المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لا تدفعوه نحو التمرد  
  
2060   02:41 مساءً   التاريخ: 25-11-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : .....
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

ينبغي للاب ان يمتنع عن دفع ولده نحو التمرد والعصيان، اذ يعتبر هذا بحد ذاته سببا لانحرافه وابتعاده عن والده وزوال فرصة البناء. وقد يتساءل البعض : هل يوجد في الاباء من يقدم على هذا العمل فيدفع ولده نحو التمرد والعصيان؟

نقول ومع الاسف الشديد نعم ، فثمة اباء يجبرون اولادهم بشكل غير مباشر على العصيان والتمرد والانحراف، وهذا ما يمكن ان يحدث بصور مختلفة وذرائع متعددة. فمثلا يجبرونهم على القيام بعمل لا يملكون القدرة على ادائه، او انهم يطالبونهم بأمور لا يتمكنون من انجازها، او يتصرفون معهم بصورة تثير الدهشة فلا يناسب ذلك شانهم وشخصياتهم.

وفي هذه الحالات نرى ان الولد يلجأ إلى العصيان ويسلك طريق التمرد. ويصدق بشان هؤلاء الاباء هذا الاعتراض وهو لماذا دفعوا ابنائهم إلى هذا العمل فقد ورد عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) انه لعن مثل هؤلاء الوالدين.

ينبغي على الاب ان يسلك مع ولده سلوكاً يشوقهم لطاعة اوامره، بل ان يشعروا بالفائدة المشتركة مع الاب فيما لو طبقوا تعليماته.

ولا بد ان تكون الاوامر والنواهي بصورة لا يضطر الطفل معها إلى العناد فيقف بوجهها.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.