أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-8-2017
![]()
التاريخ: 19-11-2017
![]()
التاريخ: 2-2-2018
![]()
التاريخ: 17-7-2017
![]() |
ينقل عماد الدين الطبري في كتاب بشارة المصطفى بسند معتبر عن جابر بن عبد الله الأنصاري (ضي الله عنه) قال : صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة العصر فلما انفتل جلس في قبلته والناس حوله فبينا هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب سمل قد تملل واختلق وهو لا يكاد يتمالك ضعفاً وكبراً ، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستحليه الخبر ، فقال الشيخ : يا نبي الله أنا جائع الكبد فأطعمني وعاري الجسد فاكسني وفقير فارشيني .
فقال : ما أجد لك شيئاً ولكن الدال على الخير كفاعله ، انطلق الى منزل من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يؤثر الله على نفسه ، انطلق الى حجرة فاطمة – وكان بيتها ملاصقاً لبيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه – يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة ، فانطلق الأعرابي مع بلال فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته : السلام عليكم يا أهل البيت النبوة ومختلف الملائكة ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل من عند رب العالمين .
فقالت فاطمة (عليها السلام) : من أنت يا هذا ؟.
قال : شيخ من العرب أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجراً من شقة وأنا يا بنت محمد عاري الجسد جائع الكبد فواسيني رحمك الله وكان علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك من شأنهما ، فعمدت فاطمة (عليه السلام) الى جلد الكبش مدبوغ بالقرض كان ينام عليه الحسن والحسين (عليهما السلام) فقالت : خذ هذا أيها الطارق فعسى الله أن يتيح لك ما هو خير منه .
فقال الأعرابي : يا بنت محمد ! شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب ؟.
قال : فعمدت (عليها السلام) لما سمعت هذا من قوله الى عقد كان عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب فقطعته من عنقها ونبذته الى الأعرابي ، فقالت : خذه وبعه فعسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه .
فأخذ الأعرابي العقد وانطلق الى مسجد رسول الله والنبي (صلى الله عليه وآله) جالس في أصحابه ، فقال : يا رسول الله ! أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد وقالت : بعه فعسى أن يصنع لك .
قال : فبكى النبي (صلى الله عليه وآله) وقال : كيف لا يصنع الله لك وقد أعطتك فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم .
فقام عمار بن ياسر رحمه الله فقال : يا رسول الله ! أتأذن لي بشراء هذا العقد ، قال (صلى الله عليه وآله) : اشتره يا عمار فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار .
فقال عمار : بكم هذا العقد يا أعرابي ؟.
قال : بشبعة من الخبز واللحم وبردة يمانية أستر بها عورتي وأصلي فيها لربي ودينار يبلغني الى أهلي .
وكان عمار قد باع سهمه الذي نقله رسول الله من خيبر ولم يبق منه شيئاً ، فقال : لك عشرون ديناراً ومائتا درهم هجرية وبردة يمانية وراجلتي تبلغك الى أهلك وشبعة من خبز البر واللحم .
فقال الأعرابي : ما أسخاك بالمال وانطلق به عمار فوفاه ما ضمن له .
وعاد الأعرابي الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له رسول الله : أشبعت واكتسيت ؟.
قال الأعرابي : نعم يا رسول الله واستغنيت بأبي أنت وأمي .
قال (صلى الله عليه وآله) : فأجز فاطمة بصنيعها .
فقال الأعرابي : اللهم إنك إله ما استحدثناك ولا إله لنا نعبده سواك وأنت رازقنا على كل الجهات اللهم أعط فاطمة (عليه السلام) ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فأمن النبي (صلى الله عليه وآله) على دعائه وأقبل على أصحابه فقال : إن الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي وعلي بعلها ولو لا علي ما كان لفاطمة كفوا أبداً وأعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما ؛ سيدا شباب أسباط الأنبياء وسيدا أهل الجنة .
وكان بإزائه المقداد وابن عمر وعمار وسلمان (رضي الله عنهما) فقال : ألا وأزيدكم؟.
فقالوا : نعم يا رسول الله !.
قال (صلى الله عليه وآله) : أتاني الروح الأمين يعني جبرئيل (عليه السلام) وقال : إنها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها من ربك فتقول الله ربي فيقولان من نبيك فتقول أبي فيقولان فمن وليك فتقول هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب .
ألا وأزيدكم من فضلها ؟.
إن الله وقد وكل بها رعيلاً من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وهم معها في حياتها وعند قبرها بعد موتها يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ومن زار فاطمة فكأنما زارني ومن زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة ومن زار الحسن والحسين فكأنما زار علياً ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما .
فعمد عمار الى العقد وطيبة بالمسك ولفه في بردة يمانية وكان له عبد اسمه سهم ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخير فدفع العقد الى المملوك وقال له : خذ هذا العقد فادفعه الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت له .
فأخذ العقد فأتى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بقول عمار رحمه الله .
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : انطلق الى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها ، فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله فأخذت فاطمة (عليها السلام) العقد وأعتقت المملوك .
فضحك الغلام ، فقالت فاطمة (عليه السلام) : ما يضحكك يا غلام ؟.
فقال : أضحكني عظم بركة هذا العقد ! أشبع جائعاً وكسا عرياناً وأغنى فقيراً وأعتق عبداً ورجع الى ربه .
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|