إن المقصود بالجغرافية التطبيقية : هو ذلك التوجه العملي الذي لازَم الجغرافيا ودأَبت على السيْر في نَهجه منذ أن ظهرت كفرعٍ معرفي مستقل بذاته، ويرتكز هذا التوجه العملي على الفهم الشمولي والدقيق للمحيط الخارجي للإنسان؛ بهدف المساهمة في معالجة قضايا التنمية، وإعداد وتدبير هذا المحيط⁽¹⁾, يرى أحد الباحثين أن الجغرافيا التطبيقية تهتم بتنمية المعرفة النفعية للجغرافيا في المجالات المختلفة، وتنقسم بدورها إلى فروع؛ مثل: صناعة الخرائط، والتخطيط الإقليمي، وجغرافية التنمية⁽²⁾.

وبالنسبة للمغرب، وبالرغم مما حدث من تطور نوعي وكمِّي في الإنتاج الجغرافي، فإنه ما زال هذا الإنتاج العلمي يُقابَل بالتشكيك في هُويَّته ومنطلقاته من طرَف بعض الإداريين والتقنيين، أو بنظرة سلبية تُعنَى بتلقين مجموعة من المعارف والأفكار حول الخصائص الطبيعية والبشرية لمختلف البلدان والأقاليم، والغاية منها تزويد المتعلم بهذه الأفكار؛ قصْد الاطلاع على العالم من حوله في إطار التحضير لمزاولة مهنة التدريس، أو من أجل الثقافة العامة⁽³⁾.

_____________

(1) المختار الأكحل؛ الجغرافيا التطبيقية بالمغرب: الحصيلة والآفاق، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات رقم 122، ط 1، 2005، ص 15.

(2) فتحي محمد مصيلحي؛ الجغرافيا البشرية بين نظرية المعرفة وعلم المنهج الجغرافي، ط2، 1994، توزيع الأهرام، ص 18.

(3) المختار الأكحل؛ نفس المرجع، ص 15.