أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
4218
التاريخ: 2-7-2017
2890
التاريخ: 28-6-2017
2762
التاريخ: 2-7-2017
3364
|
كانت غزوة مؤتة(1)في جمادى من سنة ثمان، بعث جيشاً عظمياً وأمّر عليه السلام على الجيش زيد بن حارثة ثمّ قال: «فإن اُصيب زيد فجعفر، فإن اُصيب جعفر فعبدالله بن رواحة، فإن اُصيب فليرتض المسلمون رجلاً فليجعلوه عليهم»(2).
وفي رواية أبان بن عثمان عن الصادق عليه السلام: أنّه استعمل عليهم جعفراً، فإن قتل فزيد، فإن قتل فابن رواحة. ثمّ خرجوا حتّى نزلوا معان(3) ، فبلغهم أنّ هرقل قد نزل بمأرب في مائة ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة(4).
وفي كتاب أبان بن عثمان: بلغهم كثرة عدد الكفّار من العرب والعجم من لخم وجذام وبلّي وقضاعة، وانحاز المشركون إلى أرض يقال لها: المشارف، وإنّما سمّيت السيوف المشرفيّة لأنها طبعت لسليمان بن داود بها، فأقوا بمعان يومين فقالوا: نبعث إلى رسول الله فنخبره بكثرة عدوّنا حتّى يرى في ذلك رأيه. فقال عبدالله بن رواحة: يا هؤلاء إنّا والله ما نقاتل الناس بكثرة وإنّما نقاتلهم بهذا الدين الذي كرمنا الله به، فقالوا: صدقت.
فتهيّؤوا ـ وهم ثلاثة آلاف ـ حتّى لقوا جموع الروم بقرية من قرى البلقاء يقال لها: شرف، ثمّ انحاز المسلمون إلى مؤتة، قرية فوق الأحساء(5).
وعن أنس بن مالك قال: نعى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جعفراً وزيد بن حارثة وابن رواحة، نعاهم قبل أن يجيء خبرهم وعيناه تذرفان. رواه البخاري في الصحيح(6).
قال أبان: وحدّثني الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «اُصيب يومئذ جعفر وبه خمسون جراحة، خمس وعشرون منها في وجهه»(7).
قال عبدالله بن جعفر: أنا احفظ حين دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على اُمّي فنعى لها أبي، فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي وعيناه تهرقان الدموع حتّى تقطر على لحيته، ثمّ قال: «اللهم إنّ جعفراً قد قدم إليك إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذرّيّته بأحسن ما خلّفت أحداً من عبادك في ذرّيّة». ثمّ قال: «يا أسماء ألا اُبشّرك؟».
قالت: بلى بأبي أنت واُمّي يا رسول الله.
قال: «إنّ الله جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنّة». قالت: فاعلم الناس ذلك. فقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأخذ بيدي يمسح بيده رأسي حتّى رقى المنبر وأجلسني أمامه على الدرجة السفلى والحزن يعرف عليه، فقال: «إن المرء كثير بأخيه وابن عمّه، ألا إنّ جعفراً قد استشهد وجُعل له جناحان يطير بهما في الجنّة».
ثمّ نزل عليه السلام ودخل بيته وأدخلني معه، وأمر بطعام يصنع لأجلي، وأرسل إلى أخي فتغذينا عنده غذاء طيّباً مباركاً، وأقمنا ثلاثة أيّام في بيته ندور معه كلّما صار في بيت إحدى نسائه، ثمّ رجعنا إلى بيتنا، فأتانا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأنا اُساوم شاة أخ لي فقال: «اللّهم بارك له في صفقته» قال عبدالله: فما بعت شيئاً ولا اشتريت شيئاً إلاّ بورك لي فيه(8). قال الصادق عليه السلام: «قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لفاطمة عليها السلام: إذهبي فابكي على ابن عمّك، ولا(9) تدعي بثكل فما قلت فقد صدقت»(10).
وذكر محمّد بن إسحاق عن عروة قال: لمّا أقبل أصحاب مؤتة تلقّاهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والمسلمون معه، فجعلوا يحثون عليهم التراب ويقولون: يا فرّار، فررتم في سبيل الله، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ليسوا بفرّار ولكنّهم الكرّار إن شاء الله»(11).
وقيل : مؤتة من مشارف الشرف، وبها كانت تطبع السيوف، واليها تُنسب المشرفية من
السيوف. «معجم البلدان 5: 220».
(2) المغازي للواقدي 2: 756، وسيرة ابن هشام 4: 15، الطبقات الكبرى 2: 128، وصحيح
لبخاري 5: 182، وتاريخ اليعقوبي 2: 65، وتاريخ الطبري 3: 36، ودلائل النبوة للبيهقي 4: 361، وسيرة ابن كثير3: 455.
(3) معان: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء. «معجم البلدان 5: 153».
(4) المناقب لابن شهر آشوب 1: 205، وانظر: تاريخ اليعقوبي 2: 65، ونقله المجلسي في
بحار الأنوار 21: 55|8.
(5) انظر: المناقب لابن شهر آشوب 1: 205، وسيرة ابن هشام 4: 19، وتاريخ الطبري 3: 37، ودلائل النبوة للبيهقي 4: 360، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 56.
(6) صحيح البخاري 5: 182، وكذا في: دلائل النبوة للبيهقي 4: 366. ونقله المجلسي في
حار الأنوار 21: 56.
(7) المناقب لابن شهر آشوب 1: 205، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 56.
(8) المغازي للواقدي 2: 766، ودلائل النبوة للبيهقي 4: 371، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 56.
(9) في نسخة «م»: فأن لم.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|