المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Contorl of Protein Levels
29-10-2016
القسم
23-12-2014
أكرام الله تعالى لأمير المؤمنين (عليه السلام)
7-01-2015
أنماط التساؤلات في الاستبيان
3-4-2022
Biological Evolution Began More Than Three and a Half Billion Years Ago
25-7-2016
معنى الظهار في القرآن
2023-05-20


لماذا يلتزم الشيعة بالسجود على التربة الحسينية من أرض كربلاء ؟  
  
3470   03:52 مساءً   التاريخ: 23-11-2017
المؤلف : الشيخ عبد الوهاب الكاشي .
الكتاب أو المصدر : مأساة الحسين (عليه السلام) بين السائل والمجيب
الجزء والصفحة : ص155-158.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

 هذا السؤال كثيراً ما يوجه إلى الشيعة من قبل مخالفيهم منذ القدم وإلى الآن وقد لا يحصل المتسائلون على الجواب الشافي والردّ المقنع الصحيح ؛ لأنّ المسؤولين عن هذا السؤال قد لا يكونون من أهل العلم والاختصاص ؛ وطبيعي أن التعرّف على تقاليد الاُمّة وعادات الطائفة يجب أن يكون عن طريق علمائها وكتب عقائدها : {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189] .

والحقيقة هي : إنّ الشيعة لا يلتزمون بالسجود على التربة الحسينية بالخصوص بل يلتزمون بالسجود على التربة الطبيعية مطلقاً من أيّ مكان كانت ؛ سواء من أرض كربلاء أو من أيّ أرض في العالم بشرط أن تكون التربة طاهرة من النجاسة ونظيفة من الأوساخ وطبيعية أوّلية يعني غير مفخورة مثل : الخزف والسمنت والجص وما شاكل .

فإذا لم تحصل هذه التربة بهذه الشروط حينئذ يجوّزون السجود على ما تنبته التربة من أنواع النباتات والأخشاب وأوراق الأشجار ممّا لا يؤكل ولا يلبس عادة .

فالمأكول من النبات كالفواكه والخضر وما شاكلها التي يأكل منها الإنسان عادة وعرفاً لا يصح السجود عليها وكذلك الأعشاب التي يصنع منها بعض الملبوسات عادة كالحرير الصناعي والقطن مثلاً .

فأقول : إنّ الشيعة لا يلتزمون بالسجود على التربة الحسينية وإنّما يفضلون ويرجّحون السجود عليها فقط حيث يتيسّر لهم السجود عليها .

وإليك الآن الأدلّة التي يستندون إليها في ذلك الالتزام وهذا التفضيل :

أمّا وجوب السجود على الأرض الطبيعية ؛ فلقول الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في الحديث المتواتر بين المسلمين : جُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً  .

فالأرض لغة ـ وحسب مفهومها الحقيقي ـ : هي التراب أو الرمل أو الحجر الطبيعي دون المعادن كالذهب والفضة والفحم الحجري وسائر الأحجار الكريمة وغيرها كالجص والإسمنت والآجر وكلّ المفخورات الاُخرى ولا يعدل عن هذا المعنى الحقيقي إلى غيره إلاّ بقرينة صارفة واضحة ولا يوجد في الحديث مثل تلك القرينة .

وكلمة (مسجد) تعني مكان السجود ، والسجود لغة : هو وضع الجبهة على الأرض تعظيماً . وهذا هو معناه الحقيقي الذي لا يعدل عنه إلاّ بقرينة لفظية أو معنوية كما في بعض الآيات الكريمة التي جاء فيها كلمة سجود أو مشتقاتها بمعنى الطاعة والانقياد أو مطلق التعظيم والاحترام مثل قوله تعالى : {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4] ، وقوله تعالى : {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الرعد: 15] , وفي غيرها : {يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ ... } [الحج: 18]إلى غير ذلك .

( وطهوراً ) أي مطهّراً : فالأرض الطبيعية تطهّر الإنسان من الحدث عند فقد الماء بالتيمم . قال تعالى : {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا } [النساء: 43] أي طاهراً .

والصعيد وجه الأرض مطلقاً أو التراب الخالص كما أنّ الأرض تطهّر أيضاً من الخبث كلّ ما لامسها مثل : الإناء الذي ولغ فيه الكلب فإنّه يعفّر بالتراب سبعاً وباطن الخف إذا مشي به الإنسان على الأرض الطبيعية وباطن القدم كذلك وطرف العصا الملامس للأرض وما يشبه ذلك .

فعلى ضوء هذا الحديث يعرف أن السجود لا يصح إلاّ على الأرض الطبيعية الفطرية حسب معناها اللغوي والحقيقي وذلك بوضع الجبهة عليها مباشرة بدون حائل بينها وبين الجبهة .

نعم هذا هو الفرض الإسلامي بالنسبة إلى السجود ولكن بما أنّ الأرض الطبيعية الطاهرة النظيفة قد لا تتيّسر للسجود في بعض الأمكنة مثل البيوت والمساجد التي غُطي أرضها بالرخام المفخور أو الإسمنت أو ما شاكل ذلك أو التي فرش أرضها بالسجاد أو البسط الصوفية أو القطنية أو ما شابهها ممّا لا يصح السجود عليها ؛ لذلك اتّخذ الشيعة أقراصاً من التراب الخالص الطاهر يصنعونها للسجود عليها طاعة لله تعالى وامتثالاً للفرض .

فهذه الأقراص التي يسجد الشيعة عليها ما هي إلاّ جزء من الأرض الطاهرة الطبيعية أُعدت للسجود فقط ؛ تسهيلاً لأداء الفرض الأولي فهل تجد في ذلك خلافاً أو منافاة للكتاب والسنة الشريفة ؟!

أترى أيّها القارئ الكريم أنّ السجود على الفرش التي تحت الأقدام والأرجل أحسن من السجود على قطعة طاهرة نظيفة من الأرض التي لم يلامسها شيء سوى جبهة المصلّي فقط ؟

الجواب : طبعاً كلاّ ثمّ كلاّ .

إنّ الشيعة بعملهم هذا يجمعون بين أداء الفرض وهو السجود على الأرض الطبيعية وبين مراعاة النظافة التي هي من لوازم الإيمان وسمات المؤمن .

وأمّا تفضيل الشيعة لتربة الحسين (عليه السّلام) على غيرها من الأرض ؛ فلأنّها ـ أي تربة الحسين (عليه السّلام) ـ رمز عمق الدلالة على أقدس بقعة وأطهر تربة حيث جرى عليها أقدس تضحية في تاريخ بني الإنسان في سبيل الحفاظ على الصلاة وإقامتها بل في سبيل الدين وبقائه .

إنّ تربة الحسين تذكّر المصلّي بعظم أهمية الصلاة في الإسلام ومدى تأكّد وجوبها على الإنسان ذلك الوجوب الذي لا يسقط عن المسلم بحال إلاّ نادراً .. ؛ لأنّ الحسين (عليه السّلام) أقامها في أحرج المواقف وأدّاها في أشدّ الحالات .

فصلى صلاة الظهر عند الزوال يوم عاشوراء في ميدان القتال وساحة الحرب حيث الأعداء يحيطون به من كلّ جانب يرمونه بالسهام وأصحابه تُصرع من حوله ولو لم يقف رجلان من أصحابه أمامه وهما سعيد بن عبد الله الحنفي وزهير بن القين اللذان وقفا أمامه يدرآن عنه سهام القوم لما استطاع الحسين (عليه السّلام) أن يكمل صلاته ولصرع في أثنائها كما صرع بعض أصحابه فيها منهم : سعيد بن عبد الله الذي سقط إلى الأرض صريعاً وقد أصابه ثلاثة عشر سهم فأيّ عمل يمكن أنْ يعبّر عن أهميّة الصلاة ويؤكّد وجوب أدائها على المسلم مهما كانت الظروف والأحوال مثل هذا العمل الذي قام به الحسين (عليه السّلام) ؟

هذا بالإضافة إلى ما يمكن أنْ يستوحيه المصلّي أثناء صلاته من ذكرى الحسين (عليه السّلام) من معاني جمّة وعظيمة منها مثلاً تصوّر عظمة الإسلام وأهميّة الدين بشكل عام حيث دفع الحسين (عليه السّلام) ثمن بقائه وصيانته غالياً جدّاً فكشف (عليه السّلام) بذلك عن حقيقة أنّ الدين أثمن وأغلا وأفضل من كلّ ما في الحياة والوجود وهو أولى بالبقاء من كلّ شيء ؛ سواء في مقام دوران الأمر بين بقائه أو بقاء غيره فالغير أولى بالتضحية به لأجل بقاء الدين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.