المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



زيارة الإمام الصادق ارض الشهادة  
  
4022   01:17 مساءً   التاريخ: 12-8-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : العباس بن علي
الجزء والصفحة : ص42-46.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / انطباعات عن شخصية العباس /

زار الإمام الصادق (عليه السلام) أرض الشهادة والفداء كربلاء وبعدما انتهى من زيارة الإمام الحسين وأهل بيته والمجتبين من أصحابه انطلق بشوق إلى زيارة قبر عمّه العبّاس ووقف على المرقد المعظّم وزاره بالزيارة التالية التي تنمّ عن سموّ منزلة العبّاس وعظيم مكانته وقد استهلّ زيارته بقوله :
سلام الله وسلام ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين وجميع الشهداء والصدّيقين والزاكيات الطيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين .. .
لقد استقبل الإمام الصادق عمّه العباس بهذه الكلمات الحافلة بجميع معاني الإجلال والتعظيم فقد رفع له تحيات من الله وسلام ملائكته وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين والشهداء والصدّيقين وهي أندى وأزكى تحيّة رفعت له ويمضي سليل النبوّة الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته قائلاً : وأشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحه لخلف النبيّ المرسل والسبط المنتجب والدليل العالم والوصي المبلّغ والمظلوم المهتضم .. 
وأضفى الإمام الصادق (عليه السلام) بهذا المقطع أوسمة رفيعة على عمّه العبّاس هي من أجلّ وأسمى الأوسمة التي تضفى على الشهداء العظام وهي :
أ ـ التسليم :
وسلّم العباس (عليه السلام) لأخيه سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) جميع أموره وتابعه في جميع قضاياه حتّى استشهد في سبيله وذلك لعلمه بإمامته القائمة على الإيمان الوثيق بالله تعالى وعلى أصالة الرأي وسلامة القصد والإخلاص في النيّة.
ب ـ التصديق :
وصدّق العبّاس (عليه السلام) أخاه ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) في جميع اتجاهاته ولم يخامره شكّ في عدالة قضيّته وانّه على الحق وان من نصب له العداوة وناجزه الحرب كان على ضلال مبين.
ج ـ الوفاء :
من الصفات الكريمة التي أضافها الإمام الصادق (عليه السلام) على عمّه أبي الفضل (عليه السلام) الوفاء فقد وفى ما عاهد عليه الله من نصرة إمام الحق أخيه أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فقد وقف إلى جانبه في أحلك الظروف وأشدّها محنة وقسوة ولم يفارقه حتى قطعت يداه واستشهد في سبيله.
لقد كان الوفاء الذي هو من أميز الصفات الرفيعة عنصراً من عناصر أبي الفضل وذاتياً من ذاتياته فقد خُلِق للوفاء والبرّ للقريب والبعيد.
د ـ النصيحة :
وشهد الإمام الصادق بنصيحة عمّه العبّاس لأخيه سيّد الشهداء (عليه السلام) فقد أخلص له في النصيحة على مقارعة الباطل ومناجزة أئمّة الكفر والضلال وشاركه في تضحياته الهائلة التي لم يشاهد العالم مثلها نظيراً في جميع فترات التاريخ ... ولننظر إلى بند آخر من بنود هذه الزيارة الكريمة يقول (عليه السلام) :
 فجزاك الله عن رسوله وعن أمير المؤمنين وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء بما صبرت واحتسبت وأعنت فنعم عقبى الدار ... .
وحوى هذا المقطع على إكبار الإمام الصادق (عليه السلام) لعمّه العبّاس وذلك لما قدّمه من الخدمات العظيمة والتضحيات الهائلة لسيّد شباب أهل الجنّة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) الإمام الحسين (عليه السلام) فقد فداه بروحه ووقاه بمهجته وصبر على ما لاقاه في سبيله من المحن والشدائد مبتغياً في ذلك الأجر عند الله فجزاه الله عن نبيّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) وعن باب مدينته الإمام أمير المؤمنين وعن الحسن والحسين أفضل الجزاء على عظيم تضحياته.
ويستمرّ مجدّد الإسلام الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته لعمّه العبّاس فيذكر صفاته الكريمة وما له من المنزلة العظيمة عند الله تعالى فيقول بعد السلام عليه :
 أشهد وأُشهد الله أنّك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله المناصحون له في جهاد أعدائه المبالغون في نصرة أوليائه الذابّون عن أحبّائه فجزاك الله أفضل الجزاء وأوفى الجزاء وأوفى جزاء أحد ممن وفي ببيعته واستجاب لدعوته وأطاع ولاة أمره ... .
لقد شهد الإمام الصادق العقل المفكّر والمبدع في الإسلام واشهد الله تعالى على ما يقول : من أنّ عمّه أبا الفضل العبّاس (عليه السلام) قد مضى في جهاده مع أخيه أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) على الخطّ الذي مضى عليه شهداء بدر الذين هم من أكرم الشهداء عند الله فهم الذين كتبوا النصر للإسلام وبدمائهم الزكية ارتفعت كلمة الله عالية في الأرض وقد استشهدوا وهم على بصيرة من أمرهم ويقين من عدالة قضيّتهم وكذلك سار أبو الفضل العبّاس على هذا الخطّ المشرق فقد استشهد لإنقاذ الإسلام من محنته الحازبة فقد حاول صعلوك بني أميّة حفيد أبي سفيان أن يمحو كلمة الله ويلف لواء الإسلام ويعيد الناس لجاهليتهم الأولى فثار أبو الفضل 
بقيادة أخيه أبي الأحرار في وجه الطاغية السفّاك وتحققت بثورتهم كلمة الله العليا في نصر الإسلام وإنزال الهزيمة الساحقة بأعدائه وخصومه.
ويستمرّ الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته لعمّه العباس فيسجّل ما يحمله من إكبار وتعظيم فيقول :
 أشهد أنّك قد بالغت في النصيحة وأعطيت غاية المجهود فبعثك الله في الشهداء وجعل روحك مع أرواح السعداء وأعطاك من جنانه أفسحها منزلاً وأفضلها غرفاً ورفع ذكرك في علّيين وحشرك مع النبّيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقاً.
أشهد أنّك لم تهن ولم تنكل وانّك مضيت على بصيرة من أمرك مقتدياً بالصالحين ومتبعاً للنبيّين فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين فانّه أرحم الراحمين ..   .
ويلمس في هذه البنود الأخيرة من الزيارة مدى أهميّة العبّاس وسموّ مكانته عند إمام الهدي الإمام الصادق (عليه السلام) وذلك لما قام به هذا البطل العظيم من خالص النصيحة وعظيم التضحيّه لريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) الإمام الحسين (عليه السلام) كما دعا الإمام له ببلوغ المنزلة السامية عند الله التي لا ينالها إلاّ الأنبياء واوصيائهم ومن أمتحن الله قلبه للإيمان.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.