أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015
2618
التاريخ: 27-09-2015
10598
التاريخ: 26-06-2015
5677
التاريخ: 11-3-2016
3115
|
هو محرز بن خلف بن رزين التميمي، يتّصل نسبه بأبي بكر الصدّيق. كان من أهل إفريقية (القطر التونسي) ، و مولده فيها نحو سنة 340(١٠٣٨-١٠٣٩ م) . و يبدو أنّه بدأ منذ مطلع حياته بتربية الصبيان و تعليمهم أمور الدين و مكارم الأخلاق. و قد لقيه عبد الرحيم بن نصر التميمي البخاري (1) و صحبه. و كانت وفاة محرز بن خلف سنة 4١٣(١٠٢٢-١٠٢٣ م) . و مدفنه معروف في المدرسة التي كان يعلّم فيها في داخل تونس الحاضرة.
كان محرز بن خلف رجلا صالحا و واعظا ذا تأثير و هيبة في النفوس، كما كان ورعا جليلا و ذا ميل إلى التصوّف. له «حرز الأقسام» و هي قصيدة صوفيّة ذكر بروكلمن (الملحق 1:785) أنّها تنسب إليه. أما المقّريّ الجدّ (ت 759 ه) فجاء في تائيته التي قال إنه تمّم بها تائيّة ابن الفارض (نفح الطيب 5:٣٣5) :
و في حرز أقسام المؤدّب محرز و حزب أصيل الشاذليّ و بكرة. . .
و كذلك كان محرز بن خلف أديبا ناثرا شاعرا له شعر في الزهد و في الوصف. و شعره بارع و أسلوبه سهل.
مختارات من آثاره:
- قال محرز بن خلف يصف أطلال مدينة قرطاجنّة (قرطاجة قرب تونس الحاضرة) :
خليليّ، مرّا بالمدينة و اسمعا... مدينة قرطاجنّة ثمّ ودّعا (2)
طلولا بها تبكي لفقدان أهلها... كما ندب الأطلال كسرى و تبّعا (3)
و قولا لها: ما بال ربعك دارسا... و ما بال وفد قد بناك و ودّعا (4)
و خلاّك من بعد اجتماع و غبطةٍ... و من بعد تشييد خلاء و بلقعا (5)
تصفّق فيك الريح من كلّ جانبٍ... و فرّق منك الدهر ما قد تجمّعا
ثمّ ذكر الطياطر (التياترو: المسرح) الذي فيها فقال:
و من بعده الرومان، يا صاح، قد بنى... طياطرها ثم القناة فأبدعا (6)
و ألّف من بعد العريضة فرضها... و شدّ ببعض بعضها فتجمّعا (7)
تراها كمثل العقد في الجيد نظّمت... فلا بعضها يعلو على البعض إصبعا (8)
فلمّا انتهى بنيانهم ثمّ أوصلوا... بها من زلال الماء ما قد تفرّعا (9)
و فرّقه بين القصور جداولا... و أفرطه حتّى أعمّ و أشبعا
فلم يغن عنهم ما بنوه و شيّدوا ... و ما متّعوا في الدهر مع من تمتّعا (10)
فيا صاحبي، إن جزتما بربوعها... خليليّ، إلاّ نادياني و سمّعا (11)
فلن تسمعا إلاّ الصدى بعد هاتفٍ... مجيبا لها، ثمّ الرياح الزّعازعا (12)
- و كتب إلى الأمير المعزّ الصنهاجي (13) في التوصية ببعض (بفرد من) تلاميذه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم. حقّق اللّه الحقّ في قلوب العارفين (14) من عباده و نقل المذنبين إلى ما افترض عليهم من طاعته. أنا رجل عرف كثير من الناس اسمي، و هذا من البلاء (15) . و أنا أسأل اللّه أن يتغمّدني برحمة منه و فضل. و ربّما أتاني المضطرّ يسأل الحاجة: فإن تأخّرت خفت، و إن ساعدت فهذا أشدّ (16) . و قد كتبت إليك في مسألة رجل من الطلبة طولب بدراهم ظلما، و لا شيء له (17). و حامل رقعتي يشرح لك ما جرى. فعامل فيه من لا بدّ من لقائه، و استح ممّن بنعمته وجدت نعيم العيش (18). و احذر بطانة السوء فإنّهم إنّما يريدون دراهمك. و شاور في أمرك من يتّقي الله: وَ مَنْ يَتَّقِ اَللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً، وَ مَنْ يَتَّقِ اَلله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً» . و استعن بالله، فإنّه مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (19). و السلام.
____________________
١) هو أبو زكريّا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن اسحاق بن عمرو بن مزاحم بن غياث التميمي البخاري حافظ للحديث و محدّث، أصله من بخارى و نزل مدّة في مصر، جاء إلى إفريقية و صحب محرز بن خلف و جال في المغرب و دخل الأندلس. مولده سنة ٣٨٢ و وفاته سنة 4٧٠ ه.
٢) اسمعا (تنبّها) إلى ما يمكن أن تحدّث به هذه المدينة عن سكّانها الذين انقرضوا.
٣) «طلولا» مفعول به من «ودّعا» في البيت السابق. كسرى (لقب ملوك الفرس) و تبّع (لقب ملوك اليمن) . لا وجه لنصب «تبع» (و كسرى طبعا) إلا إذا قلنا: «كما تندب الأطلال. (بالرفع: فاعل) كسرى و تبعا» .
4) الربع: المكان المأهول. دارس: قد امحت معالمه. الوفد: القوم يأتون ثمّ يرجعون.
5) خلاء (من السكان) و بلقعا (خالية من كلّ شيء) .
6) يستعمل الرومان مفردا (بمعنى الشعب الروماني) . القناة: قناة لجر الماء. في عنوان الأريب (ص ٣٧) عدد من هذه الأبيات مخمس. . .
7) هذا البيت يصف المدرّج في السرح. العريضة (الباحة المستوية في وسط المسرح للتمثيل؟) . الفرضة (بالضمّ) من النهر: مشرب الماء منه. و جمعها فرض (بضم ففتح) . و الملموح من البيت التالي أن الشاعر يقصد المقاعد في المدرّج أو الصفوف المدرّجة نفسها.
8) تراها (أي صفوف المدرّجات التي هي دوائر حول المسرح) كأنّها عقد متعدّد الأسماط و أنّه-أي المسرح-عنق.
9) الزلال: الماء العذب الصافي. تفرع الماء (أي كان مشتّتا في أماكن مختلفة فجيء به بوساطة هذه القناة مجموعا إلى قرطاجة (كما يلفظها اهل تونس، اليوم) .
10) و ما متّعوا به. . .
11) البيت غامض لسوء تركيبه. الملموح: يا صاحبيّ و خليليّ، إذا مررتما بقرطاجة فنادياني و سمّعا (ارفعا الصوت عاليا) .
12) الهاتف: المنادى. الزعازع: الريح الشديدة.
13) المعزّ الصنهاجي بن باديس (4٠6-45٢ ه) .
14) العارف: الصوفي المتقدّم في طريق التصوّف. و العارف: المطّلع على بواطن الأمور.
15) هذا من البلاء (الشهرة التي تحمل الناس على أن يطلبوا من المشهور أمورا كثيرة تخرج عن نطاق قدرته) .
16) إن تأخرت عن تلبية حاجته خفت أن يصيبه ضرر فأشعر بالتقصير، و إن حاولت مساعدته خفت أن أطلب من الحاكم ما لا يجوز طلبه.
17) لا شيء له (لا يملك المبلغ الذي طلب منه-لا وجه حقّ في طلب المبلغ منه) .
18) فعامل فيه من إلخ (أي اللّه) .
19) راجع القرآن الكريم في هذه الآيات الثلاث (65:٢-4، سورة الطلاق) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|