أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2017
1182
التاريخ: 16-8-2017
1018
التاريخ: 25-4-2018
904
التاريخ: 23-4-2018
1364
|
يقصد بالتضاد ورود اللفظ الواحد على معنيين مختلفين، ونعنى بالمخالفة – هنا – ان يكون كل معنى من هذين المعنيين ضدا للآخر. وثمة اختلاف بين عملاء اللغة المشتغلين بها في النظرة الى التضاد، باعتباره ظاهرة من ظواهر العربية، مثله في ذلك مثل الترادف. فقد أيد فريق وجود تلك الظاهرة، وأورد في ذلك ما رآه من حجج وأسانيد، ومن هؤلاء الخليل بن أحمد (ت 170 هـ)، وابن الأنباري ( ت 328هـ) وابن فارس ( ت 395 هـ) وابن سيده ( ت 485 )، وانكر فريق آخر وجود هذه الظاهرة في العربية، ومن أشهر هؤلاء ابن دُرُستوية (ت 347 هـ). وكانت حجة منكري ظاهرة التضاد ان اللغة وُضعت للإفصاح عن المعنى والتعبير عن الفكر، ووجود لفظ واحد يعبر عن معنيين مختلفين يؤدي الى الغموض وانغلاق المعنى مما يتنافى وطبيعة اللغة.
ورغم قلة الأضداد في العربية إلا أن ثمة حقيقة مهمة، وهي أن هناك كثيراً من الألفاظ التي تعد من الأضداد تميل
ص42
الآن الى الاستقرار على معنى واحد من المعنيين اللذين كانا لكل لفظ، من ذلك مثلا لفظ " المولى " بمعنى السيد والخادم، فنلاحظ ان اللفظ يستخدم الآن بالمعنى الأول، سواء أكان ذلك في مستوى الخطاب الأدبي أم في مستوى الخطاب النفعي، ولا نكاد نجد استخداما له بالمعنى الثاني، ويرجع ذلك الى طبيعة التغيرات الاجتماعية التي أحدثت هذه التغيرات الدلالية. ومن هذه الألفاظ أيضا لفظ " التوّاب "، وله معنيان: فالتواب هو الله تعالى، وهو أيضا التائب، إذ نلحظ ان دلالة اللفظ تكاد تستقر على حال واحدة، وهي الدلالة على الله عز وجل.
ويضاف الى ذلك ان ثمة الفاظاً قال العرب إنها من الأضداد، مثل: المفازة، أي الأعمى... فهذه الالفاظ وأمثالها مما تشير الى التفاؤل وتوحى بعكس المدلول الحرفي للفظ إنما ترجع الى أن " التفاؤل التشاؤم من غرائز الإنسان، التي تسيطر على عاداته في التعبير الى حد كبير، فإذا شاء المرء التعبير عن معنى سيء، تشاؤم من ذكر الكلمة الخاصة به، وفر منها الى غيرها، فجميع الكلمات التي تعبر عن الموت والأمراض والمصائب والكوارث، يفر منها
ص43
الإنسان، ويكفي عنها بكلمات حسنة المعنى " (1).
ويعنى ذلك أن هذه الألفاظ وأمثالها ليست من الأضداد في شيء، وإنما هي من قبيل تلطيف اللفظ وتحسينه، والتعبير عن المعنى السيئ بلفظ مستحب.
ونخلص الى القول بأن قضية الأضداد من القضايا اللغوية التي لم تحسم بعد، والتي اختلف حولها القدماء والمحدثون، ما بين مؤيد لها ومنكر. ونحن نميل الى الإقرار بوجود ظاهرة الأضداد في اللغة، ولكنها ظاهرة محدودة في ألفاظ قليلة يمكن إحصاؤها، كما أن طبيعة التطور اللغوي جعلت كثيرا من الألفاظ التي تعد من الأضداد ألفاظاً مهجورة، مثل: الجوْن: للأبيض والأسود، والصرين: لليل والنهار، والنحاحة: للسخاء والبخل، والربيبة: للتي تريب والتي تربت، والسُّدْفة: للضوء والظلمة.
ص44
_______________
(1) د. رمضان عبد التواب: فصول في فقه العربية. مكتبة الخانجي بالقاهرة، دار الرفاعي بالرياض، ط 2 (1404 هـ - 1983 م ) ص. 345.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|