أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-02-2015
3361
التاريخ: 20-10-2015
3144
التاريخ: 20-4-2016
9736
التاريخ: 13-3-2019
2568
|
لما توجه (عليه السلام) إلى صفين و احتاج أصحابه إلى الماء فالتمسوه يمينا و شمالا فلم يجدوه فعدل بهم أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الجادة قليلا فلاح لهم دير في البرية فسار و سأل من فيه عن الماء فقال بيننا و بين الماء فرسخان وما هنا منه شيء.
وإنما يجلب لي من بعد و أستعمله على التقتير و لو لا ذلك لمت عطشانا .
فقال أمير المؤمنين اسمعوا ما يقول الراهب فقالوا تأمرنا أن نسير إلى حيث أومأ إلينا لعلنا ندرك الماء وبنا قوة .
فقال (عليه السلام) لا حاجة بكم إلى ذلك ولوى عنق بغلته نحو القبلة و أشار إلى مكان بقرب الدير أن اكشفوه فكشفوه فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع .
فقالوا يا أمير المؤمنين هنا صخرة لا تعمل فيها المساحي .
فقال هذه الصخرة على الماء فاجتهدوا في قلعها فإن زالت عن موضعها وجدتم الماء فاجتمع القوم و راموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا و استصعبت عليهم .
فلما رأى ذلك لوى رجله عن سرجه و حسر عن ساعده و وضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحركها و قلعها بيده و دحا بها أذرعا كثيرة فظهر لهم الماء فبادروه و شربوا فكان أعذب ماء شربوه في سفرهم و أبرده و أصفاه .
فقال تزودوا و ارتووا ففعلوا ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده و وضعها حيث كانت و أمر أن يعفى أثرها بالتراب و الراهب ينظر من فوق ديره فنادى يا قوم أنزلوني فأنزلوه فوقف بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام) فقال يا هذا أنت نبي مرسل قال لا قال فملك مقرب قال لا قال فمن أنت قال أنا وصي رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين .
قال ابسط يدك على يدي أسلم على يدك فبسط أمير المؤمنين يده .
وقال له اشهد الشهادتين .
فقال أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله و أشهد أنك وصي رسول الله و أحق الناس بالأمر من بعده فأخذ عليه شرائط الإسلام وقال له ما الذي دعاك إلى الإسلام بعد إقامتك على دينك طول المدة .
فقال يا أمير المؤمنين إن هذا الدير بني على طلب قالع هذه الصخرة و مخرج الماء من تحتها و قد مضى على ذلك عالم قبلي لم يدركوا ذلك فرزقنيه الله عز و جل إنا نجد في كتبنا و نأثر على علمائنا أن في هذا الموضع عينا عليها صخرة عظيمة لا يعرفها إلا نبي أو وصي نبي و أنه لا بد من ولي الله يدعو إلى الحق آيته معرفة مكان هذه الصخرة و قدرته على قلعها و لما رأيتك قد فعلت ذلك تحققت ما كنا ننتظره و بلغت الأمنية و أنا اليوم مسلم على يدك و مؤمن بحقك و مولاك .
فلما سمع أمير المؤمنين ذلك بكى حتى اخضلت لحيته من الدموع و قال الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكورا ثم دعا الناس فقال اسمعوا ما يقول أخوكم المسلم فسمعوا و حمدوا الله و شكروه إذ ألهمهم أمير المؤمنين ( عليه السلام) و سار و الراهب بين يديه و قاتل معه أهل الشام و استشهد فتولى أمير المؤمنين الصلاة عليه و دفنه و أكثر من الاستغفار له وكان إذا ذكره يقول ذاك مولاي.
وفي هذا الخبر ضروب من المعجز أحدها علم الغيب و القوة التي خرق بها العادة و تميزه بخصوصيتها من الأنام مع ما فيه من ثبوت البشارة به في كتب الله الأولى و في ذلك يقول إسماعيل بن محمد الحميري المعروف بالسيد في قصيدته البائية :
ولقد سرى فيما يسير بليلة بعد العشاء بكربلاء في موكب
حتى أتى متبتلا في قائم ألقى قواعده بقاع مجدب
فدنا فصاح به فأشرف ماثلا كالنسر فوق شظية من مرقب
هل قرب قائمك الذي بوأته ماء يصاب فقال ما من مشرب
إلا بغاية فرسخين و من لنا بالماء بين نقا وقي سبسب
فثنى الأعنة نحو وعث فاجتلى ملساء تلمع كاللجين المذهب
قال اقلبوها إنكم إن تقلبوا ترووا ولا تروون إن لم تقلب
فاعصوصبوا في قلبها فتمنعت عنهم تمنع صعبة لم تركب
حتى إذا أعيتهم أهوى لها كفا متى يرد المغالب تغلب
فكأنها كرة بكف حزور عبل الذراع دحا بها في ملعب
فسقاهم من تحتها متسلسلا عذبا يزيد على الألذ الأعذب
حتى إذا شربوا جميعا ردها ومضى فخلت مكانها لم يقرب.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|