المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

معنى كلمة ونى
15-2-2016
صالح بن محمد البرغاني القزويني
29-11-2017
الطريق الذي يؤدّي إلى السعادة
28-12-2019
النقل النهري
11-8-2022
محاضرة عن السنن التاريخية في القران الكريم
14-06-2015
اقامة الحدود
5-4-2019


ولادة الزهراء وكيفية حملها  
  
6157   02:44 مساءً   التاريخ: 12-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص185-188.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / الولادة والنشأة /

 

روى اكثر العلماء و الشيخ الطوسي في المصباح ان ولادة تلك المخدرة تصادف العشرين من شهر جمادى الآخرة، و قيل في يوم الجمعة لسنتين بعد المبعث و قيل في السنة الخامسة من البعثة.

وقال العلامة المجلسي في حياة القلوب: روى صاحب العدد انّ فاطمة الزهراء (عليها السّلام)ولدت في السنة الخامسة من البعثة من خديجة (رضي اللّه عنها).

اما كيفية حملها: فقد روي انّه بينا النبي (صلّى اللّه عليه و آله) جالس بأبطح و معه عمار بن ياسر و المنذر بن الضحضاح و أبو بكر و عمر و عليّ بن ابي طالب (عليه السّلام)و العباس بن عبد المطلب و حمزة بن عبد المطلب، اذ هبط عليه جبرئيل (عليه السّلام)في صورته العظمى و قد نشر أجنحته حتى أخذت من المشرق الى المغرب، فناداه يا محمد، العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام و هو يأمرك أن تعتزل عن خديجة أربعين صباحا.

فأقام النبي (صلّى اللّه عليه و آله) أربعين يوما يصوم النهار و يقوم الليل، حتى اذا كان في آخر ايامه تلك بعث الى خديجة بعمار بن ياسر و قال: قل لها يا خديجة لا تظنّي انّ انقطاعي عنك هجرة و لا قلى‏ ، و لكن ربي عز و جل أمرني بذلك لينفذ أمره، ... فاذا جنّك الليل‏ فاجيفي‏  الباب و خذي مضجعك من فراشك فاني في منزل فاطمة بنت اسد (رضي اللّه عنها).

فجعلت خديجة تحزن في كل يوم مرارا لفقد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فلمّا كان في كمال الاربعين هبط جبرئيل (عليه السّلام)فقال: يا محمد العليّ الأعلى يقرئك السلام و هو يأمرك أن تتأهّب لتحيته و تحفته، ثم هبط ميكائيل (عليه السّلام)و معه طبق مغطّى بمنديل سندس، فوضعه بين يدي النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و أقبل جبرئيل على النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و قال: يا محمد يأمرك ربك أن تجعل الليلة افطارك على هذا الطعام.

فقال عليّ بن ابي طالب عليه السّلام: كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) اذ أراد أن يفطر أمرني أن أفتح الباب لمن يريد الى الافطار، فلمّا كان في تلك الليلة أقعدني النبي (صلّى اللّه عليه و آله) على باب المنزل و قال: يا ابن ابي طالب انّه طعام محرم الّا عليّ.

قال علي عليه السّلام: فجلست على الباب و خلا النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بالطعام و كشف الطبق فاذا غذق من رطب و عنقود من عنب، فأكل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) منه شبعا و شرب من الماء ريّا و مدّ يده للغسل فأفاض الماء عليه جبرئيل و غسل يده ميكائيل و تمندله اسرافيل (عليهم السّلام).

فارتفع فاضل الطعام مع الاناء الى السماء، ثم قام النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ليصلّي فأقبل عليه جبرئيل فقال: الصلاة محرمة عليك‏  في وقتك حتى تأتي الى منزل خديجة فتواقعها، فانّ اللّه عز و جل آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذريّة طيّبة، فوثب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الى منزل خديجة.

قالت خديجة (رضي اللّه عنها): و كنت قد الفت الوحدة، فكان اذا جنني الليل غطيت رأسي و أسجفت‏  ستري و غلقت بابي و صليت وردي و اطفأت مصباحي و آويت الى‏ فراشي فلما كان في تلك الليلة لم أكن بالنائمة و لا بالمنتبهة اذ جاء النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقرع الباب، فناديت من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها الا محمد (صلّى اللّه عليه و آله)؟ قالت خديجة: فنادى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) افتحي يا خديجة فانّي محمد، قالت خديجة: فقمت فرحة مستبشرة بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله) و فتحت الباب و دخل النبي المنزل.

و كان اذا دخل المنزل دعا بالاناء فتطهر للصلاة ثم يقوم فيصلّي ركعتين يوجز فيهما ثم يأوي الى فراشه، فلمّا كان في تلك الليلة لم يدع بالاناء و لم يتأهب للصلاة غير انّه أخذ بعضدي و أقعدني على فراشه ... فلا و الذي سمك‏  السماء و أنبع الماء ما تباعد عني النبي (صلّى اللّه عليه و آله) حتى حسست بثقل فاطمة في بطني‏ .

اما كيفية ولادتها: روى الشيخ الصدوق رضى اللّه عنه بسند معتبر عن مفضل بن عمر و قال: قلت لابي عبد اللّه (عليه السّلام)كيف كان ولادة فاطمة عليها السّلام؟ فقال: نعم، انّ خديجة لمّا تزوج بها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) هجرتها نسوة مكة فكنّ لا يدخلن عليها و لا يسلّمن عليها و لا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك و كان جزعها و غمها حذرا عليه (صلّى اللّه عليه و آله)، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة (عليها السّلام)تحدثها من بطنها و تصبرها و كانت تكتم ذلك من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

فدخل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة، فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدّثني و يؤنسني، قال: يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني انّها انثى و انها النسلة الطاهرة الميمونة و انّ اللّه تبارك و تعالى سيجعل نسلي منها و سيجعل من نسلها ائمة و يجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه.

فلم تزل خديجة على ذلك الى ان حضرت ولادتها فوجهت الى نساء قريش و بني هاشم أن تعالين لتلين منّي ما تلي النساء من النساء، فأرسلنّ إليها أنت عصيتنا و لم تقبلي قولنا و تزوجت محمدا يتيم ابي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجيء و لا نلي من امرك شيئا.

 

فاغتمت خديجة (رضي اللّه عنها) لذلك فبينا هي كذلك اذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهنّ لما رأتهن، فقالت احداهنّ لا تحزني يا خديجة فأرسلنا ربك إليك و نحن اخواتك، انا سارة و هذه آسية بنت مزاحم و هي رفيقتك في الجنة و هذه مريم بنت عمران و هذه كلثوم أخت موسى بن عمران، بعثنا اللّه إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها و اخرى عن يسارها و الثالثة بين يديها و الرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة فلمّا سقطت الى الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة و لم يبق في شرق الارض و لا غربها موضع الّا أشرق فيه ذلك النور و دخل عشر من الحور العين كل واحدة منهنّ معها طست من الجنة و ابريق من الجنة و في الابريق ماء من الكوثر.
فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر و أخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن و أطيب ريحا من المسك و العنبر فلفتها بواحدة و قنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة (عليها السّلام)بالشهادتين و قالت: اشهد ان لا إله الا اللّه و انّ ابي رسول اللّه سيد الأنبياء و أن بعلي سيد الاوصياء و ولدي سادة الاسباط.

 

ثم سلّمت عليهنّ و سمّت كل واحدة منهنّ باسمها و أقبلن يضحكن إليها و تباشرت الحور العين و بشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة (عليها السّلام)و حدث في السماء نور زاهر  لم تره الملائكة قبل ذلك، و قالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها و في نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة و ألقمتها  ثديها فدر عليها فكانت فاطمة (عليها السّلام)تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر، و في الشهر كما ينمي الصبي في السنة .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.