المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17606 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02



التفكير نزعة غريزية  
  
1597   07:12 مساءاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : جواد علي كسار
الكتاب أو المصدر : فهم القرآن دراسة على ضوء المدرسة السلوكية
الجزء والصفحة : ص 74- 76 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /

من بين المفسّرين المعاصرين ذهب السيد الطباطبائي إلى أنّ التفسير وعملية بذل الجهد العقلي في التحليل والتزام طريقة التفكير المنظم هي تعبير عن نزوع غريزي فطري عند الإنسان ، والقرآن لم يبطل هذا النزوع بل أيّده . يكتب : «ممّا لا نرتاب فيه أنّ الحياة الإنسانية حياة فكرية لا تتم له إلّا بالإدراك الذي نسميه فكرا» (1). ثم : «لم يأمر اللّه تعالى عباده في كتابه ولا في آية واحدة أن يؤمنوا به أو بشيء ممّا هو من عنده أو يسلكوا سبيلا على العمياء وهم لا يشعرون» (2).

على أنّ : «هذا الإدراك العقلي ، أعني طريق الفكر الصحيح الذي يحيل إليه القرآن الكريم ويبنى على تصديقه ... إنّما هو الذي نعرفه بالخلقة والفطرة ممّا لا يتغير ولا يتبدل ولا يتنازع فيه إنسان وإنسان ، ولا يختلف فيه اثنان» (3).

فإذن نزعة التفكير والبحث عند الإنسان هي نزعة فطرية ، والإنسان يستشعر الحاجة غريزيا إلى الإدراك العقلي المنظم ، ومن ثمّ فهو يتجه إلى القرآن متدبرا وباحثا ومحللا مسوقا بما جبل عليه ، ومن الواضح أنّ عملية التدبّر والبحث والتحليل للكشف عن المقاصد هي عملية التفسير نفسها.

والقرآن الكريم ليس فقط لم يحل بين الإنسان وبين ممارسة التفسير ، بل دأب على أن : «يهدي العقول إلى استعمال ما فطرت على استعماله ، وسلوك ما تألفه‏ وتعرفه بحسب طبعها» (4). حتّى : «إنّك لو تتبعت الكتاب الإلهي ثمّ تدبرت في آياته ، وجدت ما لعله يزيد على ثلاثمائة آية تتضمن دعوة الناس إلى التفكر أو التذكر أو التعقل» (5).

أمّا بشأن التدبر بالقرآن خاصة والحث على دراسته والبحث والتحليل ، فيه فثمّ قوله سبحانه : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ } [النساء : 82] وقوله : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص : 29] ، وقوله : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] ، وقوله : {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون : 68].

من الأحاديث التي لها دلالة على التدبر واستعمال النظر ، ما عن الإمام الصادق عليه السّلام : «إنّ هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى ، فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره ، فإنّ التفكر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور» (6).

الحقيقة تضعنا أمثال هذه الآيات ومعها الأحاديث النادبة إلى التدبّر وممارسة البحث والتحليل ، على تخوم مدخل آخر لا أظن أنّ هناك من المفسّرين أو الباحثين‏ القرآنيين من شذ عن ذكره في الاستدلال على الحاجة إلى التفسير. لكن ما دامت هذه الفقرة تختص بالسيد الطباطبائي ، فلنقتبس منه ما ذكره في الاستدلال على هذا المدخل ، من خلال قوله : «قد مرّ فيما تقدم أنّ الآيات التي تدعو الناس عامة من كافر أو مؤمن ممّن شاهد عصر النزول أو غاب عنه ، إلى تعقل القرآن وتأمله والتدبر فيه ، وخاصة قوله تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} ، تدل دلالة واضحة على أنّ المعارف القرآنية يمكن أن ينالها الباحث بالتدبر والبحث ، ويرتفع به ما يتراءى من الاختلاف بين الآيات».

________________________

(1)- الميزان في تفسير القرآن 5 : 254.

(2)- نفس المصدر : 255.

(3)- نفس المصدر.

(4)- الميزان في تفسير القرآن 5 : 267.

(5)- نفس المصدر : 255.

(6)- الكافي 2 : 600/ 5.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .