أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-5-2018
3205
التاريخ: 12-1-2016
1857
التاريخ: 6-6-2022
1967
التاريخ: 24-2-2021
2687
|
قال النبي (صلى الله عليه وآله) : الولد سيد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين , فإن رضيت أخلاقه لإحدى وعشرين وإلا فاضرب على جنبه فقد أعذرت الى الله تعالى (1) .
لقد ورد في هذه الرواية دون بقية الروايات تعبير (فإن رضيت أخلاقه لإحدى وعشرين وإلا فاضرب على جنبه) وهو مشعر بجواز ضرب الولد في سنّ الواحد والعشرين إذا لم يتأدب وتخلق بأخلاق الإسلام , فإن ضممنا الى ذلك ما يدل على جواز الضرب دون هذا السن مع ملاحظة الروايات التربوية لخرجنا بالنتائج التالية :
أولاً : أن الضرب هو آخر العلاج .
ثانياً : إن الضرب بعد استنفاد جميع وسائل التربية والعناية والاهتمام والرحمة والإحسان وبقية الحقوق التي تقدمت عن أهل البيت (عليهم السلام) .
ثالثاً : إن لفضة (فاضرب جنبه) كناية عن الضرب الذي لا يؤثر على البدن بالاحمرار أو الاخضرار أو الاسوداد وإلا فإنه يوجب الدية والتي تتضاعف في الرأس كما سوف يأتي معنا .
وفي رواية أخرى قال بعضهم : شكوت الى أبي الحسن موسى (عليه السلام) ابناً لي ,فقال : (لا تضربه واهجره ولا تطل) (2) .
قال الشيخ محمد تقي الفلسفي : في هذا الحديث نجد أن الإمام يمنع من ضرب الطفل بصراحة ، مستفيداً من العقوبة العاطفية بدلا من العقوبة البدنية. فالأب هو الملجأ الوحيد للطفل ومعقد آماله، وإن هجره للولد أكبر عقوبة روحية ومعنوية , إنه (عليه السلام) يطلب من الوالد أن يهجر الولد ولكنه سرعان ما يوصيه بعدم طول مدة الهجر , ذلك أنه إذا كان لهجر الوالد أثر عميق في روح الطفل فإن طول مدته يبعث على تحطيم روحيته وإذا كان أثر هذا الهجر ضعيفا فإن شخصيته الوالد ستصغر في نظر الطفل لطول مدة الهجر وسوف لا يكون لتألم الوالد أثر أصلا
(إن للعقوبات التي ترجح فيها العاطفة والأخلاقية على الوسائل المادية تأثيرا كبيرا , ففي مثل هذه العقوبات بدلا من أن يحرم الطفل من الماديات يجب السعي للتأثير في قلبه ونفسه ووجدانه وعزته وغروره , فإن لم ترتبط المحروميات المادية مع مشاعرة وعواطفه فإنها تفقد طابع العقوبة)(3) .
وفي هذا الصدد يقول الإمام علي (عليه السلام): (إن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب)(4)(5). وإن كان هذا المضمون ناظرا إلى العقلاء لا الأطفال إلا أنه يعطي الصورة العامة عن الضرب بنظر الإسلام العزيز .
وعليه فكثير من ضرب الأطفال في السنوات الأولى كما يفعله الكثير من الآباء والأمهات أمر خارج عن الشرع وعليهم الإقلاع عنه الى الأساليب الأخرى .
ووردت بعض الروايات تجيز الضرب الخفيف , فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال :
(مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين واضربوهم على تركها إذا بلغوا تسعا)(6).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (أدب صغار بيتك بلسانك على الصلاة والطهور , فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثا)(7) .
فهذا الضرب إن جاز فهو عند ترك الواجبات المهمة , وذلك بعد الموعظة والتنبيه , على أنه بكمية وعدد قليل لكي لا يعد انتقاما هذا مع الاحتراز عن موجبات الدية .
_______________
1ـ مكارم الأخلاق : 207 , الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم , في فضل الأولاد .
2- عدة الداعي : 61 , وبحار الأنوار للمجلسي : 101/99 . ومعنى الهجر : إظهار عدم الرضا بأعماله وعدم الاعتناء إليه ضمن الهدف .
3- جه ميدانيم ؟ تربيت أطفال دشوار : 94 .
4- غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص108 طبعة النجف الأشرف .
5- الطفل بين الوراثة والتربية – الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/ المحاضرة الخامسة عشرة.
6- مستدرك الوسائل 2: 624.
7- تنبه الخواطر , لورّام بن أبي فراس : 390 – دار التعارف بدون تاريخ.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|