المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

بعض الخصائص النوعية لعسل السنط (الأكاسيا)
27/10/2022
أفكار تصميمية شكل رقم (4)
15-8-2021
«أكثر تعقيدًا من المنظومة البطلمية»
2023-09-12
Ligand field theory
14-9-2016
Robertson,s Apex Graph
6-4-2022
tRNAs Are Processed from Longer Precursors
29-5-2021


رؤيا العباس عم النبي (صلى الله عليه واله)  
  
7304   11:22 صباحاً   التاريخ: 13-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص 41.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / الولادة والنشأة /

روى الصدوق في (الاكمال) بأسناد معتبر عن ابن عباس، قال : سمعت ابي العباس يحدث، قال : ولد لعبد المطلب عبدالله، فرأينا في وجهه نورا يزهر كنور الشمس.

فقال أبي : ان لهذا الغلام شانا عظيما، قال : فرأيت في منامي انه خرج من منخره طائر ابيض فطار فبلغ المشرق والمغرب، ثم رجع راجعا حتى سقط على بيت الكعبة فسجدت له قريش كلها، فبينما الناس يتأملونه اذ صار نورا بين السماء والارض، وامتد حتى بلغ المغرب والمشرق، فلما انتبهت سالت كاهنة بني مخزوم فقالت : يا عباس، لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعا له، قال أبي : فأهمني أمر عبدالله الى ان تزوج بآمنة، وكانت من أجمل نساء قريش، واتمهن خلقا.

فلما مات عبدالله وولدت امنة رسول الله (صلى الله عليه واله) اتيته فرأيت النور بين عينيه يزهر، فحملته وتفرست في وجهه فوجدت منه ريح المسك، وصرت وكأني قطعة مسك من شدة ريحي، فحدثتني امنة وقالت لي : انه لما اخذني الطلق، واشتد بي الامر سمعت جلبة أي اصواتا عظيمة وكلاما لا يشبه كلام الادميين، ورايات علما من سندس على قضيب من ياقوت قد ضرب بين السماء والارض، ورايت نورا يسطع من راسه حتى بلغ السماء، ورأيت قصور الشامات كأنها شعلة من نار نورا، ورايت حولي من القطا امرا عظيما وقد نشرت اجنحتها حولي، ورايت شعيرة الاسدية قد مرت وهي تقول : امنة ما لقيت الكهان والاصنام من ولدك؟ ورايت رجلا شابا من اتم الناس طولا، واشدهم بياضا، واحسنهم ثيابا، ما ظننته الا عبدالمطلب، قد دنا مني، فاخذ المولود فتفل في فيه، ومعه طشت من ذهب مضروب بالزمرد، ومشط من ذهب، فشق بطنه شقا ثم اخرج قلبه فشقه، فأخرج منه نكتة سوداء فرمى بها، ثم اخرج صرة من حريرة خضراء ففتحها، فاذا فيها كالذريرة البيضاء، فحشاه، ثم رده الى ما كان، ومسح على بطنه واستنطقه فنطق، فلم افهم ما قال، الا انه قال : في أمان الله وحفظه وكلاءته، قد حشرت قلبك ايمانا وعلما وحلما ويقينا وعقلا وشجاعة، أنت خير البشر, طوبى لمن اتبعك، وويل لمن تخلف عنك، ثم اخرج صرة اخرى من حريرة بيضاء ففتحها فاذا فيها خاتم، فضرب على كتفيه، ثم قال : أمرني ربي ان انفخ فيك من روح القدس، فنفخ فيه وألبسه قميصا، وقال : هذا امانك من افات الدنيا، فهذا ما رأيت يا عباس بعيني.

قال العباس : وانا يومئذ اقرا، فكشفت عن ثوبه فاذا خاتم النبوة بين كتفيه، فلم ازل اكتم شانه، وانسيت الحديث فلم أذكره الى يوم اسلامي حتى ذكرني رسول الله (صلى الله عليه واله).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.