المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

طرائق استعمال المبيدات الحيوية
2024-06-28
Weakly Complete Sequence
8-11-2020
الخلل الواقع في الصلاة ويوجب الاحتياط في الرباعيات
21/12/2022
المائع
16-8-2017
ذبذبة قسرية forced oscillation
25-5-2019
ويخافون يوماً كان شرُّهُ مسطيراً.
17-12-2015


غزوة حنين  
  
3691   03:28 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص228-229.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017 3168
التاريخ: 28-5-2017 2835
التاريخ: 15-6-2017 3279
التاريخ: 11-5-2017 3105

 كانت غزوة حنين، وذلك أنّ هوازن جمعت له جمعاً كثيراً، فذكر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ صفوان بن اُميّة عنده مائة درع فسأله ذلك، فقال: أغصباً يا محمّد؟ قال: «لا، ولكن عارية مضمونة» قال: لا بأس بهذا. فأعطاه.

 فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في ألفين ـ من مكّة ـ وعشرة آلاف كانوا معه، فقال أحد أصحابه: لن نُغلب اليوم من قلّة. فشقّ ذلك على رسول الله فأنزل الله سبحانه {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ} [التوبة: 25]وأقبل مالك بن عوف النصريّ فيمن معه من قبائل قيس وثقيف، فبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عبدالله بن أبي حدرد عيناً فسمع ابن عوف يقول: يا معشر هوازن إنّكم أحدٌ العرب وأعدّها، وإنّ هذا الرجل لم يلق قوماً يصدقونه القتال، فإذا لقيتموه فاكسروا جفون سيوفكم واحملوا عليه حملة رجل واحد.

 فأتى ابن أبي حدرد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأخبره فقال عمر: ألا تسمع يا رسول الله ما يقول ابن أبي حدرد؟ فقال: «قد كنت ضالاً فهداك الله يا عمر وابن أبي حدرد صادق»(1).

قال الصادق عليه السلام: «وكان مع هوازن دريد بن الصمّة، خرجوا به شيخاً كبيراً يتيمّنون برأيه، فلمّا نزلوا بأوطاس(2)قال: نعم مجال الخيل لا حزنّ(3) ضرس(4) ولا سهل دهس(5) ،ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير؟ قالوا: ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وذراريهم قال: فأين مالك؟ فدعي مالك له، فأتاه فقال: يا مالك، أصبحت رئيس قومك، وإنّ هذا اليوم كائن له ما بعده من الأيّام، ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، وثغاء الشاة؟. قال: أردت أن أجعل خلف كلّ رجل أهله وماله ليقاتل عنهم. قال: ويحك لم تصنع شيئاً، قدّمت بيضة(6)هوازن في نحور الخيل، وهل يرد وجه المنهزم شيء؟! إنّها إن كانت لك لم ينفعك إلاّ رجلٌ بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك. قال: إنّك قد كبرت وكبر عقلك. فقال دريد: إن كنت قد كبرت فتورث غداً قومك ذلاًّ بتقصير رأيك وعقلك، هذا يوم لم أشهده ولم أغب عنه، ثمّ قال: حرب عوان(7) يا ليتني فيها جذع * أخبّ فيها وأضع»(8) قال جابر: فسرنا حتّى إذا استقبلنا وادي حنين، كان القوم قد كمنوا في شعاب الوادي ومضائقه ، فما راعنا إلاّ كتائب الرجال بأيديها السيوف والعمد والقني، فشدّوا علينا شدّة رجل واحد، فانهزم الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد، وأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ذات اليمين، وأحدق ببغلته تسعة من بني عبدالمطّلب(9).

وأقبل مالك بن عوف يقول: أروني محمّداً، فأروه فحمل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ـ وكان رجلاً أهوج(10)ـ فلقيه رجل من المسلمين فالتقيا ، فقتله مالك ـ وقيل : إنه أيمن بن اُم أيمن (11) ـ ثمّ أقدم فرسه فأبى أن يقدم نحو رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وصاح كلدة بن الحنبل ـ وهو أخو صفوان بن اُميّة لاُمّه وصفوان يومئذ مشرك ـ: ألا بطل السحر اليوم، فقال صفوان: اسكت فضّ الله فاك، فوالله لاَن يُربني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربني رجل من هوازن(12).

قال محمّد بن إسحاق: وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني عبد الدار: اليوم أدرك ثاري ـ وكان أبوه قتل يوم اُحد ـ اليوم أقتل محمّداً، قال: فأدرت برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأقتله فأقبل شيء حتّى تغشّى فؤادي، فلم أطلق ذلك، فعرفت أنّه ممنوع(13).

وروى عكرمة عن شيبة قال: لمّا رأيت رسول الله يوم حنين قد عري ذكرت أبي وعمّي وقتل عليّ وحمزة اياهما، فقلت: أدرك ثاري اليوم من محمّد، فذهبت لأجيئه عن يمينه، فإذا أنا بالعبّاس بن عبد المطّلب قائماً عليه درع بيضاء كأنّها فضّة يكشف عنها العجاج، فقلت: عمّه ولن يخذله، ثمّ جئته عن يساره، فإذا أنا بأبي سفيان بن الحرث بن عبد المطّلب، فقلت: ابن عمه ولن يخذله، ثمّ جئته من خلفه، فلم يبق إلاّ أنّ أسوره سورة بالسيف إذ رفع لي شواظ(14)من نار بيني وبينه كأنّه برق، فخفت أن يمحشني(15) فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقرى، والتفت رسول الله وقال: «يا شيب اُدن منّي، اللهمّ اذهب عنه الشيطان» قال: فرفعت إليه بصري ولهو أحبّ إليّ من سمعي وبصري، وقال: «يا شيب قاتل الكفّار»(16).

وعن موسى بن عقبة قال: قام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الركابين وهو على البغلة فرفع يديه إلى الله يدعوا ويقول: «اللهم إنّي أنشدك ما وعدتني، اللهم لا ينبغي لهم أن يظهروا علينا» ونادى أصحابه وذمرهم(17): «يا أصحاب البيعة يوم الحديبية الله الله الكرّة على نبيكّم». وقيل: إنّه قال: «يا أنصار الله وأنصار رسوله، يابني الخزرج» وأمر العبّاس ابن عبد المطّلب فنادى في القوم بذلك، فأقبل إليه أصحابه سراعاً يبتدون.

وروي: أنّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «الآن حمِيَ الوطيس. أنا النبيّ لا كذب * أنا ابن عبد المطّلب»(18) قال سلمة بن الأكوع: ونزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن البغلة ثمّ قبض قبضة من تراب، ثمّ استقبل به وجوههم وقال: «شاهت الوجوه» فما خلي الله منهم إنساناً إلاّ ملأ عينيه تراباً بتلك القبضة فولّوا مدبرين، واتبعهم المسلمون فقتلوهم، وغنّمهم الله نساءهم وذراريهم وشاءهم وأموالهم(19).

وفرّ مالك بن عوف حتّى دخل حصن الطائف في ناس من أشراف قومهم، وأسلم عند ذلك كثير من أهل مكّة حين رأوا نصرالله وإعزاز دينه(20).

قال أبان: وحدّثني محمّد بن الحسن(21)بن زياد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «سبى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم حنين أربعة آلاف رأس واثني عشر ألف ناقة، سوى ما لا يُعلم من الغنائم(22)وحلف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الأنفال والأموال والسبايا بالجعرانة(23)وافترق المشركون فريقتين، فأخذت الأعراب ومن تبعهم أوطاس، وأخذت ثقيف ومن تبعهم الطائف، وبعث رسول الله أبا عامر الأشعري إلى أوطاس فقاتل حتّى قُتل، فأخذ الراية أبو موسى الأشعري ـ وهو ابن عمّه ـ فقاتل بها حتّى فتح عليه»(24).

 

 _______________________________
 
(1) المناقب لابن شهر آشوب 1: 210، وانظر: المغازي للواقدي 3: 890 و 893، وسيرة ابن هشام 4: 82، ودلائل النبوة للبيهقي 5: 121 و 130، والكامل في التاريخ 2: 262، ونقله المجلسي في بحار الأنوار21: 164 | 9.

 

(2) أوطاس: واد في ديار هوازن. «معجم البلدان 1: 281».

(3) الحزن: ما غلط من الأرض في ارتفاع. «لسان العرب 13: 114».

(4) الضرس: الأكمة الخشنة. «الصحاح ـ ضرس ـ 3: 942».

(5) الدهس: المكان السهل اللين، لا يبلغ أن يكون رملاً، وليس هو بتراب ولا طين، ولونه الدهسة. «الصحاح ـ دهس ـ 3: 931».

(6) البيضة: أصل القوم ومجتمعهم. «لسان العرب 7: 127».

(7) حرب عوان: أي حرب قوتل فيها مرة بعد الأخرى. «انظر: لسان العرب 13: 299».

(8) تفسير القمي 1: 285، المناقب لابن شهر آشوب 1: 210، وانظر: سيرة ابن هشام 4: 80، وتاريخ الطبري 3: 71، ودلائل النبوة للبيهقي 5: 121، والكامل في التاريخ 2: 261، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 166 | ضمن ح 9.

(9) المناقب لابن شهر آشوب 1: 211، وسيرة ابن هشام 4: 85، وتاريخ الطبري 3: 74، ودلائل النبوة للبيهقي 5: 126، والكامل في التاريخ 2: 262، وفيها باختلاف يسير، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 166 | ضمن ح 9.

(10) رجل أهوج: أي طويل وبه تسرّع وحمق. «الصحاح ـ هوج ـ 1: 351».

(11) المناقب لابن شهر آشوب 1 : 211 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21 : 166 /

منح 9 .

 

(12) المغازي للواقدي 3: 910، وسيرة ابن هشام 4: 86، تاريخ الطبري 3: 74، ودلائل
النبوة للبيهقي 5: 128، والكامل في التاريخ 2: 263، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 166 ضمن ح 9.

 

(13) المغازي للواقدي 3: 909، وسيرة ابن هشام 4: 87، وتاريخ الطبري 3: 75، ودلائل النبوة للبيهقي 5: 128، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 166 | ضمن ح 9.

(14) الشُواظ والشواظ: اللهب الذي لا دخان له. «الصحاح ـ شوظ ـ 3: 351».

(15) المَحش: تناولٌ من لهب يحرق الجلد ويبدي العظم. «العين 3: 100».

(16) المغازي للواقدي 3: 909، ودلائل النبوة للبيهقي 5: 145، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 166 | ضمن ح 9.

(17) ذمّرهم: لامهم وحضّهم وحثّهم. «لسان العرب 4: 311».

(18) دلائل النبوة للبيهقي 5: 131، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 167 | ضمن ح 9.

(19) صحيح مسلم 3: 1402 | 81، دلائل النبوة للبيهقي 5: 140، ونحوه في: تفسير القمي 1: 287، والطبقات الكبرى 2: 56، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 167.

(20) دلائل النبوة للبيهقي 5: 132، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 167.

(21) في نسختي «ق»و«ط» الحسين، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه، وهو محمّد بن الحسن بن زياد العطّار، كذلك عنونه النجاشي (369 | 1002) وقال عنه: كوفي ثقة، روى أبوه عن أبي عبدالله (عليه السلام)، له كتاب.

وكذا ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست: (149)، وابن داود في القسم الأول من رجاله(169 | 1348)، والعلاّمة الحلي في الخلاصة (160 | 139) والمامقاني في تنقيحه (3 | 101)، ولعل هذه الرواية وردت في كتابه المذكور. فتأمل.

(22) المناقب لابن شهر آشوب 1: 211، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 168.

(23) الجعرانة: ماء بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب. «معجم البلدان 2: 142».

(24) انظر: الارشاد للمفيد 1: 151، وسيرة ابن هشام 4: 97، والمغازي للواقدي 3: 915، وصحيح البخاري 5: 197، وتاريخ الطبري 3: 79، ودلائل النبوة للبيهقي 5: 152، والكافي في التاريخ 2: 265.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.