أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
2037
التاريخ: 14-11-2014
4904
التاريخ: 25-04-2015
1739
التاريخ: 2024-09-02
203
|
من بين المفسّرين المعاصرين ذهب السيد الطباطبائي إلى أنّ التفسير وعملية
بذل الجهد العقلي في التحليل والتزام طريقة التفكير المنظم هي تعبير عن نزوع غريزي
فطري عند الإنسان ، والقرآن لم يبطل هذا النزوع بل أيّده . يكتب : «ممّا لا نرتاب فيه أنّ الحياة الإنسانية حياة فكرية لا تتم
له إلّا بالإدراك الذي نسميه فكرا» (1).
ثم : «لم يأمر اللّه تعالى عباده في كتابه ولا في آية
واحدة أن يؤمنوا به أو بشيء ممّا هو من عنده أو يسلكوا سبيلا على العمياء وهم لا
يشعرون» (2).
على أنّ : «هذا الإدراك العقلي ، أعني طريق الفكر الصحيح الذي يحيل إليه القرآن الكريم ويبنى
على تصديقه ... إنّما هو الذي نعرفه بالخلقة والفطرة
ممّا لا يتغير ولا يتبدل ولا يتنازع فيه إنسان وإنسان ، ولا يختلف فيه اثنان» (3).
فإذن نزعة التفكير والبحث عند الإنسان هي نزعة فطرية ، والإنسان يستشعر
الحاجة غريزيا إلى الإدراك العقلي المنظم ، ومن ثمّ فهو يتجه إلى القرآن متدبرا وباحثا
ومحللا مسوقا بما جبل عليه ، ومن الواضح أنّ عملية التدبّر والبحث والتحليل للكشف
عن المقاصد هي عملية التفسير نفسها.
والقرآن الكريم ليس فقط لم يحل بين الإنسان وبين ممارسة التفسير ، بل دأب
على أن : «يهدي العقول إلى استعمال ما فطرت على
استعماله ، وسلوك ما تألفه وتعرفه بحسب طبعها» (4). حتّى : «إنّك لو
تتبعت الكتاب الإلهي ثمّ تدبرت في آياته ، وجدت ما لعله يزيد على ثلاثمائة آية
تتضمن دعوة الناس إلى التفكر أو التذكر أو التعقل» (5).
أمّا بشأن التدبر بالقرآن خاصة والحث على دراسته والبحث والتحليل ، فيه
فثمّ قوله سبحانه : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ } [النساء : 82] وقوله
: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ
لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص :
29] ، وقوله : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ
أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] ، وقوله : {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ
يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون : 68].
من الأحاديث التي لها دلالة على التدبر واستعمال النظر ، ما عن الإمام
الصادق عليه السّلام : «إنّ هذا القرآن فيه منار
الهدى ومصابيح الدجى ، فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره ، فإنّ التفكر حياة قلب البصير
، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور» (6).
الحقيقة تضعنا أمثال هذه الآيات ومعها الأحاديث النادبة إلى التدبّر وممارسة
البحث والتحليل ، على تخوم مدخل آخر لا أظن أنّ هناك من المفسّرين أو الباحثين
القرآنيين من شذ عن ذكره في الاستدلال على الحاجة إلى التفسير. لكن ما دامت هذه
الفقرة تختص بالسيد الطباطبائي ، فلنقتبس منه ما ذكره في الاستدلال على هذا المدخل
، من خلال قوله : «قد مرّ فيما تقدم أنّ الآيات التي تدعو الناس عامة من كافر أو
مؤمن ممّن شاهد عصر النزول أو غاب عنه ، إلى تعقل القرآن وتأمله والتدبر فيه ، وخاصة
قوله تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}
، تدل دلالة واضحة على أنّ المعارف القرآنية يمكن أن ينالها الباحث بالتدبر والبحث
، ويرتفع به ما يتراءى من الاختلاف بين الآيات».
________________________
(1)- الميزان في تفسير القرآن 5 : 254.
(2)- نفس المصدر : 255.
(3)- نفس المصدر.
(4)- الميزان في تفسير القرآن 5 : 267.
(5)- نفس المصدر : 255.
(6)- الكافي 2 : 600/ 5.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|