علي (عليه السلام) سيد الارض  
  
3812   11:39 صباحاً   التاريخ: 29-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى(صلى الله عليه واله),لشيعة المرتضى(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج1,ص32-35.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن بابويه (رحمه الله) بالري سنة عشرة وخمسمئة ، عن عمّه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي ( رحمه الله )،قال : حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة ،قال : حدّثني المغيرة بن محمد ، قال : حدّثنا رجاء بن أبي سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) قال : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالكوفة عند  منصرفه من النهروان وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه  ويقتل أصحابه ، فقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وذكر ما أنعم الله على نبيّه وعليه ، ثمّ قال : لولا آية في كتاب الله ما ذكرتُ ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عز وجل : {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [الضحى: 11] ،اللهمّ لك الحمد على نعمك التي لا تُحصى ، وفضلك الذي لا ينسى ، يا أيّها الناس ، إنّه بلغني ما بلغني وإنّي أراني قد أقترب أجلي ، وكأنّي بكم وقد جهلتم أمري ،وإنّي تارك فيكم ما تركه رسول الله : كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النجاة ، خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبيّ المصطفى .

يا أيّها الناس لعلّكم لا تسمعون قائلاً يقول مثل قولي بعدي إلاّ مفتر ، أنا أخو رسول الله وابن عمّه وسيف نقمته ، وعماد نصرته وبأسه وشدّته ، أنا رحى جهنّم الدائرة وأضراسها الطاحنة ، أنا مؤتم البنين والبنات ، وقابض الأرواح ، وبأس الله الذي لا يردّه عن القوم المجرمين ، أنا مجدّل الأبطال وقاتل الفرسان ومبيد مَن كفر بالرحمن ، وصهر خير الأنام ، أنا سيّد الأوصياء ووصي خير الأنبياء ، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه ، وأنا زوج البتول سيّدة نساء العالمين ، فاطمة التقية النقية ، الزكية البرّة  المهدية ، حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله ، سبطاه خير الأسباط وولدي خير الأولاد ، هل ينكر أحد ما أقول ، أين مسلمو أهل الكتاب؟.

أنا اسمي في الإنجيل ( إليا ).

وفي التوراة ( بريا ).

وفي الزبور ( اري ).

وعند الهند ( كابر ).

وعند الروم ( بطريسا ).

وعند الفرس ( جبير ) وعند الترك ( تبير ).

وعند الزنج ( حيتر ).

وعند الكهنة ( بوسي ).

وعند الحبشة ( بتريك ).

وعند أُمي ( حيدرة ).

وعند ظئري ( ميمون ).

 وعند العرب ( علي ).

 وعند الأرمن ( فريق ).

 وعند أبي ( ظهيرا ) .

ألاَ وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء ، احذَروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم ، يقول الله عزّ وجلّ : {وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف: 27] ، أنا ذلك الصادق ، وأنا المؤذّن في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى : {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 44] ، أنا ذلك المؤذّن ، وقال الله تعالى : {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } [التوبة: 3] ، فأنا ذلك الأذان ، وأنا المحسن ، يقول الله عزّ وجلّ : {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69] ، وأنا ذو القلب ، يقول الله عزّ وجلّ : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق: 37] ، وأنا الذاكر ، يقول الله عزّ وجلّ : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ } [آل عمران: 191] ، ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمّي وأخي وابن عمّي ، والله فالق الحبّ والنوى ، لا يلج النار لنا محبّ ولا يدخل الجنّة لنا مبغض ، يقول الله عزّ وجلّ : {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ} [الأعراف: 46] وأنا الصهر يقول الله عز وجل : {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا } [الفرقان: 54] ، وأنا الأذن الواعية يقول الله عزّ وجلّ : {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [الحاقة: 12] ، وأنا السلم  لرسول الله ، يقول الله عزّ وجلّ : {وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ} [الزمر: 29] ، ومن ولدي مهدي هذه الأُمة .

ألاَ وقد جُعِلت محنتكم ، ببغضي يُعرَف المنافقون ، وبمحبّتي امتحن الله المؤمنين ،هذا عهد النبيّ الأُمي إليَّ ، إنّه لا يحبّك يا علي إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ، وأنا صاحب لواء رسول الله في الدنيا والآخرة ، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي ، والله لا عطش محبّي ولا خاف والله مواليّ ، أنا وليّ المؤمنين والله وليي  ، يحبّ  محبّي أن يحبّوا مَن أحبّ الله ، ويحبّ  مبغضي أن يبغضوا من أحبّ الله ، ألاَ وإنّه قد بلغني أنّ معاوية سبّني ولعنني ، اللهمّ اشدد وطأتك عليه وأنزل اللعنة على المستحقّ آمين ربّ العالمين ، ربَّ إسماعيل وباعث إبراهيم إنّك حميد مجيد.

ثمّ نزل ( عليه السلام ) عن أعواده ، فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم (لعنه الله).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.