المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مرحلة الولادة  
  
2467   10:35 صباحاً   التاريخ: 28-10-2017
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص207-209
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 2183
التاريخ: 13-9-2018 2085
التاريخ: 23-9-2018 1616
التاريخ: 10-1-2016 3168

هي المرحلة التالية لمرحلة الحمل مباشرة , ويجب على المرأة في اول المخاض ان تخلو مع النساء , ولا يجوز لاحد من الرجال الدخول عليها اثناء المخاض مع الاختيار , ويجوز عند الضرورة ان يقوم الرجل بإجراء عملية الولادة لها ان عجزت النساء عن ذلك , ويستحب على القابلة ان تأخذ الوليد وتمسح عنه الدم , وتحنكه بماء الفرات , او بماء عذب ان لم تجد ماء الفرات , ويستحب لها ان تحنكه بالعسل المخلوط مع الماء , او التحنيك بتربة الامام الحسين (عليه السلام) , ويستحب على الوالدين ان يسمعا الوليد اسم الله تعالى بالآذان في اذنه اليمنى، والاقامة في اذنه اليسرى , عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ):( من وُلِدَ له مولود فليؤذن في اذنه اليمنى باذان الصلاة، وليقم في اليسرى فإنها عصمة من الشيطان الرجيم)(1) , ويستحب تسمية الوليد بأحسن الاسماء , وليس ثمة اسم احسن من اسم محمد , فهو اسم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) , وكان الائمة من اهل البيت (عليهم السلام) يحثون المسلمين على تسمية ابنائهم وبناتهم بالأسماء التالية :(عبد الرحمن وباقي اسماء العبودية لله ولأصفيائه محمد , احمد , علي , حسن , حسين , جعفر, طالب, فاطمة, وخديجة, وزينب )(2), واستحباب الاسم الحَسَن مقدمة لتحصين الوليد من السخرية والاستهزاء في كبره , لان الاسماء غير الحسنة تستهجن من قبل المجتمع , اضافة الى ذلك فان الاسماء الحسنة كأسماء الانبياء والائمة والاولياء تجعل الطفل مرتبطا بهم في سلوكه ومواقفه , وهو في نفس الوقت نوع من التبرك بأفضل اسماء الشخصيات التي لها دور كبير في ارشاد الانسانية وتقويمها , ويستحب في اليوم السابع من الولادة ان تثقب اذن الوليد , ويحلق شعر راسه .

ثم يجفف ويتصدق بزنته ذهبا او فضة , ويختن في هذا اليوم , ويعق عنه بشاة سمينة , يعطى للقابلة منها الرجل بالورك ويفرّق باقي اللحم على الفقراء والمساكين , ويعق عن الذكر بذكر من الغنم , وعن الانثى بأنثى منها , قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام): (يسمى في اليوم السابع , ويعق عنه , ويحلق راسه , ويتصدق بوزن شعره فضة , ويبعث الى القابلة بالرِجل مع الورك ويطعم منه ويتصدق)(3) وفي رواية عنه (عليه السلام ) قال:( واحلق راسه يوم السابع  وتصدق بوزن شعره ذهبا او فضة )(4) , ولهذه المستحبات دور كبير في تعميق الاواصر الاجتماعية بالتصدق على الفقراء واطعام المحتاجين والمساكين , ولها اثار نفسية حسنة للطفل حينما يترعرع , ويفهم اعتناء الوالدين به في ولادته , اضافة الى الذكرى الحسنة عند من وصلته تلك الصدقة وتلك العقيقة , حيث يكون عندهم محل احترام وتقدير .

___________

1ـ الكافي 6 :24 .

2- راجع الكافي 6 : 19 .

3- الكافي 6 : 29 .

4- المصدر السابق : 28 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.