المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28

وصيته ووفاته(عليه السلام)
17-04-2015
حرارة باطن الأرض
10/12/2022
المقومات الجغرافية لصناعة السياحة في سوريا
1-5-2022
انتهاء ولاية نائب رئيس الجمهورية بانتهاء مدة ولأية مجلس النواب
7-12-2017
transition (n.)
2023-11-30
معيار "جريفت" Griffith’s criterion
30-10-2019


مصارع القرون عوامل انحطاط الأُمَم  
  
2451   02:18 مساءً   التاريخ: 25-2-2018
المؤلف : الشيخ محمّد مهدي شمس الدين .
الكتاب أو المصدر : حركة التاريخ عند الإمام علي (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص88-89.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

* مصارع القرون :

تعبيرٌ استعمله الإمامُ في إحدى خطبه فقال: واعتَبِرُوا بِما قد رأيتُم مِن مصارِع القُرُونِ قبلَكُم (1).

ويريد به الأمم الماضية أو الأجيال الماضية، فالقرن في اللغة: جماعة الناس في عصر واحد(2).

فالإمام في هذا التعبير يوجّه الأفكار نحو التأمّل في مصائر الأمم والشعوب، وكيف ولماذا تضعف وتتفسخ ويصيبها الانحطاط والتخلّف؟

ويتساءل الإمام في خطبة أخرى - ربّما تكون آخر خطبة، أو في أواخر كلامه في حشدٍ عام(3) - عن مصير الدّول والشّعوب القديمة،

فيقول مخاطِباً أصحابه: ... وإنَّ لكُم فِي القُرُونِ السّالِفةِ لعِبرةً، أين العمالِقةُ وأبناء العمالِقةِ؟  أين الفراعِنةُ وأبناءُ الفراعِنةِ؟ أين أصحابُ مدائنِ الرَّسِّ الّذين قَتلُوا النَّبِيِّين، وأطفأُوا سُننَ المُرسلِين ، وأحيوا قال: وعقد (للحسين) (عليه السّلام) في عشرة آلاف، ولـ (قيس بن سعد) رحمه اللّه في عشرة آلاف، ولـ (أبي أيّوب الأنصاري) في عشرة آلاف، ولغيرهم على أعداد أخر، وهو يريد الرّجعة إلى صفّين، فما دارت الجمعة حتّى ضربه الملعون (ابن ملجم) لعنه اللّه فتراجعتِ العساكر، فكنّا كأغنام فقدتْ راعيها تختطفها الذّئاب من كلّ مكان).

ورد ذكر هؤلاء في الكتاب الكريم مرَّتَين في سورة الفرقان: (مكّيّة / 25) الآية: 38 {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان: 38].

 

 

 

____________________

1 - نهج البلاغة: رقم الخطبة: 161.

2 - وردتْ هذه الكلمة كثيراً في الكتاب الكريم في سُوَر مكِّيّة ومدنيّة، والمراد بها - على الظاهر - هذا المعنى.

وورد له في كلام بعض أهل اللغة تفسير زماني، فقيل: القرن: مدّة أغلب أعمار الناس، وهو سبعون سنة.

وقيل: ثمانون.

وقيل: ثلاثون سنة.

وقيل: القرن: أهل عصر فيه نبي أو فائق في العلم، قلّ زمانه أو كثُر، وهذا التفسير الأخير يلحظ معنى حضاريّاً للكلمة.

3 - قال الشّريف في نهج البلاغة: (رُوي عن نوف البكالي، قال: خطبنا بهذه الخطبة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بالكوفة، وهو قائم على حجارة نصبها له (جعدة بن هبيرة المخزومي) وعليه مِدرعة من صوف، وحمائل سيفه من ليف، وفي رجليه نعلان من ليف، وكأن جبينه ثفِنةُ بعير، فقال (عليه السلام).....




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.