المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



بكر الردى  
  
3184   10:58 صباحاً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : عبد الرزاق المقرم
الكتاب أو المصدر : العباس
الجزء والصفحة : ص369-371.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017 3329
التاريخ: 12-8-2017 2919
التاريخ: 8-8-2017 2624
التاريخ: 12-8-2017 2717

للعلاّمة الحجّة الشيخ عبد الحسين صادق العاملي:
بكر الردى فاجتاح في نكبائه ... نور الهدى ومحاسنا سيمائه
ودهى الرشاد بناسف لأشمّه ... وبخاسف أواه بدر سمائه
ورمى فأصمى الدين في نفاذه ... وارحمتاه لمنتهى أحشائه
يوماً به قمر الغطارف هاشم ... صكّت يد الجلى جبين بهائه
سيم الهوان بكربلاء فطار للعزّ ... الرفيع به جناح آبائه
أنّى يلين إلى الدنيّة ملمساً ... أو تنحت الأقدار من ملسائه
هو ذلك البسام في الهيجاء ... (والعبّاس) نازلة على أعدائه
من حيدر هو بضعة وصفيحة ... من عزمه مشحوذة بمضائه
واسى أخاه بموقف العزّ الذي ... وقفت سواري الشهب دون علائه
ملك الفرات على ظماه وأُسوة ... بأخيه مات ولم يذق من مائه
لم أنسه مذكّر منعطفاً وقد ... عطف الوكاء على معين سقائه
ولوى عنان جواده سرعان نحو ... مخيّم يطفي أوار ظمائه
فاعتاقه السدان من بيض ومن ... سمر وكلّ سدّ رحب فضائه
فانصاع يخترق الصوارم والقنا ... لا يرعوي كالسهم في غلوائه
يفري الطلا ويخيط أفلاذ الكلا ... بشباة أبيضه وفي سمرائه
ويجول جولة حيدر بكتائب ... ملأ الفضا كالليل في ظلمائه
حتّى إذا ما حان حين شهادة ... رقمت له في لوح فضل قضائه
حسمت مذربة الحسام مقلة ... لسقائه ومجيلة للوائه
أمن العدى فتكاته فدنا له ... من كان هياباً مهيب لقائه
وعلاه في عمد فخر لوجهه ... ويمينه ويساره بأزائه
نادى أخاه فكان عند ندائه ... كالكوكب المنقصّ في جوزائه
وافى عليه مفرّقاً عنه العدى ... ومجمعاً ما أنبثّ من أشلائه
وهوى يقبّله وما من موضع ... للثم إلاّ غارق بدمائه
ويميط عن حرّ المحيا حمرة ... علقية صبغت لجين صفائه
يا مبكياً عين الإمام عليك ... فلتبك الأنام تأسّيساً ببكائه
ومقوّساً منه القوام وحانياً ... منه الضلوع على جوى برحائه
فلننحني حزناً عليك تأسّياً ... بالسبط في تقويسه وحنائه
أنتَ الحريّ بأن تقيم بنو الورى ... طرى ليوم الحشر سوق عزائه

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.