المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

عقائد الاشاعرة
26-05-2015
الطرق المتبعة في زراعة القطن
14-4-2016
تسمية الحسن والحسين (عليهما السلام)
4-03-2015
أخيليا Columbine (Aquilegia vulgaris)
29/9/2022
الكرفس اللفتي Apium graveloens var Rapaceum
31-7-2022
كلام في معنى الحكم في القرآن
22-10-2014


أهل البيت يمنعون الماء  
  
6725   06:25 مساءً   التاريخ: 3-9-2017
المؤلف : علي رباني الخلخالي
الكتاب أو المصدر : أم البنين النجم الساطع
الجزء والصفحة : ص102-107.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-9-2017 3226
التاريخ: 14-8-2017 2925
التاريخ: 12-8-2017 3060
التاريخ: 14-8-2017 2831

إذا كانت الشريعة المطهرة حثت على السقاية ذلك الحث المتأكد، فإنما تلت على الناس أسطراً نورية مما جبلوا عليه، وعرفت الأُمة بأن الدين يطابق تلك النفسيات البشرية والغرائز الطبيعية، وأرشدتهم إلى ما يكون من الثواب المترتب على سقي الماء في الدار الآخرة؛ ليكونوا على يقين من أنّ عملهم هذا موافق لرضوان الله وزلفى للمولى سبحانه يستتبع الأجر الجزيل، وليس هو طبيعي محض، وهذا ما جاء عن النبي (صلى الله عليه واله) وأهل بيته المعصومين (عليهم ‌السلام) من فضل بذل الماء في محل الحاجة اليه وعدمها سواء كان المحتاج اليه حيواناً أو بشراً مؤمناً كان أو كافراً.
ففي الحديث عن النبي (صلى الله عليه واله): أفضل الأعمال عند الله إبراد الكبد الحرى من بهيمة وغيرها .
وقال الصادق (عليه ‌السلام): من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن اعتتق رقبة، ومن سقى الماء في موضع لا يوجد في الماء كان كمن أحيى نفساً، ومن أحياها فكأنما أحيى الناس أجمعين .
وقد دلت هذه الآثار على فائدة السقي بما هو حياة العالم ونظام الوجود، ومن هنا كان الناس فيه شرع سواء كالكلاء والنار، فلا يختص اللطف الالهي بطائفة دون طائفة.
وقد كشف الامام الصادق (عليه ‌السلام) السر في جواب من قال له ما طعم الماء؟
فقال (عليه ‌السلام): طعم الحياة .
ولما كانت السقاية أشرف شيء في الشريعة المطهرة، وكانت لها تلك الأهمية والمكانة من النفوس كان أجداد الحسين (عليه ‌السلام) سادة السقاة، وقد أذعنت قريش لقصي بسقاية الحاج فكان يطرح الزبيب في الماء ويسقيهم الماء المحلّى كما كان يسقيهم اللبن .
وكان ينقل الماء إلى مكة من آبار خارجها ثم حفر بئرا إسمها «العجول» في الموضع الذي كانت دار «أم هاني» فيه وهي أول سقاية حفرت بمكة، وكانت العرب إذا استقوا منها ارتجزوا:
نروي على العجول ثم ننطلق ... إنّ قصياً قد وفى وقد صدق
 
ثم حفر قصي بئراً سماها «سجلة» وقال فيها :
أنا قصي وحفرت سجلة ... تروي الحجيج زغلة فزغلة
 
وكان هاشم - أيام الموسم - يجعل حياضاً من ادم في موضع زمزم لسقاية الحاج ويحمل الماء إلى منى لسقايتهم وهو يومئذٍ قليل .
ثم إنّه حفر بئراً سماها «البندر» وقال: إنّها بلاغ للناس فلا يمنع منها أحداً .
وأما عبد المطلب فقد قام بما كان آباؤه يفعلونه من سقاية الحاج، وزاد على ذلك، أنّه لما حفر زمزم وكثر ماؤها أباحها للناس، فتركوا الآبار التي كانت خارج مكة لمكانها من المسجد الحرام، وفضلها على من سواها لأنها بئر إسماعيل .
وزاد عبد المطلب في سقاية الحاج بالماء أن طرح الزبيب فيه، وكان يحلب الابل فيضع اللبن مع العسل في حوض من أدم عند زمزم لسقاية الحاج .
ثم قام أبو طالب مقامه بسقي الحاج وكان يجعل عند رأس كلّ جادة حوضاً فيه الماء ليسقي منه الحاج، وأكثر من حمل الماء أيام الموسم، ووفره في المشاعر فقيل له: «ساقي الحجيج».
أما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه ‌السلام) فقد حوى أكثر مما حواه والده الكريم من هذه المكرمة، وكم له من موارد للسقاية لا يستطيع أحد على مثلها، وذلك يوم بدر، وقد أجهد المسلمين العطش، وأحجموا عن امتثال أمر الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) في طلب الماء فرقاً من قريش؛ لكن نهضت بأبي الريحانتين غيرته الشماء، وثار به كرمه المتدفق، فلبّى دعاء الرسول وانحدر نحو القليب وجاء باملاء حتى أروى المسلمين .
ولا ينس يوم صفين وقد شاهد من عدوه ما تندى منه جبهة كلّ غيور، فان معاوية لما نزل بجيشه على الفرات منع أهل العراق من الماء حتى كضّهم الظمأ، فأنفذ اليه أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) صعصعة بن صوحان وشبث بن ربعي يسألانه أن لا يمنع الماء الذي أباحه الله - تعالى - لجميع الخلوقات، وكلّهم فيه شرع سواء، فأبى معاوية إلّا التردد في الغواية والجهل، فعندها قال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام): ارووا السيوف من الدماء ترووا من الماء .
ثم أمر أصحابه أن يحملوا على أهل الشم، فحمل الأشتر في سبعة عشر ألفاً والأشتر يقول:
ميعدنا اليوم بياض الصبح ... هل يصلح الزاد بغير ملح

فلمّا أجلوهم أهل العراق عن الفرات ونزلوا عليه وملكوه أبي صاحب النفسية المقدسة التي لا تعدوها أي مأثرة أن يسير على نهج عدوه حتى أباح الماء لأعدائه، ونادى بذلك في أصحابه ، ولم يدعه كرم النفس أن يرتكب ما هو من سياسة الحرب من التضييق على العدو بأي صورة.
وقد لا تجد مندوحة في تفضيل موقف الحسين (عليه ‌السلام) على غيره في السقاية يوم سقى الحر وأصحابه في «شراف» وهو عالم بحراجة الموقف، ونفاذ الماء بسقي كتيبة فيها ألف رجل مع خيولهم، ووخامة المستقبل، وأنّ الماء غداً دونه تسيل النفوس وتشق المرائر؛ لكن العنصر النبوي والآصرة العلوية لم يتركا صاحبهما إلّا أن يجوز الفضل.
وأما أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) فلا يوازيه أحد في أمر السقاية يوم ناطح جبلاً من الحديد ببأسه الشديد حتى اخترق الصفوف، وزعزع هاتيك الألوف، ولم يبال بشيء إلّا إغاثة شخصية الرسالة المنتشرة في تلك الأمثال القدسية من الذرية الطاهرة، ولم يكتف بهذه الفضيلة حتى أبت نفسيته الكريمة أن يلتذ بشيء من الماء قبل أن يلتذ به أخوه الامام وصبيته الأزكياء.
ومن أجل مجيئه بالماء إلى عيال أخيه وصحبه في كربلاء سمي «السقاء».
في كربلاء لك عصبة تشكوا الظمأ ... من فيض كفك تستمد رواؤها
وأراك يا ساقي عطاشى كربلاء ... وأبوك ساقي الحوض تُمنع ماءها 
 
هذه جملة من موارد السقاية الصادرة من شرفاء سادة متبوئين على منصات المجد والخطر متكئين على أرائك العز والمنعمة، وما كانت تدعهم دماثة أخلاقهم وطهارة أعراقهم أن يكونوا أخلوا من هذه المكرمة، وقد افتخر بذلك عبد مناف على غيرهم.
وعلى العكس عنهم تجد أعداءهم معاوية وذريته الأرجاس فقد حرموا الماء على آل النبي (صلى الله عليه واله)، ويالها من فاجعة.. أن تشرب الذئاب والوحوش الماء وتذبل شفاه آل الرسول من الظمأ؟! ياله من ظلم أن يعطش الأسد، وسيفه بيده ويبكي أطفال الحسين (عليه ‌السلام) ويستغيثون.
أو تشتكي العطش الفواطم عنده ... وبصدر صعدته الفرات المفعم
ولو استقى نهر المجرة لارتقى ... وطويل ذابله اليها سلم
لو سدّ ذو القرنين دون وروده ... نسفته همته بما هو أعظم
 
يا رب.. يا حكم ويا عدل.. لقد سلب الله الرحمة والانسانية من قلوب أولئك المسوخ فداسوا القيم وتنركوا للحسين (عليه ‌السلام)....
وحالوا بينه وبين الماء، وناده عبد الله بن حصين الأزدي: يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنه ككبد السماء والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشاً أنت وأصحابك.
ونادى عمرو بن الحجاج: يا حسين هذا الفرات تلغ فيه كلاب السواد وخنازيرهم، فوالله لا تذوق منه قطرة.
والغريب أن هذا اللعين كان ممن كاتب الحسين (عليه ‌السلام) ودعاه للقدوم إلى الكوفة!!
وقال زرعة بن أبان بن دارم: حولوا بينه وبين الماء، ورماه بسهم فأثبته في حنكه فقال (عليه ‌السلام): اللهم أقتله عطشاً ولا تغفر له أبداً .
وهكذا منعوا الحسين وأهله وأصحابه عن الماء، وفي اليوم السابع اشتد الحصار على سيد الشهداء ومن معه، وسدّ عنهم باب الورود، ونفد ما عندهم من الماء، فعاد كلّ واحد يعالج لهب العطش، وبطبع الحال كان العيال بين أنة وحنة، وتضور ونشيج، ومتطلب للماء إلى متحرّ له بما يبلّ غلّته، وكلّ ذلك بعين الحسين (عليه ‌السلام) والغيارى من آه والأكارم من صحبه، وما عسى أن يجدوا لهم شيئاً وبينهم وبين الماء رماح مشرع وسيوف مرهفة لكن «ساقي العطاشى» لم يتطامن على تحمل تلك الحالة، فراح يستقي لهم وقدم يمينه ويساره ورجليه وكلّ روحه في سبيل إغاثتهم.
وروي أنّ أهل البيت (عليهم ‌السلام) صارعوا العطش - صغاراً وكباراً - ثلاثة أيام بلياليها . 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.