المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

التحكيم بواسطة محكمة
6-4-2016
الامام علي سيد العرب و أحب الخلق الى الله
5-5-2016
بلمرة الأميدات الحلقية Polymerization of Cyclic Amides
14-11-2017
نضج وحصاد فاصوليا الليما والسيفا
19-6-2022
مكتسبات القبول بولاية العهد
2023-03-16
الظهور الحالي
13-9-2016


ابن أبي الرجال  
  
2255   09:58 صباحاً   التاريخ: 30-1-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص462-464
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 2605
التاريخ: 13-08-2015 2342
التاريخ: 29-12-2015 3738
التاريخ: 12-08-2015 1975

 

هو أبو الحسن عليّ بن أبي الرجال الشيباني الكاتب المغربيّ القيروانيّ، من أهل فاس و لكنّه عاش مدّة في بلاط المعزّ بن باديس (4٠6-454 ه‍) و كان رئيس ديوان الإنشاء في الدولة الصنهاجية. و هو الذي لقّن المعزّ العلوم. و لعلّه شارك القوهيّ في أرصاده التي كان يقوم بها في بغداد (في الثلث الثالث من القرن الرابع -أواخر القرن العاشر للميلاد) . و كانت وفاته سنة 4٢6(1034-1035 م) ، أو بعد بضع سنوات أخرى.

يبدو أن ابن أبي الرجال كان من ذوي الميل إلى العلوم الرياضية، ألّف كتاب «البارع» في التنجيم، و لكنّ كتابه هذا جاء غامضا ضعيف التركيب (كأكثر الكتب في هذا الموضوع) . ثمّ إنّه كان أديبا ناثرا و شاعرا متين السبك رقيق الكلام؛ من فنونه الفخر و الحكمة و الغزل و العتاب و الخمر. كان ابن أبي الرجال بتاهرت فتذكّر أهله بالقيروان فقال:

و لي كبدٌ مكلومةٌ من فراقكم... أطامنها صبرا على ما أجنّتِ

تمنّتكم شوقا إليكم و صبوةً... عسى اللّه أن يدني لها ما تمنّت

و عين جفاها النوم و اعتادها البكا... إذا عنَّ ذكر القيروان استهلّتِ

و قد علّق ابن رشيق على هذه الأبيات بقوله: «فلو أن أعرابيّا تذكّر نجدا فحنّ به إلى الوطن أو تشوّق فيه إلى بعض السكن ما حسبته يزيد على ما أتى به هذا المولّد الحضري المتأخّر العصر» .

و كان ابن أبي الرجال يعطف على الكتاب و الشعراء و يأخذ بناصرهم: و قد ألّف باسمه ابن رشيق مؤلّفات أدبية نفيسة منها كتاب «العمدة» ، كما قدّم إليه ابن شرف «رسائل الانتقاد» (مجمل تاريخ الأدب التونسيّ ١٢٩) .

مختارات من آثاره:

- قال أبو الحسن عليّ بن أبي الرجال في الشكوى من الناس:

أ يا ربّ، إن الناس لا ينصفونني... و لم يحسنوا قرضي على حسناتي

إذا ما رأوني في رخاءٍ تردّدوا... إليّ، و أعدائي لدى الأزمات

ثقاتيَ ما دامت صلاتي إليهمُ... و إن عنهم أخّرتها فعداتي

سأمنع قلبي أن يحنّ إليهمُ... و أصرف عنهم-قاليا-لحظاتي

و ألزم نفسي الصبر دأبّا لعلّني... أعاين ما أمّلت قبل مماتي

ألا إنّما الدنيا كفافٌ و صحّة ٌ... و أمن؛ ثلاث هنّ طيب حياتي

- و قال في الخمر:

ألا ليت أياما مضى لي نعيمها... تكرّ علينا بالوصال و تنعمُ

و صفراء تحكي الشمس من عهد قيصرٍ... يتوق إليها كلّ من يتكرّم

إذا مزجت في الكأس خلت لآلئاً... تنثّر في حافاتها و تنظّم

جمعنا بها الأشتات من كلّ لذّةٍ... على أنّه لم يغش في ذاك محرم

- من كتاب البارع:

. . . و متى جاءت السعود في الثاني عشر في تحاويل السنين قويت أعداء المولود و أيديهم. فإذا حلّت فيه النحوس أضعفتهم و أبادتهم. و إذا كان ربّ الثاني عشر في الطالع كان المولود شقيّا كثير الأعداء محاربا و يلقى من الأعداء شدّة في أول أمره؛ و في الثاني يكون رديء العيشة سيّئ الحال يكذب عليه كثيرا. و في الثالث يعاديه إخوته و يلقى منهم شدّة و تسوء أحواله. و في الرابع يعاديه آباؤه و ينازعه أهله و تخرب الدار التي ولد فيها و ينقل منها.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.