المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تأثير تقنية المعلومات على تخطيط مدن المستقبل- خصائص تقنية نظم المعلومات الجغرافية
5-1-2023
النبوة وروح القدس
24-4-2018
مضمون المؤتمر الصحفي
19-5-2022
موضوع علم الصرف
16-02-2015
Antonyms
10-2-2022
أحمد بن عمر الكرابيسي
10-8-2016


أنو اع السرقات  
  
4823   11:44 صباحاً   التاريخ: 23-3-2018
المؤلف : د. عبد الرسول الغفاري
الكتاب أو المصدر : النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص :178-192
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015 3713
التاريخ: 23-7-2016 15109
التاريخ: 1-04-2015 8080
التاريخ: 26-7-2017 6252

سرقات الشعراء والادباء كثيرة ومتنوعة لا يمكن حصرها في قسم واحد أو في نوع معيّن؛ لأن مشارب النقّاد تختلف من زمان الى آخر كما ان ثقافاتهم وادراكهم وتذوّقهم هو العامل الآخر في تحديد نوع السرقة. ثم ان السَّرق- كما قالوا- داء قديم، وعيب عتيق، وما زال الشاعر يستعين بخاطر الآخر، ويستمد من قريحته، ويعتمد على معناه ولفظه (1). وبعبارة أخرى ان السرقات يمكن تصنيفها الى ما يلي:

أوّلاً: بعض يرى ان السرقة تتحدّد في نوعين هما: سرقة الالفاظ، وسرقة المعاني كما يذهب الى هذا ابن قتيبة في كتابه طبقات الشعراء.

ثانياً: هناك من يحدّد السرقة بثلاثة أنواع، كما فعله الصولي في كتابه: (اخبار ابي تمام)، والانواع الثلاثة هي:

أ- سرقة اللفظ.

ب- سرقة المعنى.

-- سرقة اللفظ والمعنى.

ثالثاً: هناك من يؤمن بنظرية (توارد الخواطر) وهو ان يتفق لأحد ان ينظم في معنى معيّن وبعد التفتيش يجده نفسه عند من سبقه وهذا ما يذهب اليه ابو هلال العسكري في كتابه (الصناعتين) فيقول: (وقد يقع للمتأخر معنى سبقه اليه المتقدم من غير أن يُلِمَّ به) ولكنْ كما وقع للأوّل وقع للآخر.

ثم يعقب ابو هلال فيقول: (وذلك أني عَمِلت شيئاً في صفة النساء: (سَفَرْنَ بدوراً وانتَقَبْنَ أهلة... الخ).

وظننت أني سبقت الى جَمعِ هذين التشبيهين في نصف بيت، الى أن وجدته بعينه لبعض البغداديّين، فكثر تعجّبي، وعزمت على ألاّ احكمَ على المتأخر بالسَّرق من المتقدم حكماً حتماً) (2).

مع كون ابي هلال العسكري يؤمن بتوارد الخواطر فهو يقسّم السّرقة الى:

أ- الأخذ من الغير اخذاً كاملاً وهذا يتّفق مع قول الصولي في قسمه الثالث (سرقة اللفظ والمعنى).

ب- الأخذ ببعض الالفاظ. ويسمّيه ابو هلال السلخ.

جـ- اخذ المعنى وصياغته بلفظ جديد وأجمل ممّن تقدّمه.

رابعاً: هناك من يقول: ان السَّرق في الشعر ما نقِل معناه دون لفظه واُبعِدَ في نقله.

خامساً: وقال بعضهم: والسَّرق أيضاً إنما هو في البديع المخترع الذي يختص به الشاعرُ لا في المعاني المشتركة. كما ذهب اليه الآمدي (3).

سادساً: هناك من يقسّم المعاني الى قسمين رئيسين:

أ‌- العقلي الصحيح، وهو ما تتفق العقلاء على الاخذ به واحكم بموجبه في كل جيل وأمّة، ويوجد له اصل في كل لسان ولغة. وهذا هو المعنى العام المشترك بين الناس.

ب- المعنى التخيّلي، وهو المعنى الذي يكون على درجات مختلفة بين الناس ولا يمكن الاحاطة به. وهذا هو المعنى الخاص، ربما يكون للاّحق له نصيب في السرقة من السابق.

وهذان الرأيان من مبتكرات عبد القاهر الجرجاني وقد فصّل الحديث فيهما في كتابه (أدرار البلاغة) فراجع.

سابعاً: وقسم آخر من النقاد- كابن الاثير- يحصر انواع السرقات في خمسة أقسام وهي كالتالي:

أ- أخذ اللفظ والمعنى برمّته من غير زيادة عليه وقد سمّاه (بالنسخ). ب- اخذ بعض المعنى وقد سمّاه (بالسلخ).

جـ- إحالة المعنى الى ما دونه وقد سمّاه (بالمسخ).

د- اخذ المعنى مع الزيادة عليه.

هـ- عكس المعنى الى ضده (4).

ثامناً: هناك سرقة تكمن في الاغراض والمقاصد (5) دون الالفاظ والتشبيهات وقد اشار الى هذا النوع ابو الحسن الجرجاني في كتابه الوساطة بين المتنبّي وخصومه (6).

ومثاله قول لبيد بن ابي ربيعة:

وماَ المال والاهلون إلاّ ودائع ولابدَّ يوماً أنْ تُرَدَّ الودائع

صاغ الافْوه الأودي في نفس الغرض فقال:

إنما نعمةُ قومٍ مُتْعَة    وحياة المرءِ ثوبٌ مستعار

فإن المال والاهلون ونعيم الحياة كلّها زائلة، فلبيد عبّر عنها بالوديعة ولابدّ أن تسترد، والافوه جعل النعمة متعة والحياة كالثوب يرتديه اليوم ويخلعه غداً.

تاسعاً: هناك من ينفي السرقة عن المعاني المستعملة الجارية مجرى الامثال، وهذا ما صرّح به الآمدي في كتابه الموازنة ص 314.

وخلاصة القول: من الصعوبة جداً اتهام الشاعر بالسرقة، وان السرقة في الشعر باب ادبي دقيق لا ينهض به إلاّ الناقد النبه، والاديب العالم المطّلع على نتاج الشعراء.

وعليه ليس كل من تعرّض لموضوع السرقات قد ادرك قعره واستقصى موارده، ولا كل من كتب فيه استوفى الحديث عنه.

من السرقات الأدبية في العصر الجاهلي

قال امرؤ القيس:

كأني لم أركب جواداً للذّةِ      ولم أَتبطّن كَاعباً ذاتَ خلخالِ

ولم أسبأ الزِّقّ الرويَّ ولم أقل         لخيلي: كُرِّى كرّةً بعد إجفالِ

أخذ هذا المعنى وبلفظه عبد يغوث بن وقّاص الحارثي فقال:

كأني لم أركب جواداً ولم أقلْ لخيلي: كرّي نفِّسي عن رجاليا

ولم أسبأ الزِّقَّ الدريَّ ولم أقلْ لأيسار صدق عظِّموا ضوءَ ناريا

وقال امرؤ القيس:

وقوفاً بها صحبي عليّ مطيَّهمْ        يقولون لا تهلك أسىً وتجمّلِ

اخذه طرفة بن العبد فقال:

وقوفاً بها صحبي على مطيَّهمْ        يقولون لا تهلك أسىً وتجلّدِ

فلم يغيّر سوى لفظ القافية.

***

قال وهب بن الحارث بن زهرة:

تبدو كواكبه والشمس طالعة

                     تجري على الكأسِ منه الصابُ والمقر(7)

اخذه النابغة فقال:

تبدُو كواكبه والشمس طالعة   لا النورُ نورٌ ولا الإظلامُ إظلامُ

من السرقات الأدبية في العصر الاموي

قال حاتم الطائي:

وإني لعَفّ الفقرِ مُشتَرك الغنى        وتارك شكلٍ لا يوافقه شكلي

وقد اخذه جرير فقال:

وإني لعَفّ الفقرِ مشتَرك الغنى        سريعٌ إذا لم أرضَ داري احتماليا (8)

                           *   *   *

قال لبيد بن ابي ربيعة:

من المسْبِلينَ الرَّبْطَ لَذّ كأَنما   تَشَرَّبَ ضاحي جلدهِ لون فذْهَبِ      

وقد اخذه الأخطل فقال:

لَذ تَقَبَّلَه النعيم كأنما    مُسِحَتْ ترائِية بماءِ مذْهَبِ(9)

 

من السرقات الادبية في العصر العباسي

 

 

قال الاعشى:

وكأسٍ شربت على لذّةٍ    و أخرى تداويت منها بها 

وقد اخذه ابو نؤاس فقال:

دع عنك لومي فإنّ اللومَ إغراءُ  وداوني بالتي كانت هي الداءُ(10)

قال الحسين بن الضحّاك:

إذا عَبَّ فيها شارب القومِ خِلتَه        يُقَبِّلُ في داجٍ من الليل كوكَبا

يقول الحسين بن الضحاك: قلت يا أبا علي هذه مُصالَتَةٌ ، فقال لي: تظنُّ أنه يرَوى لك في الخمر معنىً جيدٌ وأنا حيّ (11).

قال بشّار بن برد:

جَفَتْ عيني عن التغميض حتى       كأنّ جفونها عنها قِصارُ

وقد أخذه العتابي فقال:

وفي المآقي انقباض عن جفونهما     وفي الجفون على الآفاق تقصيرُ (12)

قال بشار بن برد:

من راقب الناسَ لم يظفرْ بحاجته     وفاز بالطيبات الفاتك اللهج

اخذ هذا المعنى دعبل الخزاعي (13) فقال:

من راقب الناس مات غمّاً     وفاز باللّذةِ الجسورُ

فلما سمع بشار بيت دعبل ثار وقال: ذهب ابن الفاعلة ببيتي!

وقال هشام المعروف بالحِلو يهجو بشار بن برد:

بِذِلّةِ وَالدَيْكَ كسبتَ عِزّا       وباللومِ اجترأتَ على الجوابِ

اخذه ابراهيم بن العباس فقال:

نَجا بِكَ عِرْضكَ مَنجى الذّبابِ        حَمَتْه مَقاذِره أن ينالا

وقال ابو تمام وقد أخذه من هشام:

أمّا الهِجاء فَدَقَّ عِرضكَ دونَه         والمَدح فيكَ كما عَلِمتَ جليل

فاذهب فانت طليق عِرضِكَ انّه       عِرض عَزَزتَ به وأنتَ ذَليل

وقال الحطيئة:

إذا هم بالأعداء لم يثن همه    حصان عليها لؤلؤ وزبرجد

اخذه كثير فقال:

إذا هم بالأعداء لم يثن همه    حصان عليها عقد در يزينها

وقال النابغة:

اذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم      عصائب طير تهتدي بعصائب

جوانج قد أيقن أن قبيله        اذا ما التقى الجمعان اول غالب

اخذه حميد بن ثور فقال:

اذا ما غدا يوماً رأيت غمامة  من الطير ينظرن الذي هو صانع

وقال مسلم بن الوليد:

يكسو السيوف رؤوس الناكثين به     ويجعل الهام تيجان القنا الذبل

اخذه من جرير:

كأن رؤوس القوم فوق رماحنا        غداة الوغى تيجان كسرى وقيصرا

وقال ابو تمام:

كأن بني نبهان يوم وفاته      نجوم سماء خر من بينها البدر

اخذه من مريم بنت طارق وهي ترثي أخاها:

كنا كأنجم ليل بينها قمر       يجلو الدجى فهوى من بيننا القمر

وربما أخذه من جرير وهو يرثي الوليد بن عبد الملك:

أمسى بنوه وقد جلت مصيبتهم        مثل النجوم هوى من بينها القمر

 

 

 

ومن السرقات الأدبية

قال شاعر اعرابي يصف جارية:

....................... فنمّ عليها المسك والليل عاكف

وقد اخذه البحتري فقال:

وحاولن كتمان الترحل في الدجى     فنم بهن المسك حتى تضوعا (14)

قال بعضهم يمدح (معبداً) المغني المعروف:

أجاد طويس والسر يجي بعده         وما قصَابتُ السبق إلا لمعبد(15)

قال بعض شعراء الحماسة مفتخراً بنفسه:

لقد زادني حباً لنفسي أنني     بغيض الى كل امرئ غير طائل

وقد أخذه المتنبي فقال:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص   فهي الشهادة لي بأني كامل (16)

أقول: من بين الشعراء الذين اتهموا بكثرة السرقة البحتري، يقول فيه

ابن الحاجب:

والفتى البحتري سارق ماقا   ل ابن أوس في المدح والتشبيب

كل بيت له يحود معناه        فمعناه لابن أوس حبيب

اذاً من المناسب ان اذكر جملة من سرقات البحتري واشير إلى الموارد التي اخذ منها، على أنها كثيرة، لكنني سأقتصر على ما أخذه البحتري- من غيره- بلفظه ومعناه.

سرقات البحتري

قال البحتري:

أعطيتني حتى حسبت جزيل ما       اعطيتنيه وديعة لم توهب

اخذ المعنى من قول الفرزدق:

أعطاني المال حتى قلت يودعني             او قلت أعطيت مالا بقد رآه لنا

وقال البحتري:

ينال الفتى ما لم يؤمل، وربما     أتاحت له الاقدار ما لم يحاذر

اخذه من قول أنشده ثعلب:

وحذرت من أمر فمر بجانبي لم يلقني ولقيت ما لم أحذر

ومثل هذا قالوا:

(الحين قد يسبق جهد الحريص)

والمعنى مشترك: قد يأتيه الخوف من حيث لا يرتقب.

وقال البحتري:

وَلَسْتُ أعجَبُ مِن عصيانِ قلبِكِ لي   عمداً، إذا كان قَلبي فِيكِ يَعْصِيني

اخذه من قول حسين بن الضحاك الخليع:

وَتطمَعُ أن يطيعَكَ قلب سُعْدَى         وتزعُم أنّ قَلْبَكَ قَدْ عَصَاكا

وقال البحتري:

هل الدّهر إلاّ غمرة وانجلاؤها        وشيكاً وإلا ضِيقةٌ وانفراجُها

اخذه من محمد بن وهب:

هل الدَّهر إلاّ غمرةٌ ثمّ تنجلي وشيكاً وإلا ضِيقة فتَفرّج

وقال البحتري:

قومٌ ترى أرماحَهُمْ يَومَ الوَغى         مَشْغُوفةً بمواطِنِ الكِتمانِ

اخذه من قول عمرو بن معد يكرب الزبيدي:

والضاربين بكل أبيض مرهَفٍ        والطاعِنينَ مَجامِعَ الأضْغانِ (مجامع الاضغان) هي القلوب لأنهم إنّما يطاعنون الاعداء من أجل أضغانهم فإذا وقع الطعن موضع الضغن فذلك غاية كل مطلوب.

وقال البحتري:

سَقمٌ دون اعيُنٍ ذاتِ سقمٍ      وعذاب دونَ الثنايا العِذَابِ

اخذه من قول بشار:

ذات الثنايا العِذابِ     مِنْ دونهِنَّ عَذابُ

وقالَ البحتري:

متقلقِل العَزَماتِ في طلب العلا       حتّى يَكونَ عَلى المكارِمِ قيِّما

اخذه من قول أبي تمام:

وتشرِّف العَلَيا، وهَلْ بِكَ مَذهَب       عَنها وأنتَ عَلى المَكارِمِ قيِّم

القيم على الشيء: الذي يتولى شئونه.

وقال البحتري:

قوم إذا لَبِسُوا الدُّرعَ لموقفٍ   لَبِسوا مِنَ الاحسَاب فيهِ دروعا

اخذه من قول ابي تمام:

وتلبَس أخلافاً كراماً كأنها     على العِرض مِن فَرطِ الحَصَانةِ أدرُعُ

وقال البحتري:

ومُعتَرضونَ إن حاوَلت أمراً بِهِمْ شَهِدوا عَلي وهمْ شهودي

اخذه من قول أبي تمام:

لمّا أظلّتني غمامكَ أصبَحَتْ   تِلكَ الشهود عليَّ وهي شهودي

وقال البحتري:

لاذَتْ بحقويهِ الخِلافَةُ إنّها     قسم لا فْضَلِ هاشمِ فالافضلِ

اخذه من ابي تمام:

ولاذت بحقويهِ الخِلافَةُ والتَقَتْ        عَلى خِدرِها أرماحه ومناصله

وقال البحتري:

مِثلُ الهِلالِ بَدَا، فَلَمْ يبرَح به صَوْغ اللّيالي فيهِ حَتّى أقمَرا

اخذه من قول أبي تمام:

إنّ الهِلالَ إذا رأيت نمُوّه      أيقنتَ أنْ سَيكون بدراً كامِلا

وقال البحتري:.

واعْلَمْ بِأنَّ الغيثَ ليسَ بِنافعٍ   لِلّناسِ مالَمْ يأتِ في إبّانِهِ

إبّان الشيء: وقته.

أخذ المعنى من قول أبي تمام:

وما خير برقٍ لاحَ في غيرِ وقتِهِ      ووادٍ غدا مَلآنَ قبلَ أوانِهِ

وقال البحتري:

حَامى عَنِ المكرماتِ مجتَهِداً    ذبَّ المُحامي عَن مالِه وَدَمِهْ

اخذه من قول أبي تمام:

تراه يَذبُّ عَنْ حَرَم المعالي    فَتَحسِبهُ يدافِعُ عَن حَريمِ

يذب: يدافع، وحرم المعالي: كناية عما تستدعيه من كريم الصِفات، وحريم الرجل: حرمه الذي يجب أن يدفع عنه.

وقال البحتري:

وَجَعَلْتَ نَيْلَكَ تِلوَ وعدِكَ قاصِراً       عُمْرَ العَدوّ بِهِ وعُمْرَ المَوْعِدِ

اخذه من قول أبي تمام:

قَصِّر ببذلِكَ عمرَ وَعْدِكِ تَحْوِلِي      شكراً يُعَمَّرُ عمْرَ سبعةِ أنشرِ

 وقال البحتري:

أَشْرَقْنَ حتّى كادَ يقتَبسُ الدُّجَى وَرَطِبْنَ حتّى كادَ يَجْري الجندَل

اخذه من أبي تمام:

مِنْ لَيْلَةٍ في وَبْلِها لَيلاءَ        فَلَو عَصَرْتَ الصّخرَ صارَ ماءَ

وقال البحتري:

إلى فَتى يُتْبع نظائِرَها     كالبَحرِ يتبع أمواجا بأمواجِ

اخذه من أبي دَهْبل الجمحي:

وليلةٍ ذَاتِ أجراسٍ وأروِقَةٍ    كالبحر يُتبعُ أمَواجاً بأمواجِ

وقال البحتري:

ذاك المحمَّدُ والمسَوَّ    دُ والمكرَّم و المُحسَّد

اخذه من قول ابي تمام:

حتى تقر عيوننا وقلوبنا       بالماجد المستقبل المتقبل

بمُحمَّدٍ ومكنّدٍ ومُحسّدٍ      ومسوّد وممدّح ومعذّل

ويروى البيت الثاني:

بمحمّدٍ ومسوّدٍ ومحسّدٍ ومكفَّرٍ وممدّحٍ ومعذَّلِ

وقال البحتري:

أطلبا ثالِثاً سِواي فإنّي         رابِع العيسِ والدّجى والبِيدِ

اخذه من قول ابي تمام:

البيدُ والعِيش واللّيل التَمام معاً ثلاثة أبداً يقْرَنِّ في قَرَنِ

وقال البحتري:

تجِدْ بَدْرَ الدجَى يَدْنُو بِشَمسٍ   إليَ مِنَ الرّحيقِ الخسْرواني

اخذه من الحسين بن الضحاك:

قمر يَحمِل شمساً      مِن رَحيقِ الخسُرواني

وقال البحتري:

من غادةٍ منِعَتْ وتمنَع نَيلَها    ولو آنها بُذِلَتْ لنا لم تبذلِ

اخذه من قول عبد الصمد بن المعذّل:

ظبي كأنّ بِخَصْرِهِ     مِن رِقَّةٍ ظَمَأً وجوعا

إنِّي عَلِقْت لِشَقوَتي     يا قومِ ممنوعاً منيعا

وقال البحتري:

فأكون طوراً مشرِقاً للمَشرِقِ  الأقصى وطوراً مغرِباً للمغرِبِ

وقال البحتري:

وَلَنْ تستبينَ الدَّهرَ مَوْضِعَ نِعْمَةٍ   إذا أنت لم تدلل عليها بحاسد

اخذه من ابي تمام:

واذا أرادَ اللّه نَشرَ فَضِيلَةٍ   طويت أتاح لها لسان حسود

وقال البحتري:

إلى فَتىً يُتْبعُ النّعْمى نظائِرَها   كالبَحرِ يُتْبعُ أمواجاً بأمواجِ

 

اخذه من قول أبي دَهْبل الجمحي:

وليلةٍ ذَاتِ أجراسٍ وأروِقَة   كالبحر يتبع أمَواجاً بأمواجِ

 

 

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) في النقد الادبي ص 362.

(2) كتاب الصناعتين 1/ 196.

(3) انظر الموازنة ص 313 والعمدة: 1/ 266.

(4) انظر: في النقد الادبي، د، عبد العزيز عتيق ص 357.

(5) بينما الآمدي لا يرى ذلك سرقة. انظر الموازنة ص 313.

(6) الوساطة/ 1601.

(7) المقر: الحامض والمر والسّم.

(8) الوساطة ص 157.

(9) الشعر والشعراء1/283.

(10) الموشّح ص 434.

(11) الأغاني 6/  371.

(12) الموشح للمرزباني ص 450 وقد عبّر المرزباني عن هذه السرقة بالمسخ.

(13) وقيل اخذ هذا المعنى سَلم الخاسر؟ تلميذ بشّار، وقد قال فيه بشّار حين سمع بهذه السرقة: يعمد الى معانيّ التي سهرتُ فيها ليالي، واتعبت فيها فكري فيكسوها لفظاً أخف من لفظي فيُروى شعره ويُترك شعري.

(14)الصناعتين 2/236.

(15)المثل السائر ص315.

(16)انظر كتاب المثل السائر. القسم الثاني من السرقات (السلخ).





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.