أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2017
2765
التاريخ: 4-5-2017
3981
التاريخ: 23-5-2017
9772
التاريخ:
3987
|
معركة الخندق و يقال لها غزوة الاحزاب أيضا لان قريش استمدّت العون من كل قبيلة و حزب لقتال المسلمين، و ذلك انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لمّا أجلى بني النضير عن بلادهم زاد بغضهم و كيدهم عليه، فذهب عشرون نفرا من كبرائهم الى ابي سفيان، منهم: حيّ بن أخطب و سلّام (بتشديد اللام) بن ابي الحقيق (كزبير) و كنانة بن الربيع و هوذة بن قيس (بفتح الهاء) و أبو عامر الراهب المنافق، فاجتمعوا مع ابي سفيان و خمسين نفرا من صناديد قريش في مكة و ذهبوا الى بيت اللّه الحرام و تعاهدوا على ان لا يتركوا حرب محمد (صلّى اللّه عليه و آله) حتى الممات و ألصقوا صدورهم على البيت و اكّدوا هذه المعاهدة.
ثمّ استمدّ كل من قريش و اليهود من حلفائهم فخرج أبو سفيان باربعة آلاف رجلا من مكة معهم الف بعير و ثلاثمائة فرس، فلمّا وصلوا الى مرّ الظهران، التحق بهم الفا رجل من قبائل أسلم و أشجع و كنانة و فزارة و غطفان و هكذا كانت القبائل تلتحق بهم الى ان بلغوا عشرة آلاف نفرا.
اما أبو سفيان فانه دعا حيي بن أخطب و أرسله الى بني قريظة كي ينقضون عهدهم مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فخرج حتى أتى كعب بن أسد سيد بني قريظة فلمّا سمع كعب صوت ابن أخطب أغلق دونه حصنه، فاستأذن عليه فأبى ان يفتح لها، فاستأذن مرة اخرى و قال ويحك افتح لي جئتك بعزّ الدهر، و ببحر طام، جئتك بقريش على سادتها و قادتها.
قال كعب: انّي قد عاهدت محمدا و لست بناقض ما بينه و بيني، و لم أر منه الا وفاء و صدقا، فلم يزل حيي بكعب يفتل منه في الذروة و الغارب حتى دخل الحصن و قال لكعب: لئن رجعت قريش و لم يصيبوا محمدا أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك.
فنقض كعب عهده و بريء مما كان عليه فيما بينه و بين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فعظم عند ذلك البلاء و اشتدّ الخوف على المسلمين و بلغت القلوب الحناجر، و أتاهم عدوّهم من فوقهم و من أسفل منهم حتى ظنّ المؤمنون كل الظنّ و كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يعدهم النصر و الظفر قال تعالى: {اذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10].
و لقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز
فقام علي (عليه السّلام) فقال: يا رسول اللّه أنا، فقال، انّه عمرو، فقال: و أنا علي بن أبي طالب، فاستأذن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فأذن له و ألبسه درعه ذات الفضول و عمّمه عمامته التي تسمى بالسحاب فقدّمه و دعا له، فذهب إليه قائلا في جوابه:
لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نيّة و بصيرة و الصدق منجي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن تقوم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزائز
فقال (صلّى اللّه عليه و آله): برز الايمان كلّه الى الشرك كلّه، ثم انّ عليا (عليه السّلام) دعا عمرا لثلاثة اشياء اما ان يسلم و أمّا ان يترك الحرب و امّا ان ينزل عن فرسه و يحارب، فاختار الثالثة و كان يبطن الخوف من أبي الحسن فقال: ألا غيرك يا بن أخي من أعمامك من هو أسنّ منك فانّي أكره أن أريق دمك و كان أبوك نديما لي، ما امن ابن عمّك حين بعثك إليّ أن اختطفك برمحي هذا، فأتركك شائلا بين السماء و الارض لا حيّ و لا ميّت؟
فقال (عليه السّلام): دع هذا فانّي أحب أن أهريق دمك في سبيل اللّه، فنزل عمرو من جواد فعقره و سلّ سيفه و هجم على أمير المؤمنين (عليه السّلام)، فثارت بينهما عجاجة، فضرب عمرو رأس عليّ (عليه السّلام) فاستقبلها بدرقته فقدّها و أثبت فيها السيف و أصاب رأسه فشجّه، فضربه (عليه السّلام) و هو كالليث المجروح على رجله فقطعها فوقع عمرو على قفاه، فجلس (عليه السّلام) على صدره، قال عمرو: قد جلست منّي مجلسا عظيما، فاذا قتلتني فلا تسلبني حلّتي قال (عليه السّلام): هو أهون عليّ من ذلك .
قال ابن أبي الحديد: فثارت لهما غبرة وارتهما عن العيون الى ان سمع الناس التكبير عاليا من تحت الغبرة، فعلموا أنّ عليّا قتله و انجلت الغبرة عنهما، و عليّ راكب على صدره يحزّ رأسه .
وقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين و لقد أجاد الشيخ الازري قدّس سرّه في هذا المقام، قال و للّه دره:
ظهرت منه في الورى سطوات ما أتى القوم كلّهم ما أتاها
يوم غصت بجيش عمرو بن ود لهوات الفلا و ضاق فضاها
و تخطى الى المدينة فردا لا يهاب العدى و لا يخشاها
فدعاهم و هم ألوف و لكن ينظرون الذي يشب لظاها
اين أنتم من قسور عامري تتقي الاسد بأسه في شراها
أين من نفسه تتوق الى الجنات أو يورد الجحيم عداها
فابتدى المصطفى يحدّث عمّا يوجر الصابرون في أخراها
قائلا انّ للجليل جنانا ليس غير المهاجرين يراها
و من لعمرو و قد ضمنت على اللّه له من جنانه أعلاها
فالتووا عن جوابه كسوام لا تراها مجيبة من دعاها
فاذا هم بفارس قرشي ترجف الارض خيفة أن يطاها
قائلا ما لها سواى كفيل هذه ذمّة عليّ وفاها
و مشى يطلب البراز كما تمشي خماص الحشى الى مرعاها
فانتضى مشرفيه فتلقى ساق عمرو بضربة فبراها
و الى الحشر أنّة السيف منه بملاء الخافقين رجع صداها
يا لها ضربة حوت مكرمات لم يزن ثقل أجرها ثقلاها
هذه من علاه إحدى المعالي و على هذه فقس ما سواها
قال جابر: «... و سمعت التكبير فعلمت انّ عليّا (عليه السّلام) قتله، و انكشف أصحابه و عبروا الخندق و تبادر المسلمون حين سمعوا التكبير ينظرون ما صنع القوم، فوجدوا نوفل بن عبد اللّه في جوف الخندق لم ينهض به فرسه فرموه بالحجارة، فقال لهم: قتلة أجمل من هذه، ينزل بعضكم أقاتله فنزل إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام)، فضربه حتى قتله، و لحق هبيرة فأعجزه فضرب قربوس سرجه و سقطت درعه و فرّ عكرمة و هرب ضرار بن الخطاب، قال جابر: فما شبّهت قتل عليّ عمرا الّا بما قصّ اللّه من قصّة داود و جالوت» .
بعث المشركون الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يشترون جيفة عمرو بن عبد ود و نوفل فقال (صلّى اللّه عليه و آله): هو لكم لا نأكل ثمن الموتى.
ثم جاءت اخت عمرو و جلست الى جنبه و رأت درعه الذي كان من أفخر الدروع لم يسلب و معه سائر ثيابه و سلاحه فقالت: من قتله؟ قيل: عليّ بن ابي طالب، فقالت: ما قتله الّا كفو كريم، ثم انشدت هذه الابيات:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله لكنت أبكي عليه آخر الأبد
لكن قاتله من لا يعاب به من كان يدعا أبوه بيضة البلد
و لمّا اشتدّ البلاء على المسلمين في هذه المحاصرة جاء أبو سعيد الخدري الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و قال يا رسول اللّه هل من شيء نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر؟
فقال: قولوا «اللهم استر عوراتنا و آمن روعاتنا» ثم ظهر النفاق من المنافقين و ابتدءوا بايذاء المسلمين، فذهب (صلّى اللّه عليه و آله) الى مسجد الفتح و رفع يديه للدعاء و قال: «يا صريخ المكروبين ... الدعاء» و اراد من اللّه تعالى كفاية الاعداء فأرسل اللّه عز و جل ريح الصبا حتى تزلزل جيش المشركين و اكفأت قدورهم و نزعت فساطيطهم.
وفي رواية انّ الملائكة نزلت فأطفأت نيرانهم و أخرجت وتد الخيام و قطعت حبالها حتى فرّ الاعداء خوفا و جزعا و كان السبب الاساسي في هزيمتهم هو قتل عمرو بن عبد ود و نوفل و قال تعالى وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ- بعلي بن ابي طالب (عليه السّلام)-وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا.
قال بعض العلماء: لو لا انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بعث رحمة للعالمين لكان هذا الريح الذي هبّ يوم الاحزاب أشدّ و أحرق من الريح العقيم الصرصر الذي جاء على قوم عاد.
قال حذيفة: انّ ابا سفيان قال: «يا معشر قريش انّكم و اللّه ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخفّ، و اخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، و لقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر، و لا تقوم لنا نار، و لا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فانّي مرتحل، ثم قام الى جمله و هو معقول، فجلس عليه، ثم ضربه فوثب به على ثلاث، فو اللّه ما أطلق عقاله الّا و هو قائم ...».
ثم نهضت قريش و حملت أثقالها و لحقت بأبي سفيان.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|