المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02

العوامل البيئية الملائمة لزراعة البرقوق
2023-10-22
سياسة يوستنيانوس الداخلية.
2023-10-06
English in Belfast
2024-02-20
تقديم طواف الحج وسعيه ، وطواف النساء
14-8-2017
Paul Joseph Kelly
4-1-2018
باب من الألف واللام يكون فيه المجاز
2024-09-08


ضرب الأولاد بين الحرمة والجواز  
  
2022   12:57 مساءً   التاريخ: 7-10-2017
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص46-48
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-5-2018 3205
التاريخ: 12-1-2016 1857
التاريخ: 6-6-2022 1967
التاريخ: 24-2-2021 2687

قال النبي (صلى الله عليه وآله) : الولد سيد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين , فإن رضيت أخلاقه لإحدى وعشرين وإلا فاضرب على جنبه فقد أعذرت الى الله تعالى (1) .

لقد ورد في هذه الرواية دون بقية الروايات تعبير (فإن رضيت أخلاقه لإحدى وعشرين وإلا فاضرب على جنبه) وهو مشعر بجواز ضرب الولد في سنّ الواحد والعشرين إذا لم يتأدب وتخلق بأخلاق الإسلام , فإن ضممنا الى ذلك ما يدل على جواز الضرب دون هذا السن مع ملاحظة الروايات التربوية لخرجنا بالنتائج التالية :

أولاً : أن الضرب هو آخر العلاج .

ثانياً : إن الضرب بعد استنفاد جميع وسائل التربية والعناية والاهتمام والرحمة والإحسان وبقية الحقوق التي تقدمت عن أهل البيت (عليهم السلام) .

ثالثاً : إن لفضة (فاضرب جنبه) كناية عن الضرب الذي لا يؤثر على البدن بالاحمرار أو الاخضرار أو الاسوداد وإلا فإنه يوجب الدية والتي تتضاعف في الرأس كما سوف يأتي معنا .

وفي رواية أخرى قال بعضهم : شكوت الى أبي الحسن موسى (عليه السلام) ابناً لي ,فقال : (لا تضربه واهجره ولا تطل) (2) .

قال الشيخ محمد تقي الفلسفي : في هذا الحديث نجد أن الإمام يمنع من ضرب الطفل بصراحة ، مستفيداً من العقوبة العاطفية بدلا من العقوبة البدنية. فالأب هو الملجأ الوحيد للطفل ومعقد آماله،  وإن هجره للولد أكبر عقوبة روحية ومعنوية , إنه (عليه السلام) يطلب من الوالد أن يهجر الولد ولكنه سرعان ما يوصيه بعدم طول مدة الهجر , ذلك أنه إذا كان لهجر الوالد أثر عميق في روح الطفل فإن طول مدته يبعث على تحطيم روحيته وإذا كان أثر هذا الهجر ضعيفا فإن شخصيته الوالد ستصغر في نظر الطفل لطول مدة الهجر وسوف لا يكون لتألم الوالد أثر أصلا

(إن للعقوبات التي ترجح فيها العاطفة والأخلاقية على الوسائل المادية تأثيرا كبيرا , ففي مثل هذه العقوبات بدلا من أن يحرم الطفل من الماديات يجب السعي للتأثير في قلبه ونفسه ووجدانه وعزته وغروره , فإن لم ترتبط المحروميات المادية مع مشاعرة وعواطفه فإنها تفقد طابع العقوبة)(3) .

وفي هذا الصدد يقول الإمام علي (عليه السلام): (إن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب)(4)(5). وإن كان هذا المضمون ناظرا إلى العقلاء لا الأطفال إلا أنه يعطي الصورة العامة عن الضرب بنظر الإسلام العزيز .

وعليه فكثير من ضرب الأطفال في السنوات الأولى كما يفعله الكثير من الآباء والأمهات أمر خارج عن الشرع وعليهم الإقلاع عنه الى الأساليب الأخرى .

ووردت بعض الروايات تجيز الضرب الخفيف , فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال :

(مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين واضربوهم على تركها إذا بلغوا تسعا)(6).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (أدب صغار بيتك بلسانك على الصلاة والطهور , فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثا)(7) .

فهذا الضرب إن جاز فهو عند ترك الواجبات المهمة , وذلك بعد الموعظة والتنبيه , على أنه بكمية وعدد قليل لكي لا يعد انتقاما هذا مع الاحتراز عن موجبات الدية .

_______________

1ـ مكارم الأخلاق : 207 , الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم , في فضل الأولاد .

2- عدة الداعي : 61 , وبحار الأنوار للمجلسي : 101/99 . ومعنى الهجر : إظهار عدم الرضا بأعماله وعدم الاعتناء إليه ضمن الهدف .

3- جه ميدانيم ؟ تربيت أطفال دشوار : 94 .

4- غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص108 طبعة النجف الأشرف .

5- الطفل بين الوراثة والتربية – الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/ المحاضرة الخامسة عشرة.

6- مستدرك الوسائل 2: 624.

7- تنبه الخواطر , لورّام بن أبي فراس : 390 – دار التعارف بدون تاريخ.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.