أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017
3111
التاريخ: 12-8-2017
2943
التاريخ: 7-8-2017
2636
التاريخ: 19-8-2017
2867
|
استيقظ ضمير الحرّ وثابت نفسه إلى الحقّ بعدما سمع خطاب الإمام وجعل يتأمّل ويفكّر في تلك اللحظات الحاسمة من حياته فهل يلتحق بالحسين ويحفظ بذلك آخرته وينقذ نفسه من عذاب الله وسخطه أو أنّه يبقى على منصبه كقائد فرقة في الجيش الأموي وينعم بصلات ابن مرجانة واختار الحرّ نداء ضميره الحيّ وتغلّب على هواه ، فصمم على الالتحاق بالإمام الحسين (عليه السلام) وقبل أن يتوجّه إليه أسرع نحو ابن سعد القائد العام للقوات المسلّحة فقال له : أمقاتل هذا الرجل .. .
ولم يلتفت ابن سعد إلى انقلاب الحرّ فقد أسرع قائلاً بلا تردّد : أي والله قتالاً أيسره أن تسقط فيه الرؤوس وتطيح الأيدي .. .
لقد أعلن ذلك أمام قادة الفرق ليظهر إخلاصه لابن مرجانة فقال له الحرّ : أفمالكم في واحدة من الخصال التي عرضها عليكم رضا .. .
واندفع ابن سعد قائلاً : لو كان الأمر لي لفعلت ولكن أميرك أبى ذلك .. .
ولما أيقن الحرّ أن القوم مصمّمون على حرب الإمام عزم على الالتحاق بمعسكر الإمام وقد سرت الرعدة بأوصاله فأنكر عليه ذلك زميله المهاجر ابن أوس فقال له : والله إن أمرك لمريب والله ما رأيت منك في موقف قطّ مثل ما أراه الآن ولو قيل لي : من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك .. .
وأعرب له الحرّ عمّا صمّم عليه قائلاً : إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنار ولا اختار على الجنّة شيئاً ولو قطعت وأحرقت .. .
وألوى بعنان فرسه نحو الإمام وكان مطرقاً برأسه إلى الأرض حياءً وندماً على ما صدر منه تجاه الإمام ولما دنا منه رفع صوته ودموعه تتبلور
على خدّيه قائلاً : اللهمّ إليك أُنيب فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيّك يا أبا عبد الله إنّي تائب فهل لي من توبة .. .
ونزل عن فرسه وأقبل يتضرّع ويتوسّل إلى الإمام ليمنحه التوبة قائلاً : جعلني الله فداك يا بن رسول الله أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وجعجعت بك في هذا المكان ووالله الذي لا آله إلاّ هو ما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضت عليهم أبداً ولا يبلغون منك هذه المنزلة أبداً فقلت في نفسي : لا أُبالي أن أطيع القوم في بعض أمرهم ولا يرون أني خرجت من طاعتهم وأما هم فيقبلون بعض ما تدعوهم إليه ووالله لو ظننت أنّهم لا يقبلون منك ما ركبتها منك وانّي قد جئتك تائباً مما كان منّي إلى ربّي مواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك أفترى لي توبة .. .
واستبشر به الإمام ومنحه الرضا والعفو وقال له : نعم يتوب الله عليك ويغفر .. .
وملأ الفرح قلب الحرّ حينما فاز برضاء ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) واستأذنه أن ينصح أهل الكوفة لعلّ بعضهم أن يرجع إلى الحقّ ويتوب إلى الرشاد فأذن له الإمام في ذلك فانبرى الحرّ إليهم رافعاً صوته : يا أهل الكوفة لأمكم الهبل والعبر أدعوتموه حتى إذا أتاكم اسلمتموه وزعمتم أنّكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه وأحطتم به ومنعتموه من التوجه إلى بلاد الله العريضة حتى يأمن ويأمن أهل بيته فأصبح كالأسير لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضرّاً ومنعتموه ومن معه عن ماء الفرات الجاري يشربه اليهودي والنصراني والمجوسي ويتمرّغ فيه خنازير السواد وكلابه وها هو وأهله قد صرعهم العطش بئسما خلفتم محمّداً (صلى الله عليه واله) في ذريّته لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا وتفزعوا عمّا أنتم عليه ... .
وودّ الكثير منهم أن تسيخ بهم الأرض فهم على يقين بضلالة حربهم إلاّ أنّهم استجابوا لرغباتهم النفسية في حبّ البقاء وتوقح بعضهم فرموا الحرّ بالنبل وكان ذلك ما يملكونه من حجّة في الميدان.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|