المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
آثار رعمسيس في أرمنت
2024-11-28
آثار رعمسيس السادس في طيبة
2024-11-28
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28

حرمة الغناء من الضروريات
16-7-2019
مساوئ الصفات والأعمال
22-8-2016
Katadrome
14-11-2020
حساسية لصفار البيض Egg Yolk Allergy
25-2-2018
أحكام منى
1-12-2019
الخصائص البنائية (التركيبية) داخل موقع الصحيفة على الويب والتي تساعد على تحرك الزائر أو القارئ بسهولة
1-3-2022


مكتسبات القبول بولاية العهد  
  
1395   05:58 مساءً   التاريخ: 2023-03-16
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص137-144
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

ان الموقف الذي يتخذه الإمام ( عليه السّلام ) لا بد من اشتماله على مصلحة ذات عائد مقبول للإسلام والمسلمين ولاتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وقد حصل الإمام ( عليه السّلام ) على مكتسبات عديدة بعد اضطراره للقبول بولاية العهد ، ولولا قبوله لما تحققت تلك المكتسبات ، ومن هذه المكتسبات :

أوّلا : اعتراف المأمون بأحقيّة أهل البيت ( عليهم السّلام )

قام الأمويون ومن بعدهم العباسيون بمحاولة طمس فضائل أهل البيت ( عليهم السّلام ) والتقليل من شأنهم ، واستخدموا جميع طاقاتهم للحد من ذلك ، تحت الترغيب والترهيب ، ولكنّ الوضع تغيّر بعد قبول الإمام ( عليه السّلام ) بولاية العهد ، فقد قام المأمون بتوضيح هذه الفضائل ، وتوضيح مظلومية أهل البيت ( عليهم السّلام ) من قبل الحكّام السابقين .

فقد أجاب المأمون على كتاب كتبه له بنو هاشم ، وضّح فيه تلك الحقائق إذ جاء فيه : « . . . فلم يقم مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أحد من المهاجرين كقيام عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) فإنه آزره ووقاه بنفسه . . . وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم ، وصاحب قوله : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي . . . » وكان أحب الخلق إلى اللّه تعالى وإلى رسوله ، وصاحب الباب ، فتح له وسدّ أبواب المسجد ، وهو صاحب الراية يوم خيبر ، وصاحب عمرو بن عبد ود في المبارزة ، وأخو رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حين آخى بين المسلمين » .

ثم وضّح في الكتاب نفسه مظلومية أهل البيت ( عليهم السّلام ) معترفا بجرائم العباسيين بحقهم فقال : « . . . ثم نحن وهم يد واحدة كما زعمتم ، حتى قضى اللّه تعالى بالأمر إلينا ، فأخفناهم ، وضيّقنا عليهم ، وقتلناهم أكثر من قتل بني أميّة إياهم »[1].

وفي موضع آخر احتجّ المأمون على الفقهاء بفضائل الإمام علي ( عليه السّلام ) وأحقيّته بالخلافة ، فما كان من الفقهاء الّا تأييد ما قاله ، فقال يحيى بن أكثم القاضي : يا أمير المؤمنين قد أوضحت الحق لمن أراد اللّه به الخير ، وأثبت ما يقدر أحد أن يدفعه ، واتّبعه الفقهاء بالقول : كلنا نقول بقول أمير المؤمنين أعزه اللّه[2].

وكان المأمون يتحدّث عن فضائل أهل البيت ( عليهم السّلام ) في أغلب جلساته ، وهذا يعني تشجيعا للولاة والامراء ليتحدّثوا عن أهل البيت ( عليهم السّلام ) بمثل ما تحدّث به ، وتشجيع لأنصار أهل البيت ( عليهم السّلام ) في ذكر فضائلهم بحرية تامّة ، وهذا ما يزيد من توسّع القاعدة الشعبية الموالية لأهل البيت فكرا وعاطفة وسلوكا .

واعترف المأمون أيضا بأفضلية الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وأحقيته بالخلافة وأخبر خواصه بأنّه : نظر في ولد العباس وولد عليّ رضي اللّه عنهم ، فلم يجد في وقته أحدا أفضل ولا أحق بالأمر من علي بن موسى الرضا[3].

ثانيا : توظيف وسائل الإعلام لصالح الإمام ( عليه السّلام )

وظّف المأمون وسائل الاعلام لصالح الإمام ( عليه السّلام ) فأصبح من أكثر الناس شيوعا صيته ، وتحققت معرفة المسلمين وغير المسلمين به ، فالولاة والامراء وأئمة الجمعة ، يدعون له من على المنابر كل يوم وكل جمعة وكل مناسبة ، إضافة إلى طبع اسمه على الدارهم والدنانير المعمول بها في جميع الأمصار ، ووجد الخطباء والشعراء الفرصة مناسبة للترويج لشخصية الإمام ( عليه السّلام ) وآبائه وأجداده ، فكثرت الخطب والاشعار المادحة له ، والذاكرة لفضائله وفضائل أهل بيته ، وانتشرت في جميع الأمصار ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدلّ على تعميق الارتباط بالإمام ( عليه السّلام ) وتبنّي أفكاره وآرائه المطابقة للمنهج الاسلامي السليم ، ولولا قبوله بولاية العهد لما كان ذلك بالصورة الأوسع والأمثل ، ما دامت وسائل الاعلام الرسمية موجودة في جميع الأمصار ، دون الحاجة إلى بث الدعاة لمنهجه ومنهج أهل بيته ( عليهم السّلام ) .

وقد كان المأمون سبّاقا لغيره في نظم الشعر ، ومما جاء في شعره ، بعد ولاية العهد :

ألام على حب الوصيّ أبي الحسن * وذلك عندي من عجائب ذي الزمن

خليفة خير الناس والأوّل الذي * أعان رسول اللّه في السر والعلن

وقال أيضا :

لا تقبل التوبة من تائب * إلّا بحب ابن أبي طالب

أخو رسول اللّه حلف الهدى * والأخ فوق الخل والصاحب[4]

وهذا الشعر وغيره من مدائح المأمون لأهل البيت ( عليهم السّلام ) قد أثمر فيما بعد ، حتى أنه بعد استشهاد الإمام ( عليه السّلام ) بثمان سنين أي في سنة ( 211 ه ) أمر المأمون أن ينادى :

« برئت الذمة ممّن يذكر معاوية بخير ، وأن أفضل الخلق بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) علي بن أبي طالب »[5].

ثالثا : حرية الإمام ( عليه السّلام ) في مناظرة أهل الأديان والمذاهب

منح المأمون نوعا من الحرية للإمام ( عليه السّلام ) للتحدث بما يؤمن به من أفكار ومعتقدات وآراء سياسية ، وأمر المأمون الفضل بن سهل أن يجمع للإمام ( عليه السّلام ) أصحاب المقالات : ومنهم : الجاثليق وهو رئيس الأساقفة ، ( معرّب : كاثوليك ) ورأس الجالوت عالم اليهود ، ورؤساء الصابئين ، وعظماء الهنود من أبناء المجوس ، وأصحاب زردشت ، وعلماء الروم ، والمتكلمين ، وقد احتجّ الإمام ( عليه السّلام ) بالكتب المعتبرة عندهم ، وقد اعترف الجميع بأعلمية الإمام ( عليه السّلام ) ، بعد ان فنّد حججهم ، فأذعنوا لقوله ، واعترفوا بصحة أفكاره وآرائه .

وبعد جدال ونقاش طويل قال الجاثليق : « القول قولك ، ولا اله إلّا اللّه »[6].

وبعد حوار طويل أسلم عمران الصابي وقال : « اشهد أن اللّه تعالى على ما وصفت ووحّدت ، وأشهد أنّ محمدا عبده المبعوث بالهدى ودين الحق ثم خرّ ساجدا نحو القبلة » .

ولما نظر المتكلمون إلى كلام عمران الصابي ، وكان جدلا لم يقطعه عن حجته أحد منهم قط ، لم يدن من الإمام ( عليه السّلام ) أحد منهم ولم يسألوه عن شيء[7].

وفي مجلس آخر بعث المأمون على الإمام ( عليه السّلام ) ليناظر متكلم خراسان سليمان المروزي ، فتناظرا في البداء ، وصفات اللّه تعالى والفرق بين صفات ذات اللّه وصفات فعله ، فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) على جميع أسئلته ، وكان يقطعه في الحجج إلى أن سكت لا يستطيع أن يجيب على آراء الإمام ( عليه السّلام ) ، فقال المأمون عند ذلك : « يا سليمان هذا أعلم هاشمي »[8].

وفي مجلس آخر جمع المأمون عددا من علماء الأديان وأهل المقالات ، فلم يتكلم أحد إلّا وقد ألزمه الإمام ( عليه السّلام ) حجته ، وقام اليه علي بن محمد بن الجهم ، وأثار الشبهات حول عصمة الأنبياء ( عليهم السّلام ) اعتمادا على الآيات المتشابهة الواردة في القرآن الكريم ، واثار الشبهات حول عصمة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) وأزال الشبهات عن ذهنه ، وأثبت له بالعقل والنقل عصمة جميع الأنبياء ( عليهم السّلام ) ، فبكى علي بن محمد بن الجهم وقال : يا ابن رسول اللّه أنا تائب إلى اللّه عزّ وجلّ من أن انطق في أنبياء اللّه عليهم السلام بعد يومي هذا إلّا بما ذكرته[9].

وفي مجلس آخر تساءل المأمون عن عصمة الأنبياء وأورد الآيات المتشابهة في ذلك فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) جوابا شافيا ، وأوّل له تلك الآيات على خلاف ظاهرها ، فقال المأمون : « لقد شفيت صدري يا ابن رسول اللّه ، وأوضحت لي ما كان ملتبسا عليّ »[10].

وكان هدف المأمون - كما يرى الشيخ الصدوق - هو الحرص على انقطاع الرضا ( عليه السّلام ) عن الحجة مع واحد منهم ، وذلك حدّا منه له ولمنزلته من العلم [11].

رابعا : نشر مفاهيم أهل البيت ( عليهم السّلام ) وفضائلهم

استثمر الإمام ( عليه السّلام ) الفرصة المتاحة له لنشر مفاهيم أهل البيت ( عليهم السّلام ) ونشر فضائلهم ، وخصوصا بين الفقهاء والقضاة والقوّاد والوزراء ، ومن يرتبط بالبلاط الحاكم بصلة .

فقد وضّح الإمام ( عليه السّلام ) تلك الفضائل بعد ان حاول الحكّام طمسها ، ونشر أحاديث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بحقهم ومنها :

قوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « علي امام كل مؤمن بعدي »[12].

وقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « يا علي أنت حجة اللّه ، وأنت باب اللّه ، وأنت الطريق إلى اللّه ، وأنت النبأ العظيم ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت المثل الاعلى ، يا علي أنت امام المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيّين وسيد الصدّيقين ، يا علي أنت الفاروق الأعظم وأنت الصديق الأكبر . . . إن حزبك حزبي ، وحزبي حزب اللّه ، وإن حزب أعدائك حزب الشيطان »[13].

وقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ما زوّجت فاطمة الّا لما أمرني اللّه بتزويجها »[14].

وتحدث الإمام ( عليه السّلام ) عن عشرات الأحاديث الواردة في ذلك .

وفي مجلس عقده المأمون لجماعة من علماء العراق وخراسان سأل عن معنى الآية الكريمة : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا[15].

فأجابه العلماء : أراد اللّه عز وجل بذلك الأمة كلها .

فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟

فقال الإمام ( عليه السّلام ) : « لا أقول كما قالوا ، ولكنّي أقول : أراد اللّه عز وجل بذلك العترة الطاهرة » .

ثم ذكر الإمام ( عليه السّلام ) اثني عشر آية قرآنية تدل على أفضلية العترة الطاهرة ، فقال المأمون والعلماء : « جزاكم اللّه أهل بيت نبيكم عن هذه الأمة خيرا ، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلّا عندكم »[16].

وسأل المأمون الإمام ( عليه السّلام ) ان يكتب له محض الاسلام على سبيل الايجاز والاختصار ، فكتب اليه أصول العقائد ومنها الإمامة ، ومما جاء في ذلك الكتاب : « وان الدليل بعده والحجة على المؤمنين والقائم بأمور المسلمين والناطق عن القرآن ، والعالم باحكامه ، اخوه وخليفته ووصيّه ووليّه ، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ، علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) أمير المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وأفضل الوصيين ، ووارث علم النبيين والمرسلين ، وبعده الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .

ثم بيّن أسماء الأئمة ( عليهم السّلام ) وقال : ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية ، وان من دينهم الورع والعفّة والصدق والصلاح والاستقامة والاجتهاد وأداء الأمانة إلى البر والفاجر . . . [17].

ووضّح الإمام ( عليه السّلام ) مفاهيم الإمامة ومسؤوليات الإمام فقال : ان الإمامة اسّ الاسلام النامي وفرعه السامي ، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفيء والصدقات وامضاء الحدود والاحكام ومنع الثغور والأطراف ، الإمام يحلل حلال اللّه ويحرم حرام اللّه ، ويقيم حدود اللّه ويذب عن دين اللّه ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة »[18].

وذكر ( عليه السّلام ) في لقاءاته المختلفة وفي أجوبته المتعددة صفات الإمام ، ووحدة الإمامة ، وواجبات وحقوق الإمام لكي يعطي للأمة الفرصة لتشخيص الإمام الحقّ وان لم يكن مبسوط اليد ، فليس كل من استلم الحكم أصبح اماما ، وإنما الإمام له صفات خاصة ثابتة في الاسلام ومنها ان يكون « أعلم الناس وأحكم الناس واتقى الناس ، وأحلم الناس ، وأشجع الناس ، وأسخى الناس ، وأعبد الناس »[19].

واستثمر الإمام ( عليه السّلام ) الفرصة لنشر الأحاديث التوحيدية لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وردّ على جميع الشبهات العقائدية التي تتعلق بصفات اللّه ، وبالتشبيه ، وفنّد آراء المشبّهة والمجسّمة والمجبّرة والمفوّضة والغلاة .

خامسا : حقن دماء أهل البيت ( عليهم السّلام )

من مكتسبات قبول ولاية العهد من قبل الإمام ( عليه السّلام ) هو حقن دماء أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، فقد قام المأمون تقربا للإمام ( عليه السّلام ) باعلان العفو العام عن جميع قادة الثورات ، ومنهم زيد أخو الإمام ( عليه السّلام ) وإبراهيم ، ومحمد بن جعفر ، واردف العفو بتنصيب بعضهم ولاة في بعض الأمصار ، فكانت خير فرصة لهم للقيام باصلاح الأوضاع بصورة سلمية هادئة ، وخير فرصة لإعادة بناء القاعدة الشعبية الموالية لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وتنظيم صفوفها ، والاستفادة من الامكانيات المتاحة لتطوير الحركة الرسالية ، ولولا قبول الإمام ( عليه السّلام ) بولاية العهد لسفكت دماء كثيرة قبل أن تؤدّي دورها ومسيرتها في داخل الأمة ، فقد جاء قبول الإمام ( عليه السّلام ) في وقت كان خط أهل البيت ( عليهم السّلام ) بحاجة إلى قسط من التفرّغ للعمل الرسالي السلمي بعيدا عن شهر السلاح الذي يكلّف كثيرا ويربك الأوضاع الداخلية له .

 

[1] بحار الأنوار : 49 / 210 ، عن كتاب : نديم الفريد ، لابن مسكويه .

[2] العقد الفريد : 5 / 358 - 359 .

[3] مروج الذهب : 3 / 441 ، وفي الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشر عند الإمامية المنشور باسم :

الأئمة الاثنا عشر لابن طولون : 97 .

[4] تذكرة الخواص : 320 عن كتاب الأوراق للصولي .

[5] تذكرة الخواص : 319 وتاريخ الخلفاء : 247 .

[6] مناقب آل أبي طالب : 4 / 352 .

[7] الاحتجاج ، الطبرسي : 2 / 419 .

[8] عيون أخبار الرضا : 1 / 179 - 191 .

[9] الاحتجاج ، الطبرسي : 2 / 423 .

[10] الاحتجاج : 2 / 436 .

[11] عيون أخبار الرضا : 1 / 191 . راجع جملة من هذه الاحتجاجات في الفصل الثالث من الباب الرابع من الكتاب .

[12] كشف اليقين ، العلّامة الحلي : 17 .

[13] بحار الأنوار : 28 / 111 .

[14] فرائد السمطين : 1 / 90 .

[15] سورة فاطر ( 35 ) : 32 .

[16] عيون أخبار الرضا : 1 / 228 - 240 ، وفي تحف العقول : 425 - 436 .

[17] بحار الأنوار : 68 / 263 ، ح 20 .

[18] الاحتجاج ، الطبرسي : 2 / 441 - 442 .

[19] عيون أخبار الرضا : 1 / 213 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.