المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

RNA, a Different Nucleic Acid
24-8-2018
مفهوم الخدمات الصحية
2023-02-14
الإشارة
25-03-2015
كمال الدين بن يونس
6-9-2016
context (n.)
2023-07-22
ما هي الشروط التي يجب توافرها قبل ادخال نظام الحلب الالي؟
17-1-2017


الطريق الذي يؤدّي إلى السعادة  
  
2004   01:28 صباحاً   التاريخ: 28-12-2019
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص107ـ112
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الاعتراف بالخطأ

في الحياة الاجتماعية يمكن لإنسانين أو حتى لفئتين اختلفتا وانفصلتا عن بعضهما البعض، يمكن لهما الجلوس على مائدة واحدة والتحاور بينهما وتسوية ما حصل من نزاع بقليل من المحبة والتسامح. وقد يعقب هذا الحوار الهادئ، ليس عودة العلاقة كما كانت عليه، بل وربما عودتها أقوى وأمتن من ذي قبل؛ وهذا لا ينطبق على عالم الصغار والشباب بل يتعداه إلى دائرة أوسع وأكبر.

إن ما يبعث على الأسف حقاً وجود بعض الأفراد الذين يعيشون سوية ويشتركون في الحياة معاً، ولكنهم يمضون حياتهم بالآلام والمتاعب دون أن يفكروا باتخاذ المواقف الصحيحة تجاه بعضهم البعض أو أن ينتهجوا السلوك السليم الصائب، بل إنهم وبدل ذلك يزيدون الطين بلّة باتخاذهم المواقف الخاطئة، وبعدها يتمنون الخلاص من هذه الحياة الجهنمية التي صنعوها بأنفسهم!

نعم إنه أمر يبعث على الأسف حقاً أن يقوم زوجان، وفي مقتبل حياتهم المشتركة، وبسبب جهلهم وانعدام خبرتهم في اتخاذ المواقف، بتحويل عشهم الدافئ إلى جحيم مستعر. وبالرغم من ادعائهما النضج الفكري فإنهما يسدّان جميع الطرق التي تؤدّي إلى أن يعيشا بسلام وطمأنينة.

إن ارتكاب أحد الزوجين لخطأ ما لا يبرر للآخر إعلان (الحرب) وتحويل المنزل إلى ساحة للعمليات والقتال؛ والمطلوب من الزوجين أن يحلا مشاكلهما واختلافاتهما في جوّ من التسامح والمحبة والتضحية.. وهذا هو الطريق الذي يؤدّي إلى السعادة.

واجبات التربية:

لا تنحصر الواجبات الزوجية في تلك العلاقات المشتركة بينهما ومسؤوليتهما في تربية أبنائهما، بل إن هناك من الواجبات الأخرى ما يفوق ذلك حجماً.

إن واجباتهما تجاه بعضهما البعض تربوياً وأخلاقياً مسألة جوهرية بالرغم من عدم وجود ما يشير إلى ذلك في عقد الزواج.

إن الرجل والمرأة مسؤولان عن إصلاح أفكار وآراء وسلوك بعضهما البعض. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواجب على جميع المسلمين يشمل ـ أيضاً ـ الحياة الزوجية، بل إن الحب الحقيقي يتجسد في موقف الرجل تجاه زوجته وموقف المرأة تجاه زوجها ومحاولة كل منهما إنقاذ شريك حياته من سوء العاقبة وهدايته إلى الطريق الذي يؤدي به إلى السعادة في الآخرة.

وإذن فإن الرجل هو المسؤول المباشر عن زوجته في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذا فإن المرأة هي الأخرى مسؤولة أيضاً.

أخطاؤنا:

كل ابن آدم خطّاء، ليس هناك من لا يخطئ حتى أولئك الذين وصلوا المراتب العليا من الحكمة والعلم، والقلة القليلة جداً من البشر التي تخلو حياتهم من الأخطاء.

إن الأخطاء التي تحدث في الحياة الزوجية هي بمثابة نقاط سوداء تشوّه وتعكّر صوف الحياة المشتركة، بل وتهدد الأساس الأسري بالإنهيار. إننا، وبسبب جهلنا، وتربيتنا الخاطئة، وعدم تحملنا، وعقدنا المختلفة، نتسبب في إيذاء أزواجنا من خلال كلام جارح أو وجه عابس أو إشعارهم بالمنّ عليهم مما يعرض توازنهم النفسي إلى الخطر ويؤدي بهم إلى الشعور بالذل والمهانة.

مواقف مختلفة:

في قبال تلك الحالة هناك موقفان لا ثالث لهما وهما:

1 ـ المكابرة والعناد:

والتي تنطلق من أنانيتنا وغرورنا لا غير. إن ارتكابنا للخطأ ثم اصرارنا عليه باعتباره موقفاً صحيحاً وأسلوباً صائباً في التعامل هو في الحقيقة نرجسية لا جدوى من ورائها سوى إيذاء أزواجنا وشعورهم بالتأسف على مصيرهم.

إن هكذا موقف هو بعيد كل البعد عن الإنسانية عندما لا يرى المرء سوى نفسه فقط ولا يفكر إلا بنفسه بل لا يشعر بوجود الآخرين من حوله؛ إن حياةً تقوم على هذا المنطلق، وعلى هذه الرؤية، حيث تكون السيادة للأقوى، لا يكتب لها الاستمرار بل لا يمكن اعتبارها حياة إنسانية.. إنها أشبه ما تكون بالحيوانية.

مسألة الكرامة:

قد يفكر البعض بأن الاعتراف بالخطأ سوف يوجّه ضربة إلى كرامتهم ويحطّ من قدرهم أمام أزواجهم.

غير أن العكس هو الصحيح، ذلك ان اعتراف المرء بخطئه لا يعدّ منقصة له أبداً ولن يجعله صغيراً أو حقيراً بل سوف يكبر في نظر الآخرين، وسيضيف إلى شخصيته بعداً آخر يجعله مثلاً أعلى. وإذا افترضنا أن ذلك سيحطّ من شأنه أمام زوجه ولكنه سيجعله كبيراً أمام الله سبحانه.

إن عدم اعترافك بالخطأ سيعرضك إلى عذاب نفسي وروحي ينغص عليكم حياتك، فما هو الضرر إذن في أن تبادر إلى إرضاء ضميرك ووجدانك، وسعيك إلى ضبط نفسك تجاه زوجك ومراعاة العدل والإنصاف في تعاملك مع شريك حياتك.

بعد النظر:

ينبغي على الزوجين أن ينظرا ويفكرا في المدى البعيد إلى آفاق المستقبل، فإذا بادر أحدهما إلى الاعتذار عن خطئه فإن على الآخر أن يفتح له قلبه وذراعيه وأن لا يعتبر ذلك فرصة للتنكيل به والانتقام منه، بل ينبغي غض النظر عن أخطائه تلك.

إن اقدام أحد الطرفين على الاعتذار من شريك حياته يجب أن يعتبر خطوة إيجابية تستحق التقدير لا اللوم والتنكيل.

إن الحياة الزوجية لا تنهض على الانتقام؛ ما هي المصلحة التي تجنيها المرأة إذا أصبح زوجها رجلاً ضعيفاً محطّماً يتحمل أنانيتها وغرورها.

اعتذار المرأة:

كذلك نحذر الرجل فيما إذا أخطأت زوجته أن لا يلجئها إلى الاعتذار مما بدر منها من سلوك، ذلك أن للمرأة كبرياءها وكرامتها وعاطفتها التي قد تأبى لها مثل هذا الموقف.

إن من المصلحة عدم الإصرار عليها، فجرح كرامتها سوف تكون له انعكاسات وخيمة على تربية الأطفال، إضافة إلى الفتور في علاقتها مع زوجها، ذلك أن شخصية المرأة تكمن في تلك العاطفة المخزونة، كما أن شخصية الرجل تكمن في ضبطه نفسه.

إنها زوجتك فدعها تشعر بالأمن في قربك. دعها تشعر بأنك ملجأها الوحيد الذي يحميها من تقلباتِ الزمن. دعها تضع رأسها المثقل بالهموم على رأسك لتشعر بالراحة وتغفو.

ولو جرحت كرامتها وحطّمت كبرياءها عندها لن تكون زوجة محبّة لك ولن تكون أيضاً حضنا دافئاً لأبنائك.

تجنب الإعتراف في غير موضعه:

ربما نشاهد بعض الأزواج الذين يبادرون، ومن أجل وضع حد للنزاع والعراك، إلى الإعتراف بأخطاء لم يرتكبوها؛ وعلاوة على ذلك فإنهم يعتذرون إلى أزواجهم. ولعل هذا الإجراء فوائد آنية معينة، ولكنه على المدى البعيد له آثاره التخريبية السيئة.

إننا نؤكد على الحفاظ على الدفء في الجو العائلي، ولكنا لا نقول أن ينذرُ أحد الزوجين حياته من أجل الآخر، ذلك أن كلاً منهما إنسان، وهو مسؤول أمام ربه قبل أن يكون مسؤولاً أمام زوجه، وأن عقيدتنا الإسلامية لا تسمح لنا بإذلال أنفسنا إلى أي إنسان كائناً ما يكون، فالقيم الإنسانية يجب أن تكون في مأمن من التدمير، وأن تملّق الظالم، حتى على مستوى الأسرة، أمر لا يسمح به الدين ولا يتساهل فيه.

نعم، هناك الإعتراف بالخطأ.. الإعتراف بالظلم.. وهو أمر لا يسمح به الإسلام فحسب بل ويحث عليه لما فيه من الشجاعة والشهامة وما فيه أيضاً من تكامل الشخصية.

أما إذا انتفى الخطأ فلا معنى للاعتذار، وينبغي هنا الإصرار والسعي لإثبات البراءة.

السلوك الهادئ:

ينبغي على كلا الطرفين الالتزام بضبط النفس سواء في حالة الاعتذار أو في حالة سماع الاعتذار، ذلك أن الهيجان وعدم فسح المجال للآخر بالاعتذار سيكون سباحة في وجه التيّار مما يفوّت الفرصة على عودة الصفاء العائلي.

إن السلوك الهادئ يبعث الشعور بالطمأنينة في القلب وينمّي القوى العقلية والفكرية في النفس، فالرجل يطمح أن يرى في زوجته حضن الأم الدافئ، كما أن المرأة تتمنى أن تجد لدى زوجها رعاية الأبوة وحنان الوالد.

ينبغي أن يكون سلوكك مع زوجتك عين ما تتمناه منها، وأن تكون لها ملجأً آمناً يمنحها الشعور بالطمأنينة والسلام. إنك إذا أخفقت في ذلك فقد تفكر زوجتك وبدافع غريزة الخوف إلى البحث عن ملاذٍ آخر مما يعقد الحياة الزوجية ويعرضها إلى أخطار كبيرة.

وان المرأة تتمنى أن تكون لزوجها ذلك الحضن الدافئ الذي يشعره بالحنان والحب فإذا أخفقت المرأة في ذلك خطر للرجل أن يفكر في البحث عن ذلك الحضن الذي افتقده لدى زوجته.

وفي كل تلك المراحل، علينا أن ندعو جميعاً أن نكون أزواجاً طيبين نتحمل في سبيل أسرنا كل متاعب الحياة لينشأ أطفالنا في ظلال وارفة من الحب والمودّة والصفاء.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.